تونس الملاذ الآمن لمحاربي الإسلام



مافتئت الأحداث التي تمر ببلادنا، تؤكد الرأي النمطي المكون عربيا حول تونس من أنها بلد يحارب فيه الإسلام، ويشجع فيه على ذلك، وان أهلها لا يكاد يجمعهم بالإسلام إلا الحد الأدنى بحيث تنتفي لديهم الغيرة على دينهم وعلى رسوله، وانه بلد يعامل فيه مناهضو دين الله والساخرون منه، بالتشجيع تارة وبغض الطرف تارة أخرى، وأنهم لم يلقوا بالمقابل يوما صدا لا رسميا ولا شعبيا.
وفي الوقت الذي يجد فيه أهل الباطل من كفار الغرب الذين تجرؤوا على دين الله من قبل، الرفض في أوطانهم ذاتها، فان أهل الباطل لدينا بتونس لايشعرون بأي حرج من أن يبينوا على مقتهم للإسلام ولرسوله ويحاربوه ويسخروا منه، بل وإنهم ليجدون كل الحفاوة والترحيب بهم، ويفسح لهم المجال لكي يتبوؤوا المسؤوليات ويشرفوا على الجامعات التونسية، وتستضيفهم وسائل الإعلام المحلية.

وفي الوقت الذي يختفي فيه الذين سخروا من الإسلام من الغربيين، داخل بلدانهم إشفاقا من أن تتخطفهم أيدي المسلمين الثائرين وتلحق بهم الأذى، وفي الوقت الذي تتبرأ الأطراف الغربية من أبنائها الذين تجرؤا على الإسلام ورموزه بالسخرية، فإن أهل الباطل لدينا بتونس، يفسح لهم المجال لكي يمضوا في مشاريعهم التي تعمل على إلحاق التونسيين بالغرب، والتي تمثل محاربة الإسلام والتشكيك في عقائده احد ركائزها، بل وتفتح لهم الجامعات التونسية لكي يستدعوا رموز الزندقة العالمية، ويغض الطرف عن مساعيهم الساخرة من عقيدة البلاد تحت شعارات البحث العلمي تارة وحرية الرأي تارة أخرى.

محاربة الإسلام بتونس: الأطراف و الوسائل



وتمثل محاربة الإسلام بتونس هدفا مشتركا لطوائف متنوعة من المشبوهين، تختلف منطلقاتهم ولكن يجمعهم هدف واحد، وهو العمل على استبعاد إحلال الإسلام بمجموع قيمه الفاعلة لدى التونسيين، فمنهم من يفعل ذلك لدوافع فكرية تحارب الإسلام وترفضه (جماعات الزنادقة ممن يسمون اليسار)، ومنهم من يفعل ذلك لدوافع وأحقاد شخصية (بعض النسوة العوانس أو الفاشلات أسريا، والاتي امضين جل حياتهن في اللهو والانحرافات، فإنهن يجدن من أنفسهن الدافع للترويج لنمط حياتهن المنفلت تحت مسميات منظمات نسوية تدافع عما يسمى حقوق المرأة)، ومنهم من يفعل ذلك لدوافع سياسية، من حيث أن استبعاد الإسلام يسهل له تمرير حالة الإمعية والسلبية التي تمثل البيئة الملائمة لفرض الواقع ولزرع التخدير الذي يفقد حالة الرفض لدى الناس.

وتتخذ محاربة السلام بتونس أشكالا متنوعة، بتنوع الأطرف القائمة بها، فالذي يتواجد بالجامعة، يتخذ من مشاريع التخرج أداة لفرض المواضيع التي تشكك في الإسلام على طلبته (كما يفعل المدعو عبد المجيد الشرفي وأمثاله)، ومنهم من يقوم باستدعاء رموز عالمية تحارب الإسلام (مثلما وقع أخيرا، حيث عقدت ندوة بالجامعة التونسية استدعي لها بعض رموز الزندقة العالمية ولم يستدع بالمقابل من يناهض مثل تلك الأطروحات).

ومنهم من يتخذ وسائل الإعلام أداة لإشاعة حالة الفوضى الذهنية لدى المواطن التونسي وتكريسها، من حيث أن ذلك يساعد على تمرير عمليات إحلال القيم الغربية من خلال تمييع مفاهيم الإسلام لدى الذهن التونسي، من ذلك مايحدث بالقنوات التلفزية التونسية في ما يسمى برامج الواقع.

ففي الوقت الذي تعمل فيه البلدان السوية على عقد البرامج لمناقشة الأخطار التي تتهدد الأسرة، تعمل البرامج لدينا على تكريس واقع التفكك الأسري والتطبيع معه والترويج له وليس مقاومته، وفي الوقت الذي تعمل فيه الشعوب السوية، على رسم صورة سيئة للسقطة الذين مارسوا الزنا، وتغرس في أذهان الناس مايسفه من صورهم وتحذر منهم، فان تلفزتنا بتونس تعمل عكس ذلك تماما، حيث تقوم برامج الواقع تحت مسميات التسامح وان "المسامح كريم" على تمرير صورة ايجابية لمن أنجبوا عن طريق السفاح وتنتهي لنتيجة التطبيع مع هؤلاء الناس الشواذ، فيما يمثل دعوة واضحة للترويج لقيم الزنا والإنجاب خارج مؤسسة الزواج، وتصوير أن ذلك شيء طبيعي

إلى متى هذا الانحدار بتونس؟



لا يفهم حالة السبات التي تصيب تونس والتونسيين، وهو السؤال الذي يطرحه المسلمون عموما حينما يتناهى لأسماعهم ما يحدث لدينا من تعديات على دين الله وحالة الحرية التي يلقاها بعض الزنادقة ممن يمضي في أعماله بكامل الحرية، ولئن كان المواطن التونسي معذورا من حيث انه ضحية آلة قصف ذهني رهيبة اخضع لها منذ نصف قرن، بحيث أفقدته التمييز وأحلت في ذهنه الفوضى، فان السلطات المسئولة، ليس من مصلحتها السكوت على مايسعى لتمريره بعض الأفراد لأهداف شخصية وفكرية خاصة.

من مصلحة تونس، اعتبارا للجوانب الاقتصادية والأمنية فقط ، دعك من الجوانب المبدئية، أن لا تسمح بالتجاوزات التي تحدث بتونس التي تقف ورائها أطراف يسارية، وهي نفس الاعتبارات التي جعلت من بلدان غربية ترفض تنطع بعض المتطرفين من ابنائها الذين تهجموا على الإسلام.

لقد بدأت بعض المنتديات العربية تطرح فكرة مقاطعة البضائع التونسية، كرد على تجاوزات المدعوة ألفة يوسف، كما أن تزايد سيطرة بعض الرموز اليسارية على الجامعة التونسية وتحويلهم لها كأداة لتمرير أفكارهم، الحق الأذى الكبير بصورة تونس لدى أشقائنا العرب.

أيعقل أن توضع مصلحة تونس كلها بملايينها العشرة في كفة، وفي الكفة المقابلة مصلحة بعض الأشخاص الذين لا يهمهم إلا أمجادهم الشخصية ورضا المنظمات الغربية والمنح والإشادات التي يتلقونها منها؟

أيعقل أن تترك صورة تونس يتحكم فيها ويشكلها مجموعة من الشواذ، الذين نضبت مواهبهم ولم يجدوا من معين لاكتساب المجد إلا بالتهجم على قيم البلاد ودستورها؟

أيعقل أن تكون بلادنا رهينة في أيدي مجموعة ممن يزعمون حرية البحث الجامعي والفكري، ومن ورائهم توصيات الأطراف الغربية التي تمولهم وتحركهم؟

لماذا لا تسارع الجهات التونسية المسئولة لتحمل دورها، وتنظر في أمر الذين يعتدون على الإسلام ورموزه تحت مسميات عديدة، فلعل البعض من هؤلاء يجب إحالته للمحاكمات، ولعل البعض الآخر يجب تسريحه من عمله لما يمثله من خطورة على الطلبة وأذهان الناس ممن يخضعون لبرامجه، وإلا فماهو دور المجلس الإسلامي الأعلى، وماهو دور مؤسسة الافتاء بتونس، وماهو مقام الدستور التونسي الذي ينص على أن تونس دولة مسلمة.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...