الاعداء الخمس للثورة




لكل ثورة أعداء يسعون بكل ما أوتوا إلى محاربة هذه الثورة والعمل على إفشالها , والراصد للثورتين التونسية المصرية يلحظ أن لها أعداء خمس هم : 
1- فلول النظام السابق :
وفلول النظام السابق هم أعوانه ومن تبقى منه من رجال أمن الدولة ورجال الأعمال ورجال الحزب الوطني االحاكم لمنحل وغيرهم , وهؤلاء قد أيقنوا أن حياة الثورة ممات لهم , وأن المكاسب التي حققوها إبان العهد السابق عرضة للخطر

, وأن من كانوا يحمونهم ويفتحون لهم أبواب الفساد والتربح وعقد الصفقات المشبوهة قد صاروا وراء القضبان ,ولقد بدأت هذه الفلول في محاولات مستميتة للعمل على إفشال الثورة منذ بدايتها وتمثل ذلك في الأتي :
* قيامه ببث عناصر مخربة بلطجية أمنية تابعة للنظام لإثارة الفوضى والرعب والقيام بعمليات سلب ونهب وقنص ليشعر الناس بانفلات أمني تجعلهم يتخلون عن خروجهم وإرادتهم ويعودون لمنازلهم مطالبين ببقاء النظام على عيوبه خوفاً مما هو أشد , واستخدم الإعلام الحكومي  التابع للنظام السابق لخدمة هذا الغرض القذر والتسويق له 
* قطع وسائل الاتصال , وقطع المواصلات , وطرد القنوات العالمية التي تنقل صوت الشعب وثورته . 
* قطع وسائل التموين والأغذية القادمة من الريف لتغذي المدن وتزودها بمنتجات الريف الزراعية والحيوانية , حتى لاتصل إلى المدن لتنفد هذه المؤن من الأسواق او ارتفاع اسعار المواد الاساسية وذلك كوسيلة للضغط على الشارع  ليضغط على الثائرين في التخلي عن ثورتهم والتنازل عن مطالبهم .
* إقامة المظاهرات التي تنظمها الاستخبارات والمؤيدة لبقاء النظام كصوت معارض لصوت الثائرين وسخر الإعلام الرسمي للتسويق لهذه التظاهرات , ولكن هذه الحشود التي لا يمكن التشويش عليها كان صوتها أقوى وأكبر وأعظم من أن تمرر عليها تلك المحاولات المتهالكة . 
* اللعب على وتر الفتنة الطائفية بإشعالها مثلا في مصر قد بدأ ذلك قبل الثورة بقليل بتفجير كنيسة القديسين ثم بعد الثورة بإحراق كنيسة أطفيح ثم أحداث كنائس مارمينا والعذراء بإمبابة وفي تونس صراع العلمانيين والمسلمين واليسارومقتل القس البولوني.


2- بعض أعضاء الجماعات الدينية :
فهناك بعض من أعضاء الجماعات الدينية والذين مازالوا يحرمون المظاهرات بكافة أشكالها وأنواعها , ولقد كان أمن الدولة السابق يعمل طوال السنوات السابقة على إذكاء روح العداء وغرس بذور الفرقة بين الجماعات الإسلامية بل ويستقطب بعضهم ليعملوا لحسابه .
ولقد وجدنا بعض رموز هذه الجماعات قد عارضوا التظاهر منذ البداية ومازالوا حتى الآن يقولون بحرمة التظاهر بل ويعملون على إشعال نيران الفتنة وطرح قضايا ليس هذا زمانها ولا مكانها لتفريق شأن الأمة

3- بعض الأنظمة العربية :
فهناك بعض الأنظمة العربية وبخاصة بعض الدول الخليجية التي حاولت إفشال الثورتين المصرية واالتونسية بكل ما أوتيت من أموال وأعوان لها بكلتا البلدين , وما زالت تضغط على المصرين من خلال التهديد بطرد العمالة المصرية من أراضيها ,وكل ذلك خشية من نجاح الثورة المصرية وانتقال العدوى إليها وتضغط على التونسيين بعدم تسليمها للرئيس المخلوع لمحاكمته ولقد قالت صحيفة: الدار الكويتية بتاريخ 17 من مارس 2011م إن استحالة وصعوبة استدعاء مبارك وتقديمه لأي محاكمات هو ونجليه وزوجته يعود إلي شدة الضغوط التي مورست طيلة الأسبوعين الماضيين علي المجلس العسكري الأعلى الحاكم في مصر من قبل دول عربية عدة لجأت إلي استخدام تهديدات مباشرة بتجميد العلاقات مع القاهرة ووقف أي مساعدات مالية وتعطيل وسحب مجمل استثماراتها في مصر بل والتضحية بأكثر من 5 ملايين مصري يعملون بأراضيها حاليا إذا تمت إهانة الرئيس مبارك أو ملاحقته وتقديمه لأي محاكمات.
وهناك على سبيل المثال قناة ( سكوب) الكويتية التي تبكي على مبارك وتشتم الثوار وتتهمهم بالخيانة بل وتتهم المصريين بقلة الأصل .

4- التدخلات الخارجية :
المتتبع لأحداث وتطورات ثورتي تونس ومصر  يتبين له أنهما كانتا ضد ما تتمناه إسرائيل فالكنز الثمين (حسنى مبارك) وقبله زين العابدين تبدد وانهار تماماً فاصبح اغراق البلدين في ديون نوع من الاستعمار الاقتصادي وبقاؤهما تحت الرعاية الخارجية

5- بعض العوام البسطاء :
وهناك بعض الناس البسطاء من العوام وغيرهم ممن ألفوا الاستكانة للظلم والرضا به , وظنوا أن سعادتهم ومصالحهم الشخصية في بقاء الأمور على ما كانت عليه , وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان وعلى حد تعبيرهم ( وإن اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش ) وهؤلاء يتعجلون الأمور , وتجلس مع أحدهم فيصيبك بالإحباط ويهاجم الثورة ومن قام بها , ويقول لقد تعطلت مصالحنا وهناك أزمات في البلد مثل أزمة الغاز والبنزين في مصر وازمة الاقتصاد في تونس وكأنه يصور لك أن حال البلد قبل الثورة كان على ما يرام , والمتفحص لحياة هؤلاء يجدهم على ثلاثة أقسام : قسم تجده في حياته الخاصة بل والعامة لا يعرف إلا الديكتاتورية والسلطوية حتى في تعاملاته مع أقرب الناس إليه , فكأنه والنظام السابق وجهان لعملة واحدة ,فهو لم يألف الديمقراطية ولم يتعود على الرأي الآخر, والقسم الثاني تجده في حياته شخصا أنانيا لا يحب إلا نفسه ولا يسعي إلا في مصلحته هو وأي شيء يوثر على مصالحه يقف ضده ويعاديه , والقسم الثالث جاهل لم يدرك بعد ما حدث من تغيرات فهو صاحب أفق ضيق وتفكير محدود لا يستوعب كثيرا ما يدور حوله من أحداث , وفي الحقيقة إن هذه الأقسام الثلاثة ليس لها خطر كبير على الثورتين كالسابقين فهم لا ينظرون إلى المستقبل ولا يهم إلا اللحظة الحاضرة , ويسهل إقناع بعضهم بمستقبل الثورة وأهمية التفاؤل بالأمل القادم.
واعتبار هؤلاء من أعداء الثورة على الرغم من نياتهم الحسنة وعدم إدراكهم لحقيقة الأمور لأنهم يشيعون روح اليأس والإحباط في الناس وهم بذلك يشاركون أعداء الثورة الحقيقيين في التسبيح بحمد النظام السابق ومعاداة كل جديد قادم .

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...