عندما نغادر الوطن

نظرت اليه ردهة...نظرالي...لم احتمل حرقة الدموع فى عينى والتى رفضت السقوط...حظنته بقوة 

اراك بخير ياابي...قبلت جبينه الابيض..(على كل المسافرين للرحلة المتجهة الى باريس الصعود للطائرة وشكرا).....صافحته المصافحة الاخيرة...ابي ادعي لي...الله معك ابنتى...اتجهت لساحة الوقوف للطائرات 


نظرت للخلف لوحت بيدى توديعا لابي...لزلت اشعر بحرقة الدموع والتى للمرة الثانية رفضت الخروج...وضعت قدمى على اول درجة للطائرة...وتوالت الخطوات الثقيلة...وعندما وصلت اخر درجة استدرت للخلف..وقلت بداخلى ساعود ..ساعود اليك وطنى...وصعدت الطائرة..( اهلا بكم على مثنى طائرتنا ونتمنى لكم رحلة ممتعة...)......( الرجاء ربط احزمة الطيران للسلامة وشكرا)...وماهى الا دقائق وارتفعت الطائرة....وضعت راسى على راحة الكرسى واغمضت عينى...يالهى ..ماذا حدث.؟...هاهى عينى وقد ادمعت وفى هذه اللحظة فقط....وريثما كنت مغمضت العينان رأيت ابي وهو يوقظنى لكى اصلى الفجر..ورأيته وهو يسكب لى فلجان القهوة فى حديقة بيتنا الصغير..وهاهم اطفال الحي وهم يلعبون فى حديقة الحي...وهاهو جارنا ابراهيم الطيب بائع الورد والذى يهدينى وردة كلما يرانى امر بجانب عربته الصغيرة...وهاهى اغادير شارعنا الضيق فى الشتاء....وهاهم تلاميذ المدارس الابتدائية يمرون على مربعات الاحجار الملونة فى النهج ...يالهى كم هو جميل وطنى...(نعلمكم اننا قد وصلنا الى فرنسا ونتمنى ان تكونوا قد قضيتم معنا رحلة ممتعة وشكرا)....ابتسمت وقلت فى نفسى الرحلة الامتع عندما نكونوا متجهين الى وطننا الحبيب 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...