هذه رسالة الى كل اعلامي عربي شريف
أوجاع امتنا غير متناهية، وأوجاعنا نحن المؤمنين بالأمة كذلك غير متناهية، فهي عشق وتطلع، وماضي وحاضر ومستقبل، وفي ظل هذا الخطب من التآمر والمؤامرات نكون ملزمين ومقيدين بالحديث عن أوجاع امة عريقة من خلال وجعا حاضرا أسمة "الأعلام" "والإعلاميون" "والسياسة" "والسياسيون" "والنفاق" " والمنافقون".
لا نختلف مع الآخرين على مدى قدرة الإعلام التأثيرية، باعتباره يؤدي إلى حركة تفاعلية ومؤثرة بالنظام الاجتماعي والسياسي، فالتحول في تكنولوجيا الإعلام له نتائج مؤثرة ليس فقط في التنظيم الاجتماعي فحسب، بل في المشاعر الإنسانية، إلا أن فهم الأسلوب الذي تعمل بمقتضاه وسائل الإعلام وكمية ونوع المعلومات المستخدمة، وطبيعة الرسالة الإعلامية الموجهة إلى المواطن العربي تدفعنا نحن عشاق الأمة إلى التصدي الواعي لها وفضح مؤامراتها الدنيئة على الشعب والأمة.
من يتابع الاعلام العربي بوسائله المسموعة والمقروئة والمرئية يلاحظ سيطرة الرقص الاستعراضي عليه رقص الخصور ورقص الالسنة ورقص المواقف مع غياب واضح لخطاب العقل وحتى لمجرد فقط نقل صورة حية عن الواقع المعيشي العربي اما السبب فلانه اعلام مرسل في الاساس بهدف التخدير لاالتنوير وبغاية التسفيف لاالتثقيف فهو اعلام مخصص لتعتيم احداث اليوم واللحظة لايستشرف المستقبل وليس له نظرة اصلاحية للغد يحاول من خلالها الارتقاء بالواقع المعيشي للمواطن العربي وحتى ان نظرة مستقبلية للغد ففقط من اجل ان يلبسه رداءة الامس لااكثر ولااقل.انه اعلام مشدود فقط الى هدفين لاثاالث لهماا:تلميع النظام وتمييع الشعوب اما مسالة الترفيه فهي مرتبطة باالتتفيه.
ففي ظل الأحداث التاريخية الجسيمة التي تمر بها الأمة وقواها الحية انقلبت وسائل الأعلام من الحال المفترض أن تكون عليها كأداة لخدمة الإنسان وقضاياها المصيرية وتطلعاته المشروعة ورديف سلاحي فعال في الحياة، لتصبح أداة ذبح للإنسان العربي، لقد تفاءلنا خيرا بثورة وفورة المعلومات، والفضائيات وخصوصا العربية، واستبشرنا خيرا بهذا الكم الهائل الواقع على مساحة قمرين كاملين، وإذا بتفاؤلنا ينقلب رأساً على عقب، وجراحنا تزداد عمقا واتساعا، وحالات التمني والتفاؤل أصبحت كابوسا مرعبا قاتلً وأداة قتل للإنسان العربي وأهدافه وشعوره ومشاعره وتاريخه، وكل جزء حي في جسم الأمة، وأداة لتمرير المخططات العميلة بكل مهنية واحتراف، ومن خلال اختلاق الأكاذيب والأقاويل والقصص والصور والأفلام لقتل الإنسان العربي.
فأصبحت رديفا إلى لأعداء الأمة، وتتناغم مع مصالحهم، وتقدم لهم الدعم والمساندة لتمرير مخططاتهم الصهيونية والأمريكية، فأصبح ألاستشهادي "انتحاري"، وأصبحت فلسطين "إسرائيل"، والجهاد "عنفا"، والاحتلال الأمريكي للعراق "قوات متعددة الجنسية"، والعملاء والحرس الوثني "حرس وطني"، والمدافع عن حقوق الأمة "متهورا"، والعلاقة مع "إسرائيل" ضرورة وطنية وقومية مشروعة، والمقاومة "إرهابا"، والارتهاب والانصياع إلى أعداء الأمة "واقعية" وتفهم للتطورات الدولية والإقليمية، "والانهزام" "بطولة"، فازدادت الهجمة الشرسة على الأبعاد القومية والنهضوية العربية، فتحركت وسائل الإعلام "العربية" وذهبت بعيدا من خلال اختصارها إلى حلقات الترابط بين الحكام "العرب" والتبعية أمريكيا والصهونية، فلم يعد الحلال حلال ولا الحرام حرام، فأصبح الحرام حلال وعلى المقاييس الصهيونية والأمريكية والشعوبية والفارسية المقيتة، من خلال سياسات تزييف الوعي وتشويه الحقائق والكذب باستمرار.
فقبل العدوان على العراق قدمت وسائل الإعلام "العربية" ورجالتها من الإعلاميين، الحصار على العراق على اعتبار أنه عناد عراقي سبب الماسي، وجهزت محللين سياسيين عسكريين وساقطي أخلاق وضمير، ابعد ما يكون عن السياسة والعسكرية، فقدمت العدوان وكأنه نصرا للأمة العربية، وصورت "بوش" وكأنه صلاح الدين، فشنت حملات معادية ضد العراق، وصورته خطر يهدد كل العالم، وامتلاكه للسلاح خطيئة يجب ان يعاقب عليها حتى لو دمر العراق من أقصاه إلى أقصاه، ووضعت سيناريوهات لخروج رمز الأمة من العراق، فكان مطلبهم بان يغادر رمز شموخنا وعزتنا العراق ودجلة والفرات الذي أحب، أو ان يلتحق بصفوف الخونة والعملاء من الحكام المدمجين مع المخطط الصهيوني الأمريكي، أو الحرب والدمار، فخدمت الوسائل الإعلامية "العربية" أمريكيا والحركة الصهيونية خدمة جليلة.
أما بعد الاحتلال فلم تقف وسائل الإعلام والإعلاميون العملاء عند حدود المساعدة والترويج لاحتلال، بل ساهموا في إشاعة الفوضى، وتقديم العراقيين وكأنهم قطعان من الرعاع لا مدنية ولا حضارة، وأصبح احتلال العراق وبغداد "سقوط"، والنظام العراقي الشرعي محليا وعربيا ودوليا "النظام المخلوع"، وتصفيته واسر عناصره وأركانه عملا بطوليا مدويا رقصت له وسائل الإعلام والإعلاميين الساقطين خصصت بعض الفضائيات "العربية" برامج أسبوعية خاصة مثل برامج قناة "العربية" أو العبرية "من العراق" وفرغت لذلك مقدمين خاصين جدا بخبرة صهيونية وبامتياز "كوزي" فكان الحقد والتشويه المتعمد ديدنهم وهاجسهم، فكان الأغبياء من المذيعين ومقدمي البرامج الذين لا ثقافة دينية ولا عادية بسيطة لديهم، يناقشون وبحجة "العارف" "والعليم" "والفقيه" صلاة السيد الرئيس في حذائه وكأنها خرقاً لكل متعارفات الإسلام والدين، فكان الاحتلال لديهم عملاً جليلاً، فتعاونت معه كل السلطات العربية ووسائل إعلامها، ولهذا كانت المقاومة عندهم عنفاً وإرهاباً، والاحتلال واجب، فغطت وسائل الإعلام مؤتمرات ومؤامرات الأمريكان والصهاينة، ورفضت ولا تزال ترفض نقل أخبار المقاومة، إلا بقدر ما يسمح به الأمريكان، وروجت لحكومة علاوي والساقطين والمخنثين ورافعي الأرجل والأخلاق والضمير، وممتهني الدعارة الوطنية والتجارة السياسية، فأصبح التسابق لخدمة الأمريكان والصهاينة شرطاً من شروط عضوية نقابات الصحفيين والإعلاميين المبدعين، وطريق مشروع ومعبد للوصول إلى المراكز واغتنام المال.
لكن التاريخ لا يكتب ولا يصنعه ساقطي الضمير والأخلاق والدعارة الإعلامية والسياسية وحكومات الظل والمتعة، فصناعة التاريخ خاصية وميزة للأبطال والمحاربين، حملة البنادق والرايات الجهادية والثوار والشهداء، ولهذا أعتمدت المقاومة العراقية الباسلة طريق الكفاح المسلح غير المرتد كوسيلة إعلامية، إذ شرعت المقاومة وعمودها الأساسي والرئيسي ألا وهو الجهاد والمجاهدين الذين لم يركعوا لأمريكا ولا لهذا الاعلام الماجن الكاذب؟ ولقد استخدم المجاهدين أسلوباً ذكياً باستخدام وسيلة إعلامية فريدة من نوعها، وضعت كل الإعلام والإعلاميين الساقطين والمأجورين في زاوية الخيانة، وكشفتهم وعرتهم كعملاء صغار، ينقلبون حيثما انقلبت الأنظمة السياسية المدمجة وأمريكا وإسرائيل وايران، فاعتمدت المقاومة العراقية الباسلة على عملياتها الجريئة والبطلة في ملاحقة جنود الاحتلال والعملاء والساقطين، فوصل صوتها إلى القاصي والداني وأوصلت صوتها رغم التعتيم الإعلامي والتستر على الفعل المقاوم غير المرتد، الذي حسم الأمر مع التضليل والتزييف ففرضت ضربات المقاومة التعامل معها رغم انف الأعداء، واختارت وسائل لم يكن بمقدورا إلا العمل البطولي أن يوصلها إلى العالم.
إنهم بإختصار يسيرون خلف طواغايتهم ويصدقون قولهم ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) فيكتبون ما يملى عليهم ونسوا قوله تعالى ( وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى )
نسأل الله أن ينصر المجاهدين الموحدين المحاربين من الكفار والمنافقين .... اللهم آمين
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire