رسالة من سنية الى شيعية:رسالة :رسالة تقطر دما




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغرِّ الميامين.. وبعد:
إليكِ أيتها الأخت العاقلة.. أيتها الفتاة الراشدة.. أيتها المؤمنة بالله رباً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، والمتخذة شرعة الإسلام منهجاً وسلوكاً قويماً..
إليكِ أختاه! أكتب هذه الكلمات التي بثثت فيها شيئاً من أشجاني، وكتبتها إليكِ من مكنون قلبي.. مدادُها حبي ووفائي



- رسـائل تقطر دمـاً:
نعم أُختاه: إنها رسائل كُتبت بالمداد على الورق، ولكنها صِيغتْ بقطرات دموعِ، وإن شِئتِ فقولي: بقطراتِ دمٍ، كُتبت على صفحات قلب مكلوم!! تنكَّر له أقرب قريب! وصدّه عن مبتغاه أعزُّ عزيز!
نعم أخيتي الغالية: جاءتني رسائل عدة من أخوات كريمات وقر نور الإيمان في قلوبهن فعشنَ أياماً وليالي من التفكير الحر بعقلٍ حاضر وقلب واعٍ، جعلن كتاب الله تعالى هو الحكم والفيصل، فتحررنَّ من قيود التقليد، وظلمة التبعية، وجمعنَ أقفال العقل والجمود، وكل كلام ليس عليه من الله برهان ثم أحرقنها ليصنعنَ منها مشعلاً يسرن به بين الناس: ((يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [الحديد:12].
وعلمن أن الحق مع هذا المشعل المضيء بنور كتاب الله وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، مستلهمات من الله وحده الثبات على الهداية، والتلذذ بلذة الإيمان والاستئناس بوحدة الطاعات، والصلوات في ظلمة الليل والخلوات، اعتدن وتعودنَ في هذه الساعات مناجاة رب البريات وسؤاله العفو والصفح عن أوقات ضاعت في غير الهداية والدعوة إليها، ضاعت ما بين خوف ووجل وحياءٍ وتسويل الشيطان وترهيبه، والمقارنات غير المنطقية.
فالأمر أن هؤلاء مرجعهم القرآن وسنة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام، والدليل الصحيح الصريح هو مرجعهم في الأصول والفروع.
وأما أولئكَ فدليلهم كل ما نقل عن الإمام المعصوم على أي طريقة كان النقل! من غير معرفة لصحيح من غيره، وعليه يجب التسليم بهذه الروايات وإلا الكفر! فرووا كذباً عن المعصوم قوله: (الراد على الإمام كالراد على النبي، والراد على النبي كالراد على الله...).
أُختاه: إن قليلاً من التفكير والتأمل والانطراح بين يدي الله وسؤاله الهداية والتوفيق كفيلٌ بأن يغير الحال ويبدلها من ظلمات إلى نور؛ ومن همٍّ وكدر إلى سعادة وصفاء؛ وإنما هي الخطوة الأولى في مشوار الهداية.
أختي الغالية: لا تحسبي وأنتِ تُقدمين على هذه الطريق أنكِ الوحيدة السائرة في دروبه السالكة للججه، بل معكِ أخوات كثيرات قريبات، ولكن منعتهنّ ظروفهنّ من التصدر والإعلان! والله يعلم السر وأخفى، وإن مع العسر يسراً، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، أراد الله لهنَّ ذلك بتقدير سابق وقضاء نافذ..
إن الأخوات اللاتي يعشن هذه المرحلة لم يجدن بُداً من الإمساك بالقلم ليسطرنَ لنا كلمات نيرات خرجت من القلب لتصل إلى القلب مباشرة وبدون مقدمات، وهؤلاء الأخوات جمعهنَّ حب الدين الحق فعرفن القرآن ومعانيه، وأيقنّ بالتوحيد ومراميه، وآمنَّ بالدليل من الوحيين، ولم يبغين عنهما حولاً!! مع أن ظروفهن مختلفة وأنماط حياتهن متغايرة؛ فهذه من أسرة صغيرة فقيرة، وهذه جامعية، وتلك طالبة في الثانوية، وهذه ربة منزل، وتلك طبيبة أو ممرضة!!
ولله درُّ المعلمات الفاضلات فهنّ بيت القصيد ومنبع الهداية.. ولا عجب ألبتة: فهن عقول ناطقة، وعواطف ثابتة، اِمْتَهنَّ أشرف المهن؛ مهنة التربية والتعليم، وتنقلن هنا وهناك بعيداً وقريباً، ورأين الكذب من الصدق!! وعرفن أن الخبر ليس كالمعاينة! ولملكتهنّ الناصعة استطعن شق طريق الهداية بلا مشقة، بل بقليل من النظر في كتاب الله، والاطلاع على رسائل أهل السنة الصغيرة التي توزع في كل مكان.
فهذه المعلمة الفاضلة (زهرة) جلست في أحد المستشفيات وبجوارها رف كتيبات، فأخذت بصورة عفوية كُتيباً بعنوان: العقيدة الصحيحة وما يضادها فكانت بداية الهداية والتوفيق.
وهذه المعلمة النابهة (ع.م) أهدتها إحدى طالباتها كتيباً صغيراً بعنوان: عقيدة أهل السنة والجماعة فقرأته عدة مرات، ولمست الحق واتبعته بلا تردد.
وهذه إحدى المعلمات وجدت في حقيبتها شريطاً، فاستمعت إليه فكان سبيلها إلى الهداية واعتناق الحق والدعوة إليه.. وغيرهن كثيرٌ وكثير لا نعلمهن، ولكن الله يعلمهن.
أختي الغالية: إن ما تمرين به قد كان لكِ فيه سلفٌ من الصدر الأول، فكثير من الصحابة والصحابيات قد مروا بما تمرين به، وما منعهم ذلك عن ترك الإشراك بالله وأهله، والدخول في الإسلام، ومِنْ ثَمَّ ثباتٌ كثبات الجبال، حالهم في الدنيا: ((تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)) [الفتح:29] وفي الآخرة: ((لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [المائدة:119].
وهنا أتذكر كلمات خطتها أنامل أختٍ لنا هداها الله تعالى إلى الحق، فتقول: (كنت أشبه بمن يعيش على ضفاف نهر عذب صافٍ ولديَّ ماء قد نقله آبائي وأجدادي من ذلك النهر، وتغير مع الزمن، ووقعت فيه شوائب كثيرة حتى أصبح وليس له من الماء إلا اسمه؛ فلونه أسود متغير، وطعمه وشكله آسن، يدل على أي شيء إلا الماء، ثم إنهم يقدسونه ويسمونه: ماء الكوثر، وماء الحياة، وماء الخلود!! ويعتبرون النهر العذب الزلال الذي هو الأصل: نهر الهلاك ووادي جهنم!! ثم بعد اكتشافي الحق من الباطل عكفت على الماء المتغير طعمه وريحه أنوح وأبكي؛ يكاد يقتلني الظمأ وأتمنى من كل قلبي تنقيته وتصفيته -ولا يزال الكلام لها- فتقول: ارحمي نفسكِ وأسرعي في اتخاذ القرار؛ فالموت أقرب إليكِ من حبل الوريد، فالأمر لم يعَد سراً ولم يعد هناك ظاهرٌ وباطن!! ((وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) [الأعلى:17].. ((وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) [طه:131].
أُختاه: أنا أعلم مدى الحزن الذي تمرين به، وكآبة اللوعة والهجران، ولكن أختاه: إنها حلاوة الإيمان، فوالله ما إن تخالط بشاشة الإيمان قلبكِ إلا وتحسين بالسعادة الحقيقية حينئذٍ؛ ولو كنتِ في سجن ضيّق، عندها تذهب المرارة والحزن وتُبدّل قوة وعزيمة.
أُختاه: إن معظم الشيعيات قد أخذن المذهب عن طريق الوراثة، فلم يُقارنَّ بين مذهبهن هذا وبين كتاب الله تعالى ليرين ما في مذهبهن من الشرك والغلو وإهانة المرأة باسم المتعة! والتمسح بالقبور ودعاء غير الله وطلب الشفاء من الأموات!! فهل هذا هو الإسلام الصحيح الحق الذي أرسل الله به محمداً صلى الله عليه وسلم؟؟
وإليكِ مثالاً واحداً فقط على ما أقوله، فهذه إحدى الفتيات الشيعيات العاقلات تناقش أستاذاً لها في الجامعة.
يقول الأستاذ: بينما كنت منهمكاً في إعداد إحدى المحاضرات إذا بإحدى الطالبات تستأذن في الدخول، وما إن أذنت لها حتى دخلت ومعها صويحباتها، ولم تترك لي المجال لأسألها عن حاجتها، فقد ابتدرتني قائلة: أريد أن أسألك سؤالاً واحداً وأرجو أن تجيبني بصراحة: ما الذي يجعل الإنسان يغير عقيدته؟
لم أكن أتوقع منها هذا السؤال ولكني لم أظهر أي علامة استنكار في إجابتي، فظنَّت أنني أنتظر توضيحاً، فقالت: لكي أوضح لك السؤال: لِمَ يتنكر الإنسان لعقيدة آبائه وأجداده التي تربى عليها؟ وهل هناك شيء في الدنيا يستحق أن يغير الإنسان عقيدته من أجله؟
أجبتها على الفور: إن سؤالاً عاماً كهذا لا يمكن إجابته إلا بصورة عامة، فهلا خصصت سؤالك ووضحت مأربكِ؟
قالت: لماذا غيرت عقيدتك أنت؟
ولم أشأ أن أسألها عن مصدر علمها أني غيرت عقيدتي، وأجبتها: لقد بحثت عن الحق في بطون الكتب وفي نقاشات السادة والعلماء ومن الأشرطة حتى شرح الله صدري لما أنا عليه الآن، وهو الذي أرجو أن يكون ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، والذي أرجو أن يتوفاني الله عليه.. قالت: ولكن ألا تظن أن أصدقاءك وزوجتك هم الذين أثروا عليك؟
لم أشأ أن أجيب على هذا التساؤل، فطرحت سؤالاً آخر: هل تريدين أن تَصَلِي إلى الحق؟ تعالي نناقش بعض ما أنت عليه من عقائد:
أنتِ تعتقدين أن الصحابة جميعاً ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة أو خمسة أليس كذلك؟
قالت: لنفترض أن ما قلته صحيح..
قلت: كيف يتزوج رسولك بابنة رجل منافق يكفر بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟ إن أحدنا نحن الرجال إذا سمع أن هناك شخصاً سيئ الأخلاق والسمعة -غير منافق ولا كافر- فإنه لا يفكر بالاقتران بابنته، فكيف ترضين ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ومع اثنتين من زوجاته رضوان الله عليهن أجمعين؟!
ثم كيف يصف تبارك وتعالى أبا بكر بالصحبة في قوله: ((إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ)) [التوبة:40] وتقولين: إنه منافق؟!
إن إنكار صحبة أبي بكر رضي الله عنه كفر؛ لأنه إنكار لشيء من القرآن.
قالت بثقة: ولكن كلمة [صاحب] لا تعني صحبة الألفة والمحبة دائماً، بل قد تكون صحبة مكان كما قال تعالى في قصة يوسف: ((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ)) [يوسف:39] فهل أصحاب سجن يوسف كانوا صحابة له؟
أجبتها: وهل حقاً تظنين أن الصحبة التي ذكرت في حق أبي بكر كتلك التي ذكرت لأصحاب يوسف؟
وهل كان مخيراً في أن يدخل السجن أو لا يدخل ليصاحب أولئك صحبة مكان؟
ثم كيف يقترن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم برجل يرتد بعد موته؟ أم إنه كان يجهل كل هذه المساوئ في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعلمها غيره من البشر؟!
ثم إن قوله: ((إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)) [التوبة:40] يقتضي المعية لهما، أي: معي ومعك يا أبا بكر، فمعية الله جاءت بلفظ التثنية للاثنين، ولم يقل: إن الله معي، وذلك لفضيلة أبي بكر رضي الله عنه، وإلا فالذين مع موسى لم تشملهم المعية، كمـا قال سبحانه: ((فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)) [الشعراء:61].
((قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)) [الشعراء:62] ولم يقل: إن معنا ربنا، وفي هذا دلالة على أن إدخال أبي بكر في المعية إنما هو لفضله.
علاوة على ذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يُطَمئنُ أبا بكر ويذهب قلقه وحزنه، ويخبره بمعية الله لهما جميعاً، فكيف يكون الله قد نصر نبيه، ومع ذلك يجعل صاحبه في الشدة منافقاً؟
بل كيف تكون المعية الخاصة من الله للمنافق؟ وكيف يَطْمئنّ النبي صلى الله عليه وسلم لمنافق؟ وكيف ينصر الله المنافق؟ أي عقلٍ يقبل هذا؟!
فإن قال قائل: إذا كان هذا، فلماذا قال الله سبحانه وتعالى: ((فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)) [التوبة:40] بالإفراد؟
فنقول: لأن الآية في أصلها إنما هي في بيان حال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)) [التوبة:40].
فمقتضى الكلام أن يستمر الإفراد كذلك: ((فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)) [التوبة:40] وهذا هو مقتضى اللغة العربية، ثم إن المعية من الله لأبي بكر تقتضي إنزال السكينة عليه، فلا حاجة إذاً للتثنية في ذكر إنزال السكينة، وإلا لعُدَّ لغواً من الكلام.
ولكن هذا الإشكال إنما ينتج لقلة تدبر كتاب الله سبحانه وتعالى، ومثله من يتعلق بقوله سبحانه: ((لَا تَحْزَنْ)) مع أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [يونس:65] وقالت الملائكة للوط عليه الصلاة والسلام: ((وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ)) [العنكبوت:33] وغيرها من الآيات كثير، ولكن تدبر كتاب الله تعالى يحتاج إلى التدبر بلسان عربي مبين بعيداً عن الهوى والتعصب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الهوى، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..
ومن المعلوم في العقيدة أن زوجة الرجل في الدنيا هي زوجته في الآخرة إن دخلا الجنة.
قاطعتني قائلة: لم أرد أن أناقشك في الصحابة، ولكن سؤالي كان عن سبب تغيير عقيدتك؟ فقلت: بل هذا الأمر من صلب العقيدة، فمن الذي نقل لنا القرآن؟ ومن الذي نقل لنا السنة؟
إننا إن قلنا: بأن الصحابة كفروا أو ارتدوا، فإننا نطعن في صحة القرآن الذي بين أيدينا، وقد طعن كثيرون في صحته في أمهات الكتب المعتمدة عندهم، فكل ما نعتقده باطل؛ لأن الكافر ليس أهلاً لنقل شيء من الأخبار.
قالت: وهل تنكر أنت الإمامة؟ قلت: إن كنتِ تعنين الإمامة بمعنى: الصلاح والتفضيل بالتقوى والإيمان فإني أثبتها لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وزين العابدين والصادق رضوان الله عليهم أجمعين.
أما إن كنتِ تريدين بالإمامة تلك المنزلة التي تؤهل الإمام أن يتصرف في الكون كيف يشاء ويعلم الغيب ويبلغ مراتب الرسل والملائكة المقربين، فإني لا أثبت هذا الأمر، وسيد الأئمة وهو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يكن له تصريف شيء في هذا الكون، ولم يكن يعلم الغيب؛ لقوله تعالى: ((وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ)) [الأعراف:188].
فأي إمامة تريدين؟ قالت: لنرجع إلى موضوع العقيدة؟
قلت: ابدئي من حيث شئتِ.
تريدين أن نبدأ بقضية الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته، أم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أم الإيمان بالقرآن؟
قالت: ظننت أننا متفقون في قضايا الإيمان بالله والرسول والقرآن؟
قلت: هذا مجرد ظن، فالعقيدة المسطرة في أمهات الكتب التي تعتبرينها مراجع صحيحة تناقض العقيدة المسطرة في الكتب التي أعتبرها أنا مراجع صحيحة، ولهذا الاختلاف في المراجع ارتأيت أن نبني نقاشنا على شيء نتفق عليه.. فإن كنتِ تؤمنين بأن كتاب الله مرجع فإني سأثبت لكِ أن تلك المراجع المعتمدة تخالف ما في القرآن وإن كنتِ تعتقدين أن القرآن الذي بين أيدينا محرف فإني سأثبت لكِ بالعقل أن ما أنتِ عليه لا يتفق والفطرة السليمة.
قالت مقاطعة: ولكني أعتقد أن هذا القرآن غير محرف وصحيح ولا غبار عليه، بل هذه عقيدة كل مسلم.
قلت: فإن اخترت لكِ حديثاً صحيحاً صريحاً في أحد مراجعك يقول بأن هذا القرآن محرف؟!
ترددت قليلاً ثم قالت: لعلك لم تفهم معنى الحديث كما ينبغي. قلت: بل سألحق الحديث بشرح صاحب الكتاب، وآخذ شرحه هو لا شرحي أنا.
قالت: في أي كتاب هذا؟
قلت: هذه مشكلتك ومشكلة الكثيرين، أنهم لا يعرفون أصول دينهم وما تحويه مراجعهم المعتمدة عند علمائهم، اقرئي حديث كذا في صفحة كذا من كتاب كذا.. للعالم كذا.. اقرئي ما سطر في كتابه صفحة كذا، وعندما تتيقنين أن ما أقول لكِ موجود فعندئذٍ نستطيع أن نكمل النقاش).
المصدر: كلمات في العقيدة، تأليف الدكتور/ أمير حداد، (ص:158) (بتصرف).
أرأيتِ أختاه؟ إن كثيرات قد أخذن المذهب عن طريق الوراثة والآباء والأجداد فقط، فهذه الطالبة لا تعرف أساسيات معتقداتها الحقيقية التي في كتب ومراجع علماء مذهبها!! وكيف أنها وقفت في الحوار العفوي وغير المرتب له بسبب جهلها بما في كتب مذهبها مما هو مخالفٌ لدين الإسلام وعقيدة المسلمين.
أختاه: الهجي إلى الله بهذا الدعاء لعلّ الله أن يفتح على قلبكِ: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أن تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...