رسالة من سنية الى شيعية:رسالة 4:نساء لسن كالنساء:




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغرِّ الميامين.. وبعد:
إليكِ أيتها الأخت العاقلة.. أيتها الفتاة الراشدة.. أيتها المؤمنة بالله رباً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، والمتخذة شرعة الإسلام منهجاً وسلوكاً قويماً..
إليكِ أختاه! أكتب هذه الكلمات التي بثثت فيها شيئاً من أشجاني، وكتبتها إليكِ من مكنون قلبي.. مدادُها حبي ووفائي


نساء لسن كالنساء:


نعم أختاه: إنهن نساء ولكنهن لسن كالنساء الأخريات، إنهنَّ نلنَّ شرفاً وتشريفاً بالغاً عظيماً، وشأناً ومكانةً كبيرةً.
نعم.. إنهنَّ تميزنَّ عن نساء العالمين، اختارهن الله واصطفاهن ليكُنَّ زوجات لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وصرن بذلك أفضل وأكمل من غيرهن، ولسن كسائر النساء، بل أحسن وأطيب وأكمل، قال تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ)) [الأحزاب:32].
فبزواج النبي صلى الله عليه وسلم منهن نلن تلك الفضيلة، وتبوأن تلك الدرجة السامية الباسقة الرفيعة، التي لم تتحقق لأحدٍ من النساء غيرهن رضي الله عنهن.
أخيتي: إن الكلام عن زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطول ويفوح عطراً وشذا، ولكن لن أطلق العنان لقلمي، ويا له من جامح هنا، ولكني سأقتصر على مسألة لطالما كدرت أخواتي الكريمات العاقلات، ويا لها من مسألة تصك الأسماع، وتؤذي المؤمنين! ولكن لا بد من التعرض لها لتعلمي -أخية- أني لا أتجنى وأتقوَّل على أحد، ولكنها الحقيقة المرة!
لا يخفى عليكِ هنا معتقد الشيعة في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأخص منهن رضوان الله عليهن: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر.
فأقول: وقف الشيعة موقفاً شاذاً منحرفاً تجاه أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الطاهرات المطهرات الطيبات المكرمات.
وفيما يلي ذكر لبعض تلك المواقف مع مراعاة الاختصار:
لا أظنكِ -أخية- يخفى عليكِ الدعاء المسمى بدعاء صنمي قريش، وهو موجود في عدد من كتب الشيعة الموثوقة، ويدعون به إلى وقتنا الحاضر، وفيه: (اللهم... والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما...) إلخ.
ويقول المجلسي في كتابه: [حق اليقين، (ص:519)]: (وعقيدتنا في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة..، ومن النساء الأربع -وذكر منهن عائشة وحفصة-...).
وذكر هو كذلك في عين الحياة (ص:599) أن جعفراً الصادق -وحاشاه- كان يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال، وأربعة من النساء.. يسميهم، وعائشة وحفصة.. إلخ.
ويزعمون كما في كتاب الصراط المستقيم [للبياضي (3/168)] (أن عائشة وحفصة تآمرتا على أن يسما رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهكذا قال المجلسي في كتابه حياة القلوب (2/700): (إن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسم دبرتاه).
وذكر العياشي في تفسيره [2/269]: (أن التي ((وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً)) [النحل:92] هي عائشة نقضت إيمانها) أي: أنها ارتدت.
وقد جاء في كتب كثيرة من كتب علماء الشيعة تكفير عائشة وحفصة زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم ووصفهما بأبشع وأقبح الأوصاف.
فهذا البياضي في كتابه الصراط المستقيم (3/161) يعقد فصلين خاصين في عائشة وحفصة، وسمى الأول: فصل في أم الشرور، يعني: أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ويلقبها فيه بالشيطانة، والفصل الآخر: في أختها حفصة.
وهذا الكلام القبيح ذكرني بإحدى الأخوات من المعلمات الفاضلات اللاتي دَرَّسنَ في مدارس الشيعة، فتقول: "في حجرة الرسم أحضرتُ للطالبات رسومات وكان من بينها صور لحشرات -ذباب- فإذا بطالبات في الخلف يهمسن ثم يرتفع صوتهن بالضحك، وبعد التحقق من أمرهن وجدت أنهن يقلدن أهلهن في تسمية عائشة المصونة أم المؤمنين زوج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (أم الذبان)!! وذلك حسب إفادتهن هداهن الله".
فهل هذا يوافق ما جاء في القرآن الكريم من مكانتهن وعظيم شرفهن؟!
فتأملي معي أختاه: إن النبي عليه الصلاة والسلام قد خيرهن بين البقاء في هذه المنزلة، وهي شرف الاقتران به في الدنيا والآخرة، وإن قلَّ العيش في الدنيا وضاق الرزق، وبين متاع الدنيا الزائل وزينتها، فلم يردن شيئاً غير البقاء معه صلى الله عليه وآله وسلم، وآثرن ذلك على الدنيا ومتاعها وزينتها، قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)) [الأحزاب:28-29].
فلم يخترن رضي الله عنهن غير الله ورسوله والدار الآخرة، وكن خير زوجات لخير زوج مؤمنات قانتات عابدات صالحات، فآتاهن الله أجرهن مرتين، وأعد الله لهن الرزق الكريم، والثواب الجزيل المضاعف، قال الله تعالى: ((وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً)) [الأحزاب:31]
وعندما نتأمل قول الله تبارك وتعالى: ((وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)) [النور:26] نعلم عظيم قـدر أزواج النبـي الكريم صلى الله عليه وسلم، فهو الطيب المطيب، ونساؤه الطيبات، بل هو عليه الصلاة والسلام خير الطيبين وأفضلهم، ونساؤه خير الطيبات وأفضلهن، ولم يكن الله ليختار لنبيه عليه الصلاة والسلام إلا خير النساء وأفضلهن.
وتأملي معي -أخية- الإضافة في قوله تعالى: ((وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6] ففيها لطائف جمة وإشارات إلى فوائد كثيرة لا يعقلها إلا العالمون:
منها: أن العاقل مهما أساءت أمه فإنه يتحملها ويصبر عليها، ومنها: استمرارية ذكر الأم بهذا الاسم، والإمساك عن هفواتها وعيوبها -إن كانت- فهي (أُم) ووصفهن بالأمهات لمن؟ (للمؤمنين) شرف وأيما شرف لهن رضي الله عنهن، لا سيما وأن الله أخبر عن ذلك بلفظ (الأزواج) المشعر بالمشاكلة والمجانسة والاقتران، وقد وقع في القرآن الإخبار عن أهل الإيمان بلفظ الزوج مفرداً وجمعاً كقوله تعالى لآدم: ((آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)) [البقرة:35].
وقال تعالى في حق زكريا: ((وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)) [الأنبياء:90].
وقال تعالى: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6] ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)) [الأحزاب:1].
وقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)) [الأحزاب:28-29].
وجاء الإخبار عن أهل الشرك بلفظ المرأة، قال تعالى:
((تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)) [المسد:1-5].
وقال تعالى: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) [التحريم:10]
تأملي لما كانتا مشركتين أوقع عليها اسم المرأة.
وقال في فرعون: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) [التحريم:11].
لما كان هو المشرك وهي مؤمنة لم يسمها زوجاً له، وقال سبحانه في حق المؤمنين: ((وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ)) [البقرة:25] فكان عدم ذكر الأزواج في حق الكافرات؛ لأنهن لسن بأزواج لرجالهن في الآخرة، فجرد الكافرة منه كما جرد منها امرأة نوح ولوط.
فإن قيل: فلم قال الله عن زكريا عليه السلام: ((وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً)) [مريم:8] وعـن إبراهيم عليه السلام: ((فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ...)) [الذاريات:29]؟
قلنا: قد أجاب أهل البيان واللغة والفهم في القرآن، فقالوا: بأن ذكر المرأة أليق في هذه المواضع؛ لأنه في سياق ذكر الحمل والولادة، فذكر المرأة أولى به؛ لأن الصفة التي هي الأنوثة هي المقتضية للحمل والوضع لا من حيث كانت زوجة!
فتأملي معي -أخية- رعاكِ الله هذه المعاني تجديها أشد مطابقة لألفاظ القرآن ومعانيه، ولهذا وقع على المسلمة امرأة الكافر، وعلى الكافرة امرأة المؤمن لفظ المرأة دون الزوجة تحقيقاً لهذا المعنى، فتأملي ثم تأملي في أسرار هذا الكتاب العظيم.
وتأملي معي -أخية- في آية التطهير من كتاب الله، التي قصَّر علماء الشيعة في بيانها لعوامهم؛ وما ذاك إلا لعلمهم بالبعد الكبير بينهم وبين القرآن وآياته الكريمات، فدخول أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيها واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار.
تأملي سياق الآيات والخطاب الموجه من بدايته حتى نهايته.
قال الله تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)) [الأحزاب:32-34].
فالذي يتدبر سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، بل من يدقق في الآيات سيجد بنفسه أن قوله تعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب:33] وقوله جلَّ شأنه: ((وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] آية واحدة…
والخطاب فيها كما هو واضح موجه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم.
ودائماً وأبداً تجد الشيعة يقتطعون هذا الجزء من الآية، وهو قوله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] دون أن يأتوا بالآية كاملة، لماذا؟ هل يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض...؟!
لماذا الشيعة لا يتدبرون القرآن الكريم، ولا يتمعنون باللغة العربية، والقرآن الكريم إنما نزل بلسان عربي مبين...؟!
أختي الغالية وفقكِ الله وسددكِ: لن أكتب لك هنا كلمة واحدة حول مآثرهن وما جاء في فضلهن وخصائصهن رضوان الله عليهن، وإنما أحيلك إلى كتاب الله وصحيح سنة نبيه عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ففيهما الكفاية والرشاد والهداية والعصمة من الغواية لمن أراد التوفيق والسداد وحكَّم عقله ولم يعره لغيره!!

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...