تونس بين التطرف العلماني ومحاولة طمس الهوية الاسلامية

          
اختطفت العلمانية المتطرفة "تونس " من أحضان أمتها العربية والإسلامية لسنوات طوال  وقتها أعلن "بورقيبة " أنه كان يتمنى أن لو كانت تونس بجوار سويسرا أو بلجيكا ليتخلص تماماً من علاقته بالعالم العربي والإسلامي .
تونس خضراء الإسلام ومسجد الزيتونة ومسجد القيروان وارض الصحابة ومنارة الاسلام تونس محمد الطاهر بن عاشور  وابن خلدون وحاضرة الإسلام ها هي محاطة بأسلاك العبودية وقد تركت نهباً لذئاب العلمانية الشرسة يفعلون بهويتها وعقيدتها وثقافتها ما شاءوا.

عندما ساق "بورقيبة " تونس كرهاً على طريق أتاتورك  فجرم لغة القرآن  ومنع نداء الرحمن وجاهر بالفسق والعصيان حين نادي بالسفورومنع الحجاب واغلق الزيتونة  وصرح بمواخير الزنا وخمارات الفجور.
فكان يظن أن الأمر سيسلم له إلى يوم النشور وتوهم أن بلاده سترقى في سماء العلم والحبور لكنه تردى بالبلاد إلى مهاوي القبوروتبعته لعنات بالويل والثبور!!.
ثمّ خلفه "زين العابدين " الذي حارب الدين  وأغلق المساجد ومنع المصلين  وكان لله من المعاندين وعن سبيله من الصادّين.
فانظر ماذا حاق به ؟!
إن في ذلك لعبرة للمعتبرين!! .
ففي كتابه "التطرف العلماني في مواجهة الإسلام" فضح فضيلة الدكتور/  "القرضاوي "ممارسات العلمانية الوقحة في "تونس" ضد الإسلام والمسلمين .. فقال:
"في تونس الصلاة في المسجد تعتبر جريمة والشباب خوفاً من الملاحقة الأمنية باتوا يصلون في بيوتهم  والبيوت التي تضاء في وقت صلاة الفجر يوضع أصحابها في القوائم السوداء والفتاة التي ترتدي الخمار على رأسها تحرم من دخول المدرسة والجامعة والوظيفة وتمنع من دخول أيّ مؤسسة عامة بل تمنع من دخول المستشفى للولادة  بل يحرص سائقوا (التاكسي) على منعها من الركوب خوفاً من المسائلة"
وفي آخر إحصائية للمركز العربي للدراسات الاجتماعية:
ذكر أن خمسةً وستين بالمائة من الشباب في" تونس "يمارسون الزنا قبل الزواج.وفي استطلاع للرأي أجراه المركز شمل عدة جامعات تونسية.. اعتبرت خمسة وسبعون في المائة من شريحة الاستطلاع أن الصداقة وفق النموذج الغربي أفضل من الزواج الإسلامي ؟!.
وما ذلك العبث إلاّ لجهود الحكومة الحثيثة في محاربة الفضيلة والحث على الرذيلة.
فقد استهدفت الحكومة الكيان الأسري ذلك الحصن الحصين للعفة بعدة تشريعات خاصمت بينه وبين العفة بل والإسلام مثل:-
1- إباحة الإجهاض .. والتصريح للأطباء به .
2- توثيق المواليد التي تنتج عن علاقة غير شرعية .
3- منع تعدد الزوجات وتجريمه .
4- إعطاء المرأة الحق في فسخ العقد في أي وقت وبدون إبداء أسباب .
وفي السنتين الماضيتين تففت أذهان العلمانيين في" تونس "عن فكرة جهنمية لحصار المساجد ومنع المصلين فقد ابتكروا ما يسمى بالبطاقة الذكية لأداء الصلاة .
ووفق ذلك النظام يجب على كل مصلي أن يحمل بطاقة مغناطيسية فيها الاسم والعنوان والمسجد الذي يصلي فيه وبغيرها لا يستطيع الصلاة ولصلاة الجمعة بطاقة خاصة  ومساجد محددة ؟! .
أما مواسم الطاعات والقربات فكان لهم معها شأن آخر فقد شجع "بن علي " على المجاهرة بالفطر في رمضان من خلال السماح للمطاعم والمقاهي بفتح أبوابها في نهار رمضان .
ففي رمضان الماضي أعلن مطعم مشهور في العاصمة التونسية  لرواده عن مكافأة لمن يقبل عشيقته علناً في النهار ؟!.
وأثناء موجة الهلع والفزع التي واكبت موسم الحج لعام 1431هـ خوفاً من انفلونزا الخنازير كانت "تونس " الدولة الوحيدة التي اتخذت قراراً رئاسياً بمنع الحج .
ومن المفارقات أن الرئيس التونسي أصيب بهذا الفيروس إثر عدوى لحقته من حفيده !!.
وها هي تونس الحبيبة تنتفض الآن بعد أن سلبتها العلمانية عزتها وكرامتها .. ونخر الفساد السلطوي والمحسوبية في عظامها.. وحكمتها عصابات تشبه المافيا حسب تعبير السفيرة "الأمريكية" في تونس وفق تسريبات "ويكيليكس ".
وبالمناسبة..  هل سيكون النظام التونسي أول ضحايا تسريبات "ويكيلكس".. والبقية تأتي ؟!.
تونس الآن تعيش في فوضى بعد أن أفرغها النظام العلماني السلطوي من أحرارها ومثقفيها ومفكريها ودعاتها ومخلصيها .
 إنّ في الحالة التونسية دروساً وعبراً لمن يتبنى سياسة الزعيم الأوحد والحزب الأوحد والقول الأوحد والرأي الأوحد .. ولمن يبني ملكه على ضعف ذاكرة الشعوب وتدجينها .. وفيها عبر.. وعبر.. وعبر.
فهل من معتبر؟

2 commentaires:

j'attendais des propositions d'éventuelles solutions à la fin..mais c'est bien dit en tout cas..Baraka Allahou fik :-)

 

baraka alaah fikom

 

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...