دماء الفجر الجديد بتونس






في حياة الشعوب أجيال يواعدها القدر، ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة في التاريخ، إنه يتيح لها ‏أن تشهد المراحل الفاصلة في تطور الحياة الخالد؛ تلك المراحل التي تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ‏ساعة الفجر من ظلام الليل إلى ضوء النهار. ‏



إن هذه الأجيال الموعودة تعيش لحظات رائعة، إنها تشهد لحظات انتصار عظيم لم تصنعه وحدها، ولم تتحمل ‏تضحياته بمفردها؛ وإنما هي تشهد النتيجة المجيدة لتفاعل عوامل أخرى كثيرة واصلت حركتها في ظلام الليل ‏ووحشته، وعملت وسهرت، وظلت تدفع الثواني بعد الثواني إلى الانتقال العظيم ساعة الفجر.‏



إن هذا الجيل من الشعوب العربية  من تلك الأجيال التي واعدها القدر لتعيش لحظات الانتقال العظيمة التي تشبه مهرجان ‏الشروق. لقد عشنا ساعة الفجر، ورأينا انتصار النور الطالع على ظلمات الليل الطويل؛ لقد عشنا فجر الاستقلال، ‏وعشنا فجر الحرية، وعشنا فجر العزة والكرامة، وعشنا فجر القوة، وعشنا فجر الأمل في بناء مجتمع سعيد. واليوم ‏نعيش فجراً جديداً رائعاً، لقد بدأ مشرق الحرية 


إن الشعوب العظيمة لا تعتبر الأبطال من شهدائها مجرد ذكرى، وإنما تعتبرهم معالم على طريق انتصاراتها، وشواهد حق على علو هممها، ودلائل صدق على عزمها الذى لا يلين، وكفاحها الذى لا يتوقف فى سبيل مثلها العليا.

إن شهداء أى أمة عظيمة هم القصص المجيدة على طريق نصرها؛ فالنضال هو تحمل التضحية، وتحمل التضحية هو ثمن الانتصار، ولا يقدر على دفع ضريبة الدم غير الذين يقدرون شرف الحياة.


إن تواريخ الشعوب العظيمة تكتبها دماء الشهداء؛ ومن هنا فإن شهداء أى شعب هم فى حقيقة الأمر حياته المتجددة دائماً، وآماله المتسعة باستمرار، وقضاياه الحقة والعادلة، هم فى الواقع رموز مضيئة لمبادئه الغالية ومصالحه المشروعة، هم حكاية تقدمه، هم دعائم أمنه، هم مسيرته الظافرة.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...