الاعلام التونسي وخدمة الاقلية


لوحظ استعمال الاعلام التونسي بصفة عامة بواسئله المكتوبة والمقروءة والمسموعة في المدة الأخير لعبارات طائفية مقيتة لوصف مجموعة من الطلبة بالأصوليين وسابقا استعملت كلمة "سلفيين" و "ملتحين" و "منقبات" و "محجبات" لوصف مواطنين تونسيين.في مقابل ذلك لم نر هذا الاعلام يصف بعض الأحداث أو التظاهرات التي ينظمها مواطنون تونسيون ذوي توجهات علمانية أو الحادية بـــ "العلمانيين" أو " اللائكيين" او اليساريين 
إن تكرار هذه المصطلحات الطائفية تعكس مواقف سياسية و إيديولوجيا اقصائية يتبناها الاعلام التونسي تخدم مصالح نخبة قليلة عرفت لسنييين بطواطئها مع النظام السابق في حين أن هذا لايتطابق مع الدور الحيادي الذي ينبغي أن تضطلع به وسيلة إعلامية تمول من دافعي الضرائب التونسيين.

سؤال فقط:لماذا لم يتم تشريك المنعوتين بالسلفية أو الأصولية أو المنقبات أو المحجبات في برامج للدفاع عن أنفسهم من الاتهامات التي توجه إليهم او من باب سماع كلا الطرفين ونترك للمشاهد ان يقرر بنفسه او حتى من باب الاستقلالية والتزام الحياد في الاعلام من باب صبغة المواطنة على اساس ان الطرفين تونسيين اذ ليس من المفروض أن يتخذ الاعلام التونسي خاصة الرسمي منه والممول من ضرائب كافة التونسيين مواقف معينة من أحداث أو من شريحة من المواطنين التونسيين بل إن دوره يتمثل في نقل الخبر بكل موضوعية وحيادية لكن مانراه يعكس ضعفا كبيرا في الموضوعية و تغليبا للرأي الواحد و الفكر الواحد و تكريسا للقوالب الجاهزة و الجامدة غياب الخبر الكامل حيث يتم كالعادة ذكر ردة الفعل دون ذكر الفعل أو يتم ذكر فعل مختلف تماما للواقع مثل حادثة الهجوم المزعوم على قناة نسمة حيث بالنسبة لتغطية شريط الأنباء لليوم الأول من الحادث تم ذكر الهجوم على القناة و لم يتم التطرق البتة لأسبابه وهو بث الفلم المسيء للذات الالاهية نفس الشيء تقريبا وقع بالنسبة لأحداث كلية الآداب في سوسة أما بالنسبة للمدرسة العليا للتجارة بمنوبة فقد ذكر أنه تمت مطالبة الأستاذة بارتداء الخمار !!!!!!!! وهو ما يثير التعجب و السخرية و نتساءل هنا ماهو مصدر الخبر؟ و لم يتم ذكر السبب الذي يسوقه الطلبة وراء الحادثة وهو ارتداء أستاذة جامعية لملابس فاضحة أثارت حفيظتهم خاصة و أنه هناك ما يسمى بــ
"Dress code"
ينبغي على الأساتذة احترامه.لذلك يجب على الاعلام التونسي ان يكف عن استعمال لهجة ولغة الوصاية على الشعب في صياغة و تغطيته للأخبار والاحداث بحيث نستطيع أن نستنتج من الصياغة أن فريق الأخبار يريد أن يقول لنا هذا "جيد" وهذا "سلبي" فهذه اللغة تذكرنا باللغة الخشبية المستعملة زمن بن علي و عبد الوهاب عبد الله وعلى الاعلام ان يتميز بالمصداقية و الحيادية و أن لا ينحاز لشريحة من المواطنين دون أخرى حتى و لو كان ذلك يختلف مع التوجهات الفكرية و الايديولوجيا الشخصية للاعلاميين فالاعلام التونسي عليه ان يكون صوت الجميع لاان يكون فقط بوقا لنخبة فقط شهدت الانتخابات الاخيرة  على اقليتها ورفضها من قبل الشعب يعمل على تلميع اخطائها وزلاتها  واعادة تزيينها  للشعب بعد ان رفضها  وتقيأها  في الانتخابات الاخيرة.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...