انا وفرونيكا ومسلمي الفايسبوك


 فرونيكا فتاة ايطالية لا دين لها مقيمة في فرنسا, تبلغ من العمر قرابة الثانية والعشرين . ليست كغيرها من فتيات ايطاليا فهي لا تعترف بعلاقات الشباب قبل الزواج وتحترم الأديان كثيرا. كنت أعطي دروسا في الحضارة الإسلامية لبعض الطلبة  في المركز الاسلامي بفرنسا كل يوم احد. فطلبت تلك الفتاة أن تحضر الدرس  ! كانت فرونيكا مع الأيام تكون فكرة جديدة حول أخلاق المجتمعات المسلمة والشباب المسلم من خلال ما رويته لهم حول أخلاقيات الرسول الكريم وصحابته, وكونت قاعدة عامة فحواها أن أي مسلم هو صورة طبق الأصل من ذلك الجيل الفريد. بعد أيام تغيبت  فرونيكاعن الدرس ولم تعد تلقي علي السلام حين التقي بها مارة في طريقي إلي الجامعة. خطر في بالي أنها لم تقتنع بكلامي أو أني لم استطع توصيل رسالتي إليها حيث أن الحوار كان يدور باللغة الفرنسية. حاولت التقصي عنها فعرفت سبب إحجامها. قالت لي أنها أنشئت صفحة خاصة بها علي موقع الفيس بوك ووضعت صورة شخصية لها . وخلال فقط أربع وعشرين ساعة من ذلك التاريخ أرسل لها أكثر من شاب عربي مسلم رسالة تحوي ألفاظا غير أخلاقيةوينهرونها بطريقة بشعة عندما تضع روابط اسلامية وهي واضعة  صورتها . وحيث أنها فتاة محافظة وتحفظ تقاليد أسرتها أصدرت حكما عاما أن ما حدثتها عنه هو مجرد تاريخ لا أكثر وان ما تراه اليوم أمامها ليس إلا نسخة قبيحة لجيل مات ولم يعد حيا. سئلت نفسي عدة مرات هل كانت متسرعة في حكمها؟ أم أنها انبهرت بصورة النبي وأصحابه فعز عليها أن تري خلفا فاسدا لسلف صالح؟ أم أني بالغت في نقل صورة لذلك الجيل دون الإشارة إلي سلبيات الأجيال اللاحقة؟ أم أنها حتى الآن لم يكتب لها الهدي والدخول في دين الله؟ ظاهر الأمر أننا خسرنا إنسانا أخر لم يدخل في دين الله وكل ما ارجوه أن تعود فر ونيكا لتفكر في الإسلام من جديد . ودمتم سالمين

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...