سقوط مدعي الحداثة في تونس

لم يكن مستغربا أن تصاب شرائح الغلاة من الليبراليين والعلمانيين المتحكمة في المجال العام في تونس منذ الاستقلال في عام 1956 بصدمة شديدة حين حققت حركة النهضة تقدمها في الانتخابات. وكانت عملية التخويف ومحاولات الاصطياد والإيقاع من أهم الوسائل التي استخدمت في تلك المواجهة. 

وكان رئيس اللجنة التي شكلت للحفاظ على الثورة -عياض بن عاشور -أحد الذين دعوا إلى حذف الهوية الإسلامية من هوية الدولة (النص موجود في الدستور منذ الاستقلال) -وخرجت مجموعة باسم «النساء الديمقراطيات» طالبت بمساواة الرجل بالمرأة في الميراث وطالبت إحدى السيدات في ندوة عقدها التلفزيون الفرنسي بتدخل فرنسا لإنقاذ السيدات من «براثن» النهضةاليس هذا مخجلا ان تطلب من الآخرين ان يستعمروك لانك اختلفت فى رأي مع ابناء جلدتك بعض غلاة العلمانيين يعتقدون ان الوطنية عندهم هي علمانية .
وأثارت أخرى ضجة لأن واحدة من نائبات النهضة رفضت مشروعها لتقنين وضع الأمهات العازبات (اللاتى أنجبن بغير زواج)، وعرضت إحدى القنوات شريطا صور الذات الإلهية، وعرضت قناة أخرى شريطا قبل الانتخابات أعلنت فيه البطلة أنها «كافرة». وكانت الضجة الكبرى حين دعا السيد حمادي الجبالي الأمين العام لحزب النهضة إلى تمثل الخلافة الراشدة السادسة (كان يقصد إشاعة العدل في البلاد كما فعل الخليفة عمر بن عبد العزيز). وقد أثار ذلك غضب غلاة العلمانيين الذين استفزهم استخدام مصطلح الخلافة الراشدة.

ومنذ عاد قادة النهضة من المنفى إلى بلادهم -خصوصا الشيخ راشد الغنوشي- وهم يواجهون بأسئلة حول مصير الحانات وغير المحجبات والمايوهات البكيني والسينما والبنوك... إلخ، وفي الأسبوع الماضي اجتمع بعض الفنانين مع أحد المسؤولين عن الثقافة في النهضة (العجمي الوريمي)، وكان الاجتماع مكرسا لبحث مصير الرقص الشرقي في ظل الحكومة الجديدة.
وللدقة فإن هذا اللغط يثيره المثقفون والفرقاء السياسيون ولا يحتل حيزا يذكر في الشارع التونسي فعلا لأن نساء و فتيات تونس لا ينزلن الى الشاطئ في والمايوهات البكينيلتتضح لنا اهتمامات هاته الفئة غير عابئين بمشاكل وهموم الشعب التونسي يعاني من الاوضاع المتردية ذلك أن المجتمع يعاني من مشكلة البطالة والكساد نتيجة لتوقف السياحة بصورة نسبية بعد الثورة وتعدد الاضرابات العشوائية التي يدعو لها بقايا العهد البائد في الاتحاد العام التونسي للشغل الأمر الذي زاد من العاطلين الذين كان عددهم 500 ألف فوصل العدد بعد الثورة إلى 700 ألف، والعدد مرشح لأن يصل إلى مليون عاطل إذا استمر الحال كما هو عليه الآن (لاحظ أن سكان تونس عشرة ملايين). و املهم كبير في الحكومة الجديدة و دعاة المثقفين العلمانيين يشغلون بالهمو يصولون و يجولون ليعرفوا اذا كان المايوه مسموح او السكر و كمان الرقص الشرقي. ما شاء الله مثقفين اخر زمن سبحان الله بدهم يمشو بلاد كاملة و نظام على مصالحهم و شهواتهم. هزلت وتساؤل العلمانيين في تونس عن مستقبل البيكيني مثلا يعزز إحساس الشعب باستهتار وعدم جدية هذه الفئة إزاء القضايا المصيرية للوطن وساهمت في سقوطهم و عدم ثقة الشعب بهم وهذا مايفسر الصفر الذي نالوه في نتائج الانتخابات الاخيرة حيث اصبحوا يعرفون بجماعة صفر فاصل لصفر برنامجهم وفشلهم في عدم حيازتهم على ثقةالشعب واحترامه

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...