مشايخ السلطة بتونس:سكنوا دهرا ونطقوا كفرا




كنت لا أريد بطبيعتي أن اكتب أو اعلق على أي شيء أثناء تلاحق الأحداث وخصوصاً ثورة ‏الشباب على النظام في تونس ولكن من الواضح أن بن علي معذور ، معذور لأنه تعود ‏على هذه الثقافة ، ثقافة الدكتاتورية ومن الواضح أيضاً أن هذه الثقافة ثقافة متأصلة في المجتمع ‏التونسي، فمن المعروف ومن المؤكد أن من صنع هذه الثورة هم الشباب الذي هم في سني ‏وأكبر وأصغر بقليل وأنهم دفعوا دمائهم لكي تتحرر إرادتهم ويستبين مستقبلهم ويأخذوا ‏بأيديهم ذمام المبادرة ويتعاملون مع مستقبلهم ويتحملون مسؤولياتهم بأنفسهم . ‏


ولكن يخرج علينا الشيوخ والعجزة يطلقون على انفسهم أنهم ( الحكماء والمنقضون) ويخرج علينا من تعدى سنه ‏الستين والسبعين والثمنين بل وقارب التسعين ويقولون انهم أصحاب المنطق السليم والعقل الراجح ويمتلكون ‏الحقيقة المطلقة ، أن هؤلاء يريدون ان يختطفوا الثورة لأنفسهم بوازع الديكتاتورية المتأصلة ‏فيهم  حتى رؤساء الأحزاب الذين بلغوا من الكبر عتياً وقد أكل الزمان عليهم وشرب يريدون ‏أن يختطفوا الثورة من الشباب لجني مجد شخصي أو حزبي ، ووصل بهم الأمر أنهم أرادوا أن ‏يجهضوا الثورة ، بدافع التفاوض مع نظام  والسلطة تعاملهم بنفس المنطق الذي يتعاملون به ‏مع الشباب . ‏


أيها الشيوخ والعجائز من فضلكم تنحوا جانباً وتركوا الشباب وثورته وتركونا يرحمكم الله ‏حتى نقرر ماذا نفعل لمستقبلنا الذي صنعناه بدماء شهداءنا من الشباب الذي ضحى بأغلى ما ‏يملك وهي حياته ، وأنتم قابعون في مكاتبكم وفي بيوتكم ونواديكم ووراء الجدران وفي اسرتكم والآن ‏تريدون أن تتسلطوا علينا بحكم أنكم تملكون الحكمة فليس من الحكمة وليس من العدل أن ‏تختطفوا هذه الثورة أو تجهضوها بحكم أنكم خائفون على الوطن فلقد ضحى الشباب بدمائهم ‏من أجل الوطن ومن أجل مستقبلهم  . ‏

فارجو أن ينتظر كل واحد منكم مصيره في الموت ، وإلا انزلوا إلى الشارع وشاركوا الشباب ‏في ثورته ومطالبه ليس بالوصاية عليه .. فان الحكمة هي وضع الشيء في مكانة الصحيح ، ومكانكم الصحيح هو أن تشاركوا الشباب وتشجعوهم .. وإما أن تصمتوا صمت القبور . 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...