ازمة ^البيكيني^ لدى مدعي الحداثة بتونس


فجأة تم اختزال كل مشاكل الشعب التونسى من قبل متطرفي العلمانيين التونسيين ايتام اليسار الفرنسي وفضلات الاستعمار ومناصريهم فى العواصم الغربية فى مسألة " البكينى " وخاصة بعد الفوز الكبير الذى حققه حزب النهضة الإسلامى .
وبات السؤال الملح الذى يجب على النهضويين أن يجيبوا عليه بكل صدق وتجرد ماذا سيفعلون فى مسألة " البكينى " هل سيجنحون إلى تجريمه ومنعه ؟!! فيبررون بذلك أنهم معادون للحريات وللدولة العلمانية ولا يستحقون من ثم تولى الحكم رغم اختيار الشعب التونسى لهم أم أنهم سيحافظون عليه ويدعمونه باعتباره جزءاً لا يتجزأ من ميراث الشعب التونسى القيمى والأخلاقى

مشهد عبثى لا يدل إلا على ضحالة فكر هاته الاقلية وهاته الايتام وسطحيته الشديدة خاصة فى نسخته العربية وهى أشد نسخ العلمانية فجاجة وركاكة فعندما ترى نخباً تدعى الفهم  والتقدمية والحداثة  تحشد قواها من أجل المنافحة عن " البكينى " أو عن زجاجة " خمر " أو علاقة " مثلية " أو حتى غير مثلية ولكنها خارج الأطر الشرعية فلا يعنى كل هذا إلا أننا أمام أحد أكبر " التفاهات " فى حياتنا .

هذا المشهد " التافه "الذي  نعيش منه نسخة كربونية فى تونس منذ أن قامت الثورة فلا يجد السادة النخبويون من مشاكل تؤرق المجتمع التونسي وتهدد سلمه الاجتماعى واتزانه النفسى سوى الحديث عن الفواحش والموبقات وماذا سيفعل الإسلاميون فيها حال وصولهم إلى الحكم  وكأن الشعوب العربية على اختلاف جنسياتها لا شغل لها سوى معاقرة الخمور واقتراف الفواحش وارتكاب زنا المحارم واتخاذ " البكينى " زيا وطنياً رسمياً !!

مع أنه من المعروف أن هذه الشعوب فى جملتها شعوب متدينة ولا يشكل المتلبسون بهذه الموبقات سوى نسبة ضئيلة من عدد سكانها ، وإذا ما استثنينا فئة قليلة منهن فإننا أمام التزام كبير بالحجاب من عامة النساء .

وإذا ما تجاوزنا فكرة " الفزاعة " التى يسعى الطرف العلمانى إلى بثها فى روع الجماهير من وراء هذه التساؤلات غير البريئة فإنه تعكس لنا فى الوقت ذاته دلالة لا يجب أن تغيب عنا وهو أن المشروع العلمانى يقيس نجاحه الفعلى فى المجتمعات العربية والإسلامية بمدى ابتعاد الجماهير المسلمة عن منظومة القيم والأخلاق والتصاقها بالمنظومة الأخلاقية الغربية التى تهبط بـ " الإنسان " إلى الحضيض مهما ارتفعت به فى المجال العلمى إلى درجة غير مسبوقة فى تاريخ البشرية .

كما أنها تعكس لنا فشلاً علمانياً فى تحقيق التقدم العلمى والتقنى اللذين وعدت بهما الجماهير منذ أن بدأت رياحها تعصف بالمجتمعات العربية والإسلامية منذ أكثر من قرن .

ومن هنا فإن الواجب على الإسلاميين اليوم ألا يلتفتوا إلى مثل هذه التوافه وألا ينشغلوا كثيراً بالرد عليها بقدر انشغالهم ببناء البرامج الناجحة التى تشعر المواطن بالتغيير الكبير فى حياته فهذا المواطن ليس مشغولاً بـ " البكينى " ولا بـ " زجاجة الخمر " بقدر انشغاله بتحسين معيشته وتوفير تعليم جيد لأبنائه والعثور على خدمة صحية تليق بآدميته وإذا ما نجح التيار الإسلامى فى حل هذه المشكلات المزمنة وتحسين معيشة المواطن فإنها أكبر دعوة إلى الإسلام ذاته .

هذه " التفاهاات" هى آخر ما فى جعبة العلمانيين والمقاومة الحقيقية لها ستأتى من الجماهير ذاتها لأنها العمق الاستراتيجى للإسلام والتى أبت التحول إلى ما سواه على مدار العقود الماضية .

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...