حين اصبح أما


حينَ اصبحُ أمًّا سـ تتغير تكهناتي كلّ صباح عن الذي تشبهه فينا
سـ احبُّ كثيراً أن تشبهني وسـ اتفاخر بكَ عندَ عمّاتك حينَ تفاجئهم بوجهِ اباك !
سـ تقاسمنا في كلّ شيء , لن يجزمَ احدهم انّك نسخةً من احدٍ منّا فقط
واعلم انّك سـ تحبّ ذلك كثيراً كما احببته حينَ ادركتُ معناه !
بعمقِ عيناك سـ يجدوني 
وبـ حدّتها سـ تشبهُ اباك
احدّقُ جيداً بابتساماتك التي تقول امّي انّ سببها ليسَ اكثر من غازات بطنك عندَ كلّ مرةٍ اصرخُ فيها , ابتسم .. ابتسم .. ابتسم !
عندما تنام سـ امرر اصابعي على ملامحك لـ اقيسَ حجمها مع حجمِ ملامحي , 

يداكَ ياطفلي ! 
لا اعلم ماذا يصيبني عندما اضمها داخلَ يدي 
صغيرة لدرجةِ الدفء 
لدرجةِ انّي انّها تمنحني الامان
تجعلني ابتسم وابكي في آنٍ واحد 
تجعلني ارى الحياةَ من اجملَ الاشياء التي حصلت حتى رزقتُ بك
تجعلني أم .. أم .. أم .. !

هل تعلم ياصغيري انّي قبلَ ان افكّر بـ الارتباط بـ اباكَ المجهول 
وانتَ اكبرُ أحلامي , لا بل سقفها وكفايتها والشيء الذي لم احلمُ بالدنيا بشيءٍ بعده !
كانت امّي تجلبُ لي اطفالاً انا اكبرهم حتى وقتٍ قريب
كنتَ وحدكَ حينَ رؤيتهم وضمّهم واللهوِ معهم هاجسي الذي يجعلني
اتخيّلُ كثيراً انّك احدهم فـ اصبُّ حناني عليهِ بـ شكلٍ غريب!
بشكلٍ يجعلً امّي تستنكرُ ظلمَ البقيّة معه 
علمتُ الآن ياابني لمَ تبدو توأمي الصغير اقربهم لي 
لمَ حينَ يقال انّها تشبهني اشعرُ بحميمية , اشعرُ بالامومة , اشعرُ بأشياءٍ
كثيرة تجعلكَ قبلَ أن تجيء شيئاً اتوقُ لهُ جداً جداً جداً ..!
عندَ تلكَ المرّة التي ينتظرُ فيها احدهم خبرَ وجودكَ بـ أحشائي 
سـ اضعُ يدي على بطني لـ ادعو أن تكونَ بحجمِ انتظارهم وشدّة انتظاري لك 
سـ اغمضُ عيناي وابتسمُ بثقّةٍ كبيرة انّ بشارة الطبيبة لي سـ تكونُ عنك
سـ التهمُ نظراتَ الجميع السعيدة وادسّها هنا حيثُ خُلقت , سـ ابتاعُ من ايامي الحلوة اجملها لكَ حينَ تجيء
سـ ادوّن كل التفاصيل .. تلكَ التي خُلقت منذُ بدايتكَ بي حتى وقت صيحتكَ الاولى بـ اذني 
حينَ اقفُ يومياً أمامَ المرآة وانا الحظُ يوماً بعد الآخر حجمك وانتَ تكبر 
سـ اعلمُ حينها معنى أن اصبحَ أمّاً 
وفي حينَ تأهبّي لذلك سـ يقتصرُ حديثي وطعامي ونفسيتي وحركتي واوقاتَ نومي الطويلة لـ اجلكَ فقط 
سـ يصبحُ انفي بـ حجمٍ اكبر لـ انّي حينها يابكرَ فرحتي سـ احملُ عنكَ عناءَ التنفّس 
سـ يزدادُ حجمي كثيراً رغمَ حجمكَ الصغير الذي امدُّ يدايَ كلّ صباح لـ ارى ايّ اوضعيةٍ سـ تكونُ بها يدي اكثرَ حناناً حينَ تحملك
سـ اسألكَ كثيراً عن اسمٍ تحبّه حينَ تُنادى به , اسألكَ إن كنتَ تحب اسماً تقليدياً اختاره لكَ اباك أو اسماً اكثرُ لطفاً يليقُ بكَ حينَ تكونُ طفلاً 
اعلمُ جيداً انّك لاتعي ابداً هذا الصخب الذي يدور بالخارج لـ اجلك ,
لكن ماأن تتحرك سـ انكمشُ على نفسي من الفرح حينَ تبادلني حديثي بـ اولِّ حركةٍ يقفزُ لها قلبي
رغمَ انّي سـ ابتعد عن أن اصبحَ انيقةً لـ اجلك ,إلا انّي لن اكترثَ لـ شيءٍ إلا ان تصبحَ ثيابي شيئاً يليقُ بـ راحتكَ داخلي 
في كلّ مرةٍ استيقظ فيها من نومي وانا اتوجّع سـ اذهب للمطبخ للحمام للتلفاز , لكلّ الوجهات التي لا اعلمُ ايّاً منها التي تنقصك حتى نبهتني بتقصيري فـ توجعت !
ياالله!
يالسحرَ انتظارك !
تخيّل جمالَ انتظارك وانتَ بداخلي 
تخيّل انّك تنتظرُ شيئاً تشعرُ بهِ يلهو ويأكل ويشرب ويتنفس وهو بداخلك 
كلّ ماأخرّه هو أن يأتِ مكتملاً لـ يسعدَ قلبك !
سـ اصبحُ أميّةً لحظةَ خوفي عليكَ واخشى العين والحسد واخبئ بطني التي تحملك اطولَ فترةٍ ممكن عن الاعين
سـ اصبحُ كلّ هؤلاء الذين انتقد , لـ اجلكَ ياقطعةَ روحي سـ افعلُ اشياءً لا احبّها !
عندما ارى الاطفال واسمعُ ضحكاتهم أو حتى اصواتَ بكائهم سـ اتوقف واقبلّهم واتمنى لكَ عندَ كلّ طفلٍ أمنية 
سـ اصبحُ مرهفةً جداً حينَ يتعلّق الامر بـ طفلٍ يشبهك , سـ تتكونُ بي مشاعراً استمتعُ بـ إدراكي لها تدعى أمومة
سـ اصبحُ أمّاً ياصغيري




حينَ تقتربُ من الدنيا وتصبحَ اكبرَ من أن تحملكَ بطني 
سـ ترتبكُ حياتي , سـ اعيدُ ترتيبَ اثاثَ بيتي 
سـ اصنعَ لكَ اشياءً كثيرة تليقُ بقدومك 
سـ اقفُ لـ وقتٍ طويل اتأملّ جمالَ ثيابَ المواليد 
سـ اشدُّ يدَ اباك توقاً لـ أن البسكَ اياهم !
حينَ تقترب جداً من النور
سـ استعجلُ قدومك وامشي مسافات طويلة رغمَ صعوبة حركتي حينها
وحينَ اشعرُ بآلامِ المخاض سـ اعبّرُ عن فرحتي بـ صرخةٍ تستبقُ موعدُ صراخك !
ولانّ الله وعدَ بـ استجابة دعواتي حينها سـ ادعو أن تكون طفلاً صالحاً جداً تستحقُكَ هذهِ الدنيا 
سـ ادعو أن يغفر الله لي عدد المرّات التي اغضبتُ فيها أمّي لكي لا تُخدشَ فرحتي بك وتكونُ كما اتمناك !
حينَ اصبحُ أمّاً واسمعُ صوتكَ للمرّة الاولى ويتم تخديري سـ احلمُ بكَ لـ اولّ مرة , سـ احتاجُ أن استيقظ سريعاً لـ اراك , لـ احملكَ على صدري , لـ اقبلّك ,
لـ استمتعَ بـ بكائك الذي اشتقتُ صوته عمري كلّه , لـ ارى دمعةَ اباكَ وهو يحملك , لـ اطلبَ من ابي ان يؤذنَ بـ اذنك , لـ استمعَ لـ نصائحَ امّي وارى ابتساماتٍ صادقة كلّها لـ اجلك ياروحي !
حينَ اصبحُ أمًّا سـ اتعلّم كيفَ اكونُ إمرأةً صالحة تضحّي بنفسها ووقتها وهواياتها وكلّ اشيائاتها الصغيرة لـ اجلك
سـ اركلُ اجهزتي الالكترونية التي ادمنتها , سـ تنسى يدايَ أنّها كانت تحبُّ الكتابةَ كلّ صباح 
سـ اتركُ المأكولاتِ الحارة حتى يكونُ حليبُ امّك بارداً على معدتك البسيطة التي لا تقبلُ غيرهُ والماءِ شيئاً
سـ يكونُ تغيير حفاضاتك شيئاً احرصُ عليه كلّ قليل وحينها انسى انّي كنتُ اتقزز !
حينَ اصبحُ امًّا سـ احملكَ من سريرك الصغير الذي لاتشعرُ فيهِ بدفءِ أمّك واضعكَ بقربِ قلبي لـ تنامَ كثيراً 
سـ اقبّلكَ في كلّ مكانٍ عندَ الصباح استرجيكَ أن تفتحَ عيناكَ لـ نلهو قليلاً والتقطُ لكَ بعضَ الصور لـ ترى حينَ تكبر كم كنتَ جميلاً 
حينَ اصبحُ أمًّا سوفَ لن اندم على ايٍّ شيءٍ فات سوى عمري الذي لم اقضيهِ برفقتك 
سـ تعوضني حينَ تراني لـ اولِّ مرةً وتفتحُ عيناكَ لـ تميزني من خلالِ حاسةٍ أخرى غير انفك الذي يتبّعُ رائحتي اينما كانت 
سـ استعجلُ بـ قصّ الحكايا عليك قبلَ أن تُصبحَ لكَ ذاكرةً تحفظُ كلّ شيء
سـ تكونُ اولَّ شخصٍ اخبرهُ بـ اسراري , تخيّل انتَ الذي لن تعي شيئاً سـ تزيح عن قلبي همّ وحدتها بي 
اودُّ أن اخبركَ عن الاشياء التي لم تكن ضمنَ خياراتي واصبحت من اجلِ ان تأتِ اشياءاً احبها واشكرُ الله عليها 
اودُّ أن اخبركَ عن طفولتي عن اخوتي عن امي عن ابي وعن صديقاتي الاتي كنّ سـ يصبحنَ خالاتك وتخلّوا عن الحلمَ هذا قبلَ أن تجيء
سـ اخبركَ عن حبًّا أول , سـ اعدكَ أنّ الشخص الذي تحبّه سـ احارب لـ يكونَ من نصيبك 
فـ وحدي ياصغيري اعلم كم تبدو الاحلام جميلة حينَ تُحقق وقاسية جداً حينَ تهربُ أمامك ولاقدرةَ لك على المضيِّ 
خلفها !



حينَ اصبحُ أمًّا سـ اشعرُ بـ انّ الفراغات الكثيرة التي بي اصبحت مزدحمةً بك 
سـ انشغلُ عن الدنيا فيك 
سـ تصبحُ كلّ شيءٍ استيقظُ وانام واعيشُ لـ اجله 
سـ اتوجّع كثيراً وابكي بفزع حينَ تتوعك أو ترتفع درجةَ حرارتك 
سـ اغمضُ عيناي حينَ تدخلُ ابرةً ما لـ جسدك
سـ امررُ يدي كلّ ثانيةٍ على جبينك واصبح شخصاً يوسوسُ كثيراً بصحتك
سـ ابكي في المرّةِ الاولى التي احممكَ فيها , اخشى انّي قد لا افعلُ ذلك كما يجب
اوقظُ امّي واطلبُ منها أن تعلمني عن طريقةِ تعاملي مع طفلٍ لايتجاوز البضعةَ ايام 
اضحكُ على منظرك حينَ تبدو فزعاً من الماء 
وانا التقطك من يدِ امي الى فوطتك سـ اقربّك لي بشدّة واشتمُ رائحتك واشعرُ برائحةِ الجنّة لانّك حديثُ القدومِ منها 
لم تغيّر رائحتكَ الدنيا بعد وتصبحُ انساناً يجاهدُ لـ اجلها , سـ اعلمّكَ يابني كيفَ تجاهد لـ تعودَ اليها حينَ يشاءُ الرب
سـ افكّر كلّ صباحٍ كيفَ اجعلُ منكَ شيئاً عظيماً , سـ ادعو الله ليلي كلّه ان يجعلكَ كذلك وأن اكونُ اهلاً لـ ان افعل 
حينَ اصبحُ أمًّا سـ ترتبطُ مخططاتُ حياتي بك , عندَ كلّ طموحٍ لم اصله سـ اراكَ بعيني تحققه لي 
حينَ تحصلُ مشكلةً ما بيني وبينَ اباك سـ يكبرُ عقلي عن ان اجعلكَ تنامَ ليلةً واحدة معي خارجاً
سـ اتجاهل أو اخبء مااشعرُ به حيالَ الاشياء التي لو لم تكن موجود لـ كنتُ عرفتُ كيفَ اتصرفُ معها
سـ انشغلُ بكَ يومها جداً , سـ اغنّي لكَ حتى تنام ولا ترى وجهي وهو مجهد 
سـ اجاهد أن لاتسقط الدمعة التي تقفُ على رمشي وحينَ تغطُّ بنومك وقبلَ أن تسقط سـ اضعُ يدي حتى لا تكونَ بقربك !
حينَ اصبحُ أمًّا سـ اقلقُ عليكَ كثيراً حينَ اكونُ بعملي
سـ ازعج امّي كلّ دقيقةٍ بـ اتصال لـ اطمئن على كلّ حركةٍ تتحركها 
سـ احبُّ امّي حينها بـ عظمة , احبّها كثيراً وبعظمةٍ ايضاً لكن وقتها سـ اشعرُ بـ اعظم انواعِ الحب الذي تستحقُ اعظمَ منه بكثير
حينَ اصبحُ أمًّا سـ افكّرُ مليًّا بـ التخلّي عن الكثير من الاشياء التي كنتُ اؤمنُ بضرورتها ,
سـ تصبحُ بعيني اشياءً لامعنى لها طالما انّها تتعارضُ معك بـ ايّ شيءٍ يجعلني ابتعد عنك اكثر من المفترض 
فـ انا اشتاقكَ حينَ تنامُ فقط , توبخني امّي حينَ اوقظك لانّي اشتاقك , ولكي لا يزدادُ تضوري لـ رؤيتكَ مستيقظاً سـ انامُ بقربك واحلمُ عنكَ
بكلِّ شيءٍ احبّه حتى تصدرُ صوتاً يخترقُ قلبي فـ استيقظ !
حينَ اصبحُ أمًّا سـ احتفظُ لكَ بـ اوراقٍ تُثبتُ انّك ابني , سـ اخبئها وانا اضحك لانّ لاشيئاً بالدنيا يمكن ان يشكك بـ انّك قطعةً من روحي 
حينَ اصبحُ أمًّا سـ تصبحُ وجهتي عندما اتسوّق كلّ شيءٍ يخصّك
سـ أأخذُ اشياءً لا اعلمُ بعد ماذا افعلُ بها لكن وجودها بقسمِ الاطفال كانَ كافياً لـ أخذها
سـ اغلطُ كثيراً في مقاسك حينَ ارى الثياب التي تناسبُ عمرك تبدو في الشكلِ اصغر منك 
اخشى ان تضايقك فـ تسبحُ دائماً في ثيابٍ اوسعَ بكثيرٍ منك
سـ اجلسُ وقتاً طويلاً وانا اتعلّم كيفَ تلّف جيداً وبطريقةٍ انيقة بملائاتٍ صوفية تسبقها اثنتين قطنية 
هكذا سـ يبدو شكلكَ ملاكاً ياطفلي ,وفي كلّ مرةٍ انظرُ اليكَ بـ لهفة سـ اذكرُ ربي لانّي اخشى عليك
اخشى عليكَ حتى منّي , بعضُ الحب يؤذي وانا اخشى ان تؤذى بحبّي لك ياحبّة قلبي ..!




حينَ اصبحُ أمًّا سـ انسى اسمي الذي احبّه
لانّ الكثير سـ يحبّ ان اُنادى بك كما سـ اعشقُ ذلك 
واضعني حينها بـ اكثرِ المواقف التي تستدعي ان اُنادى فيها 
ووحدها امّي التي احبُّ ان يبقى اسمي ينطقُ بـ فمها كما كان !
حينَ تُكمل شهركَ الاول سـ اتفقد الافراح التي تكبرُ فيّ معك 
متأكدة انّ يوماً واحداً معك سـ يصنع الكثير 
اثقُ جداً بـ انّك الشيء الصغير الذي سـ يأتِ ليعوضني عن كلّ شيءٍ لم احبّه !
تخيّل مقدار الاشياء التي سـ تكبرُ فيّ عندما تصلُ للسنةِ الاولى !
قبلها سـ تحدثُ اشياءً كثيرة 
سـ تصدرُ اصواتاً اكتشفُ كلّ يومٍ وقعها بـ نفسي
سـ تطلقُ قدماكَ للاعلى سريعاً حينَ اريحها من ملائاتك التي لا تجعلها
تتنفسُ جيداً فـ اجعلكَ تفعلُ اشياءً تحبّها واحبُّ جداً شكلكَ بها 
سـ تمدُّ لسانك مع شفتاكَ حينَ تجوع , سـ تدركُ ياصغيري من اينَ تتغذى
سـ تبكي لـ ايّ سبب واحملكَ سريعاً وتنصحني النساء ان الا اعوّدك على ذلك ولا اكترث 
فلا قلبَ لي يجعلني استمعُ اليكَ تبكي واهتمُّ كثيراً بالعادات التي يعتقدنها البقيّة سيئة !
سـ تكبرُ عن ثيابكَ سريعاً واجري حينها لـ اجلبَ لكَ أخرى غيرها تناسبُ مقاسكَ هذهِ المرّة 
سامحني ياطفلي ان جرحتكَ لـ اولِّ مرةٍ اقلّمُ فيها اظافرك 
سامحني ان شعرتَ بالجوع ولم اكن اعلمُ بعد كم مرةً يجب ان تتغذى حتى وبختني امّي 
سامحني ان بدا شكلكَ مضحك حينَ ارتديت ثياباً اكبر منك 
سامحنى ان قصرتُ بـ اشيائك الصغيرة التي اشعرُ بعد الشهرِ الاول
انّها اكبرَ بكثير من امٍّ للمرةِ الاولى !
حينَ اصبحُ أمًّا سـ تكونُ اشيائك الصغيرة هذهِ جلّ حديثي الكثيرِ عنك
سـ اصبحُ إمرأةً كبيرة تتبادل الحديث عن الاشياء التي تخصّك 
سـ افكّر في تصرفاتي وثيابي وتسريحة شعري وحديثي وحتى مشيتي
مئة مرّة قبلَ أن اكونَ بها لـ تليقَ بـ الأم كما يجب أن تكون !
سـ اتغيّر كثيراً ياصغيري , لكنّي ادركُ جيداً انّي سـ اتغيّر لـ اجلِ الشخص الوحيد الذي يستحق ان اتغيّر لـ اجله !


حينَ تصبحُ كثير الحركات 
سـ ينقضي يومي بالخوف عليك
وتحيطُ بكَ الوسائد من كل مكان 
سـ اعلمُ حينها انّك بدأتَ تفهمني
بدأتَ تومئُ لي بـ حركة شفاهك , بعينيك , بيديك التي بدأتَ تحررها من انقباضها 
سـ تبدأ حاجبيك بالانقباض والانبساط تبعاً لحالتك حينها
تشعرُ بالملل , تستعجل أن تكبر وأنا استمتعُ بكلٍّ يومٍ اكتشفُ
فيهِ الاشياء الصغيرة التي لايلحظها غيري حينَ تجعلكَ تكبر ..
حينَ تصبحُ اكبر قليلاً استطيع أن اغيّر من وضعيات حملك 
حينَ يغلبكَ النعاس اضعكَ على كتفي 
بعد رضاعتك اضعك على بطنك واربتُ على ظهرك 
سـ ارفعُ رأسك واضعُ لكَ أفلام الكرتون التي اعلم انّها لا تجذبكَ بعد
وارتّبُ محطات الاطفال في البدايةِ لـ اجلك
اشتاقُ لكلّ اشيائك التي تجعلني اترقبها وأهيئ نفسي لها 
اشتاقُ كثيراً لـ حركاتك الجديدة 
اشتاقُ لـ اولّ مرةٍ تنطقُ فيها ايّ حرف
اشتاقُ لـ كلّ ضحكاتك
اشتاقُ حتى لـ تلكَ المرّات التي اشكوكَ فيها لـ احدهم حينَ تُعدّ 
ساعات نومي على اصابعِ يدي الواحدة 
اشتاقُ أن تكبر واشتاقُ اكثر أن تكبرَ ببطء 
بـ شكلٍ يجعلني احتفظ بكلّ لحظاتك بداخلي جيداً 
قبلَ أن تكبر اكثر سـ ارددَ عليكَ قصصي 
تذكرتُ مرّة انّي اردتُ إخبارك عن طفولتي 
كنتُ اشبهكَ ياابني 
احتفظُ لكَ بصوري 
احتفظُ بـ إسوارتي الصغيرة التي كانت أولُّ شيء بالدنيا يربطني بـ أمي 
لديّ كنزةٌ صوفية لا اعلمُ إن كانت سـ تناسبكَ أم لا 
لكنّي اشتاقُ شكلكَ بها 
يذكرني ابي كلّ حين انّي كنتُ اعظمَ أمنياته
وحينَ تحققتُ له وكبرت ووصلتُ ليومي هذا 
صارَ يدعوا أن يراك 
وأنا اريدكَ لـ يراه !
كنتُ ياابني القدر الذي وزنَ بعدهُ اقداراً كثيرة 
كنتُ كما تقولُ الخرافات "الفتاة التي اتت بعدَ أن رفّت اعينَ الجدّات 
شوقاً لـ قدومها" !
كانت هبّاتُ الله التي اتت برفقتي قصائداً يتغنّى بها شعراء قبيلتي
لم اكن عظيمةُ الشأنِ ياابني , لكنّ قدومي فعلَ اشياءً عظيمة 
يكفي دمعةَ ابي التي سقطت على وجنةِ أمّي فـ ازهرت الشمسُ يومها 
وانتَ ياابني الشمس التي سـ تُكملُ نوري 
انتَ كلّ تلكَ الآمال ورفّاتِ اعينِ الجدّات 
وقصائدَ قبيلتي ! 


حينَ اترددُ كثيراً في قصّ شعرك واتفاجئ بـ اباكَ يحملكَ بين يداه وقد فعل
حينَ اكتمُ بنفسي انفعالي وجدتّك ترسمُ لكَ حاجباك 
حينَ اتأكّد من أنّ الشخص الذي يحملك لاتفكّر الانفلونزا أن تقربه 
سـ اعلم حينها انّي اخشى عليك حتى من الاشخاص الطيبين جداً والذينَ كنتُ أحبّهم اكثر من ايِّ شيءٍ سواك !
احترق حينَ يعبث بـ اشيائك الصغيرة التي تعبتُ بترتيبها لك أحدٌ ما
غيري لايفهم التفاصيل الصغيرة التي اهتّمُ فيها لـ اجلك !
سـ يتذمر منّي الكثير حينَ نجتمعُ بـ مكانٍ ما وانا اطلبُ منهم الهدوء
لانّك سـ تنام !
سـ توشوشُ النساء من خلفي كثيراً بـ " كأنّها أول وحدة تخلّف "
لانهم لايعلمون كم انتظرتك
كم حلمتُ بك 
كم كنتَ اطلب الله أن يعوضّني فيك !
النساء في مجتمعنا ياابني لا شيءَ لديهم سوى الحديث في بعضهن
لا شيء يجعل المرأة تعيسة الا أخرى ليست أحداهن كـ مثلِ الأخرى 
بـ شيءٍ ينقصها !
وانتَ سـ تنقذني من اصبحَ إمرأةَ مجالس نمامة !
اهتمامي وخوفي ولامبالاتي بـ كل الشكليات التي لا تناسب اشيائك
وعدم اكتراثي الكثير بهن 
سـ تجعلني وجبةً لـ احدهم تنبّش بـ خصوصياتنا وتؤلفُ عنّا الحكايا واحصدُ انا واباكَ حسناتٍ كثيرة !
يااااه ماالطفك , أستكونَ سبباً لـ حصدي بعضَ الحسناتِ ايضاً !

1 commentaires:

je trouve pas les mots pour exprimer ce que j'ai senti avec ces mots .. très contente pour toi chère yasmina.. j'aime déjà ton bébé comme je t'ai aimé .. salam .. sabrine j

 

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...