بني علمان في إذاعة القرآن اقبال الغربي نموذج


من مفارقات الثورة التونسية انها أطاحت بمجمل هياكل النظام البائد فالتونسيون انتبهوا للفساد المالي والفساد السياسي والفساد القضائي والفساد الأمني المنتشر خلال العهد السابق ولكنهم لم يعطوا اهتماما للفساد الثقافي والاعلامي وهو أمر خطير اذ كان الفساد والفاسدون في هذا المجال ابواق للنظام السابق في مناهج التعليم والجامعات ووزارة الثقافة وغيرها من الميادين الثقافية وقد كانوا اسس ودعاة المنظومة الفكرية والثقافية التي بناها بن علي بالتحالف مع شراذم المنبتين فكريا دعاة الإلحاق الثقافي الذين طالما تواطؤوا مع بن علي وساهموا في تكريس تسلطه على التونسيين وبنوا الشرعية الثقافية والفكرية لنظامه من خلال
تحريفهم للإسلام والتلاعب به لتمرير عمليات الاقتلاع المنهجي وسياسة تجفيف المنابع التي كان ينفذها النظام البائد ضد الهوية العربية الإسلامية من خلال أساليب التشويه للإسلام تارة والتحريف أخرى وازعجونا كثيرا بحيراتهم واستفزازاتهم لتعاليم ديننا الحنيف التي كانت تجد اذانا صاغية لدى ابواق الاعلام البنفسجي وتقبل بالاحضان اقتراحاتهم وبرامجهم المحاربة للهوية لنكتشف انهم لايمتون للعلم الشرعي او حتى لكلية الشريعة بصلة فهم يحاربون تعاليم الاسلام وهوية تونس لامن منطلق مرجعيتهم الدينية بل من منطلق انهم مثقفون وحداثيون وخريجي كلية اداب ولغة عربية ووو فاستغل بن علي هرطقاتهم وحيراتهم وعجائب ماتكلموا به في غير فنهم ومثلوا جناحه الفكري والثقافي المتحالف مع الغرب والمرضي عنه من المؤسسة الاستعمارية الفرنسية فقد كانوا الراعين الرسميين والمدافعين عنها وخاصة مصالحها الثقافية والفكرية.
هذه الشراذم التي هي كشجر الزقوم الذي زرع بين التونسيين وفي أرضهم يمثلون للأسف إحدى نجاحات مشروع الإلحاق الفكري الذي زرعته فرنسا بأرضنا ورعاه ونظر له سيئ الذكر بورقيبة واستغله الطاغية المخلوع حين أتخذ هؤلاء بطانة له لفرض مشروعه الاستبدادي وهل كان دعاة التبعية إلا مستبدين يحبون الاستبداد وأهله متسلطين على الناس بثقافتهم الهجينة وقد تبين هذا واتضح جليا بنعتهم الشعب جاهل عندما تقيأهم وتقيأ برامجهم ورفضهم في الانتخابات الاخيرة.

لكن حتى بعد الثورة وبعد الانتخابات بقيت اصحاب هاته الوجوه الكالحة واصلت بقائها في اماكنها دون استحياء او خجل او ادنى ذرة من الكرامة والمروءة بعد الثورة متحدية رفض الاغلبية الشعبية التونسية لها وبقيت تتصدر المشهد الاعلامي والثقافي وتتصارع وسائل الإعلام البنفسجية لاستضافتهم لكي يواصلوا في نفس سياسة التشويه والاحتقار للشعب يتحدثوا ويفتوا ويسيؤوا لمقدسات ورموز الهوية الاسلامية بل ويعلى من شأنهم فيكلفون بالمناصب الهامة بعد الثورة رغم أنهم مجرمون في حق التونسيين وفي حق الهوية من لغة ودين كان يفترض أن يقع الحجز عليهم بعد الثورة ويحالوا للمحاكمات مثلما وقع مع عبدالله قلال وعبد الوهاب بن عبد الله لان هؤلاء أجرموا في حق هوية البلاد التي تلاعبوا بها وهو جرم اكبر من سرقة المال أو الفساد السياسي التي سجن من اجلها مساعدو بن علي السياسيون

وآخر عمليات قلة الاستحياء هو تعيين دكتورة علم نفس وخريجة قسم الحضارة بكلية الاداب منوبة اقبال الغربي على رأس إذاعة القرآن الكريم إذاعة الزيتونة .لعلك تضحك صديقي القارئ على هذا التعيين وتقول في نفسك قول المثل الشعبي:ايه الي لم الشرقي على المغربي ؟ او مثلنا التونسي:ماابعد مكة على بوحجر .(في دلالة لتناقض تكوين المديرة لمنهج الاذاعة ولاعلاقة لها به وكان الزيتونة خالية من الاساتذة والدكاترة واساتذة الشريعة واصول الدين حتى يتولى خريجي الاداب وقسم علم النفس ادارة اذاعة القران الكريم ) 
لاتستغرب ايها القارئ العزيز فهذا هوواقع الحال في تونس فعجائب هذا الزمان لا تتوقف وهجوم كل متوهم على الدين وعلومه لا ينقطع وأعجب العجائب هو تكلم هاته الفئة فيما لا يتقنون بل ما لا يعرفون فلقد توقفت على أحداها تحمل شهادة في علم من علوم العربية ما قرأت كتابا من كتب أصول الدين أو الكلام على علم من الأعلام و تسلمت دار الافتاء بتونس تشاركنا بحيراتها وتبدي رأيها و تصحح وتخطأ المفاهيم في اصول الدين فاقرؤا واحكموا لسيرة هاته المديرة 
إقبال الغربي هاته إحدى الرموز الفكرية لليسار الانتهازي وهي الجماعة التي تولى كبرها عبد المجيد الشرفي بقسم الحضارة بكلية منوبة حيث برزت العديد من الوجوه التي استغلت عقود القحط العقدي وحالة عداء النظام لهوية البلاد لتعيث فسادا في المنظومة الجامعية ساخرة من هوية البلاد لغة ودينا بالتشكيك والسخرية من خلال الرسائل الجامعية المشبوهة ثم ينطلق أولئك الأتباع فور تخرجهم ليعينوا في المناصب الحساسة ويرتقوا سريعا سلم المناصب ليعبثوا بدورهم بهوية البلاد بما استحفظوا عليه من مسؤوليات.
وإقبال هذه معروفة بانتماءاتها اليسارية حينما كانت طالبة وبالتحديد انتمائها لفصيل الوطنيين الديمقراطيين (الوطد) وهي مقربة من وزير الشؤون الدينية الحالي الذي بدوره لا يعرف كيف عين مسئولا على أمور الدين. ومكنها اللوبي اليساري الانتهازي من خلال تحالفه مع النظام البائد من شهادة التأهيل في العلوم الإسلامية –لأنها أساسا ليست ذات اختصاص بأمور الإسلام فهي مختصة في علم النفس-ثم سرعان ما أسندت إليها مسؤوليات صلب جامعة الزيتونة الذي سيطرت عليه الايديولوجيات الليبرالية ومن هناك انطلقت في مهمتها الدعائية ضمن فريق النظام البائد في خطة تجفيف المنابع أي ضرب الهوية من خلال أساليب التشويه للإسلام تارة والتحريف أخرى فهي معروفة بدعواتهاللتحرر الجنسي و وتسخر من الحجاب الشرعي وتعتبره دليلا على .الكبت الجنسي و ترى أن الحدود الشرعية لا إنسانية

إقبال هذه البعيدة كل البعد ولاتمت بصلة للتكوين الاكاديمي العلمي للشريعة واصول الدين يريد جند بن علي وايتامه الذين لازالوا حاكمين بأمرهم في تونس بعد الثورة ولم تطلهم ايدي المحاسبة والتطهير أن تتولى أمر إذاعة القران الكريم. ليتضح لنا جليا ان الثورة لم تمس القطاع الإعلامي والثقافي التونسي ربما صارت 'رجّة' في أذهان الإعلاميين والكن على مستوى هيكلة الإعلام كمؤسسات ,إدارة رؤساء, تحرير، ومشرفين على القطاع فلم يحدث أي تغيير الإعلام التونسي لم يتحرر من موروث الماضي.. فالمؤسسات الإعلامية مازالت على حالها بنفس الأشخاص ونفس الفاعلين المشهد الإعلامي في تونس مازال ممسوك من طرف الأشخاص والمؤسسات التي اشتغلت لسنوات عديدة مع بن علي وبالتالي مصالحها مرتبطة إلى حد كبير ربما ليس فقط بشخص بن علي وأصهاره وإنما بالمنظومة الإدارية والسياسية التي كانت قائمة في عهده وبالتالي ليست هناك إرادة فعلية للتغيير وحان الوقت للمحااسبة وتطهير هذا القطاع من الجراثيم التي نخرته طويلا وعاثت فيه الفساد بهرطقاتها وحيراتها وتشويهها لتعاليم الدين وللهوية الاسلامية لتونس 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...