فوائد الاكتاف والمعارف في حياتنا





احترت وانا انظر الى الصفحة البيضاء التي فتحتها كي اكتب عن الاكتاف والمعارف في حياتنا اليومية فالكتابة عن المعارف اصبح كالكتابة عن الماء او الهواء الجميع يعرفها ولايستغني عنها ومع ذلك فالكل يذمها ويلعنها واخذت افكر كم مرة استعملت المعارف وتدخل سي فلان ومدام فلتانة  لانجاز اموري ؟ وكم مرة لم اتمكن من انجاز امر ما فقط لاني لم اكن املك اي معرفة في المكان المقصود ؟ ولكن هل حقا الواسطة شيئ سيئ ؟
انا كنت اعتقد ذلك ولكن عندما فكرت مليا اكتشفت العكس فهي شيئ جيد جدا في الكثير من الاحيان فمقولة خير الامور اوسطها دليل على ان خير الامور هي التي تاتي بالواسطة !! والوسطية والاعتدال تعني ان يكون المجتمع ميالا اكثر للواسطة وحتى عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية لاتمر الا عبر الوسيط الامريكي يعني بالعربي لا سلام الا بالواسطة  وسياسيي العالم يتهافتون في كل البلدان وكل منهم يبحث عن واسطة اقوى كي يحضى بمنصب رئيس الوزراء او خادم الوسطاء ايهما اسهل لفظا ومن كثر اعتزاز العرب بالواسطة سمى الرقص الشرقي بهز الوسط وكله واسطة في واسطة  .

 وفكرت في اولياء عهد بريطانيا المساكين الذين تجب عليهم اداء الخدمة العسكرية في اخطر الاماكن مثل العراق وافغانستان دون ان تشفع لهم مناصبهم وحمدت الله على  المعارف عندنا حيث يكفي ان يكون لديك معرفة او كتف صحيح كي يقضي ابنك خدمته العسكرية مدللا يعود الى بيته كل يوم ظهرا وكأنه جنرال بينما بقية ابناء من لا معارف لهم يخدمون ليلا ونهارا كالعبيد .
 مثلا عندما قرأت عن المسكينة  عمة الرئيس الامريكي التي تواجه المحاكمة والترحيل من امريكا لمخالفتها قوانين الهجرة ادركت قيمة الواسطة في حياتنا وشكرت الله على نعمة وجودها فلو واجهت اي منا مشكلة كهذه ماعليه سوى الاتصال بقريب او صديق يعرف بدوره قريبا او صديقا يكون ضابط في الشرطة او المخابرات كي يلغي المحاكمة والطرد ولاحاجة حتى لمعرفة وزير لذلك فمابالك بالرئيس شخصيا .
 نعم ياسادتي فالمعارف والتدخلات امر مهم لتحقيق العدالة الاجتماعية والا فكيف سيتمكن الخريج الفاشل الذي لا يملك اي  موهبة الهية تؤهله للتفوق من الحصول  على وظيفة مرموقة في ظل وجود المئات والالاف من اصحاب العقول الذكية الشرسين التواقين للحصول على هذه الوظائف ؟  .
 وللمعارف جانبها المثبت في تحقيق العدالة الاقتصادية فعندما تمنح الرخص والاجازات لممارسة مهن معينة تكون المعارف والواسطة  هي الطريقة الامثل لمساعدة الكسالى وعديمي الخبرة في الحصول عليها ثم تأجيرها على اصحاب الخبرة ( والعيش على قفاهم ) كما يقال  وبذلك يكون الجميع قد استفاد وافاد .
 اما في الجانب الامني فلايمكن ان تحصل على فيزا او اقامة في بلد عربي ما لم يكن لديك واسطة قوية وكتف صحيح هو مايؤدي الى استتاب الامن في المجتمع وذلك لان كل المقيمين يكونون معروفين للجهات الامنية وتسهل متابعتهم ومراقبتهم اما من لامعارف له فسيبقى في بلده ويريح ويرتاح  .
 سياسيا المعارف والاكتاف هي سيدة الموقف فلايحلم اي انسان مهما بلغت كفائته او شهاداته ان يحصل على منصب مالم يكن مدعوما او بعبارة اخرى عنده معارف قوية وهي بذلك تضمن الاستقرار السياسي في البلاد على اساس ان نفس السيد الواسطة الذي اعطاك المنصب يمكنه ان يرميك خارجه مثل اي فردة حذاء قديمة في حال قررت ان تتطاول على اسيادك  .
 وحتى في السياقة فأن فقدان المعارف يجبرك على الالتزام بمقررات المرور المزعجة ممنوع التوقف ممنوع السرعة ممنوع الكلام بالجوال ولكن مع الواسطة يكفي ان يعترضك اي شرطي مرور فتنطق بالكلمة السحرية وتذكر اسم واسطتك فيصبح الاحمر اخضرا والممنوع مسموحا
والباقين يدبرون حالهم .
طيب كل هالمنافع من الواسطة ومازلنا ننتقدها ؟ 
حرام وعيب وخلينا نعرف قدر النعمة ياناس

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...