في ذكرى 7نوفمبر درس من حمار وكلب الى بن علي



كان لراعي حمار و كلب، الحمار يستخدمه في تنقلاته و لنقل الاغراض و الطعام و خلافه، و الكلب لحراسة البيت و الماشية، و كان هذا الراعي تجتمع فيه كل الصفات السيئة التي خلقها رب الكون، من بخل و عناد على الباطل و لديه لسان قبيح يشتغل بالغيبة و النميمة و الايقاع بالغير، و لا يتوانى عن سرقت حق غيره عندما تتاح له الفرصة المناسبة، كسول لدرجة البلادة حتى انه يخشى المشي في الشمس خوفا من ان يجر ظله خلفه، يعشق الطعام حتى التخمة و كانه يعيش لياكل لا ان ياكل ليعيش، يحب استغلال من هم تحت سيطرته اسوء استغلال، يحب ان ينافقه الناس بل و حتى البهائم،
يبغض من ينصحه او يبين له خطاءه، شجاع يطلب المنازلة و لكن عند خلو الميدان من اي مخلوق، يهوى الجدال لمجرد الجدال، جاهل فاق الجهل جهالة، الافتراء بالباطل على الاخر اسلوب حياته، الاستهتار و الاهمال هي معنى المسؤولية عنده، يدعي العصمة من الخطاء و قد سبق ابليس في المعاصي .
و كان هذا الراعي يخرج كل صباح من بيته راكبا حماره و معه طعامه ترافقه ماشيته و يحرسهم كلبه حتى يصلوا الى المرعى، و كعادته كل يوم ياخذ الطعام من على ظهر حماره و يجلس تحت شجرة كبيرة تحمي بشرته الرقيقة من اشعة الشمس، اعتاد كل يوم المكوث تحتها يحتمي بظلها، ياكل طعامه و يكمل نومه، و يترك مهمة حراسة الماشية للكلب، و في المساء كعادته كل يوم يركب حماره يرافقه ماشيته و كلبه، و لبخله يطعم كلبه و حماره ما يسد الرمق فقط و هم صابرون عسى ان يصلح حال هذا الراعي، و ادى ذلك مع مرور الزمن الى ضعف بنية الحمار و بنية الكلب كذلك، و في احد الايام و كعادته اراد الراعي الخروج مع الماشية و كلبه و حماره الى المرعى، و كانت صدمته كبيرة لم يتوقعها حتى في كوابيس احلامه، فالحمار رفض الحركة و كاد ان يرفس الراعي، و زد على ذلك نباح الكلب عليه، فخاف الراعي و لم يعرف ماذا يحصل و لماذا؟! و ماذا عساه ان يفعل ؟! . و بداء حوار بين الثلاثة، قال الحمار للراعي : ميزنا الخالق نحن معشر الحمير بصفات منها الجد و الصبر في العمل و سخرنا لخدمة البشر، اعطانا صوت هو انكر الاصوات و ميزنا كذلك بالعناد، و نحن مسيرون و لسنا بمخيرين، فالعمل اعطيناه حقه و لم ننقصه و صبرنا على الجهد و التعب، اما صوتنا فلا نقاش فيه فهو خلقة الخالق و عنادنا دائما على حق عند شعورنا بالذل و الاهانة، اما انت يا انسان، فالعمل عندك عبادة و انت لا تعمل فعبادتك لربك منقوصة، منحك الله صوت جميل و مع ذلك تنهق كالحمير، و قيل لك كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته، فانت تحب ان تكون مسؤولا و لكن تكره و تبغض ان تقوم بمهام و واجبات المسؤولية، العناد عندك عناد على الباطل و ليس عنادا على الحق، فالعناد هنا كفر و العياذ بالله، نعمل و لنا الحق بالاجر و المعاملة الحسنة و انت كسول لا يعمل و تطالبنا بالعمل دون اطعامنا بحق و معاملتك لنا اسوء من ان توصف، و ازيدك ان من هداية الحمار الذي هو ابلد الحيوانات كما يقال ان الرجل يسير به الى منزله من البعد في ليلة مظلمة، فيعرف المنزل، فاذا خلي جاء اليه، و يفرق بين الصوت الذي يستوقف به و الصوت الذي يحث به على السير، فمن لا يعرف الطريق الى منزله -و هي الجنة في الاخرة - فهو ابلد من الحمار و انت كذلك، و لا يليق بلقب الانسان ان يطلق على امثالك لانكم تفتقدون الى اية صفة من صفات الانسانية فحتى الحيوانات لها من الصفات ما هي اسمى مما تتميز به انت و امثالك، فذهل الراعي من هذا الكلام و هم بضرب الحمار، فرفسه الحمار فطرحه ارضا، و جرى الحمار خارج الحظيرة، و ما ان قام الراعي و افاق من رفسة الحمار حتى راى الكلب يخطو نحوه، و هنا تكلم الكلب و قال للراعي : سخرنا الله لمنفعة بني البشر و لا نناقش خالقنا في ذلك، و منحنا الله صفة هي معدومة عند امثالك يا راعي، صفة وصفها بنو البشر بانها مفقودة و غير موجودة بل و من المستحيلات، هي صفة الوفاء، فامثالك لا يؤمنون حتى بها و طبعا لا يفقهون معناها، اما عندنا فهي صفة راسخة، و من الوفاء الامانة، فامنتنا على حراسة ماشيتك و بيتك و وفينا بهذه الامانة، و انت و امثالك ائتمنتم على مسؤولية هي امانة فلم تصونوها، بل و لم تكتفوا بذلك، فقمتم بخيانتها و اي خيانة، ائتمنتم على الجار فخنتوه، و على الحق فضيعتوه، و على المال فسرقتوه، و على السر فافشيتوه، و ائتمنتم على مكارم الاخلاق فنشرتم مفاسد الاخلاق، طلب منكم التواضع فاثرتم التكبر، نهيتم عن النفاق فاتخذتم النفاق اسلوب حياة، منحتم المال لتعزوا به فعز بكم و ذلت له نفوسكم، و اذا اقبلت الدنيا عليكم نسيتم انها قد تدبر يوما عنكم، قيل لكم ان الدين المعاملة فاساتم المعاملة، غركم جمالكم و هو لم يصل الى جمال الطاووس، و اهملتم عقلكم حتى اصبح اصغر من عقل الناموس، و هنا غضب الراعي و هم بعصا ليضرب بها الكلب، فعوى عليه الكلب فجزع الراعي و سقط على الارض و سقطت العصا من يده، و هرول الكلب مغادرا الحظيرة . و بعد فترة افاق الراعي من ذهوله و خرج من الحظيرة يبحث عن حماره و كلبه و لم يجدهما، فلم يجد بدا من الخروج بماشيته مشيا على الاقدام حاملا طعامه بيده دون حمار يركبه او كلب يحرسه و ماشيته، و وصل بعد حين الى المرعى و الى تلك الشجرة، فجلس كعادته تحتها ياكل طعامه و يستظل بظلها و ماشيته ترعى، و لكسله و اهماله نام كعادته تحت الشجرة ناسيا ان كلبه غير موجود لحراسة الماشية، فجاءت الذئاب و اكلت الماشية، و لما استيقذ من نومه لم يجد ماشيته و ضاع رزقه الذي وهبه الله له، و هذا من اهماله طبعا، و ندم حين لا ينفع الندم . حال الراعي هنا هو كحال بن علي والكثير من المسؤولين والوزراء الذين خانوا تونس وخانوا امانة المسؤولية و لا يستيقظون من سباتهم هذا اذا استيقظوا طبعا الا بعد ذهاب النعمة التي انعم الله عليهم بها ليس لذكائهم و عبقريتهم و لكن لامتحانهم، و هم بكل تاكيد قد رسبوا و بامتياز في هذا الامتحان .و ان افاق الراعي من غيه بعد ذهاب ماشيته، فاكاد اجزم ان هؤلاء لا و لن يفيقوا من غيهم و فسادهم حتى و لو زالت النعمة

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...