أعداء الإصلاح


الإصلاح حاجة بشرية بسبب طبيعتهم التي خلقهم الله عز وجل عليها من القدرة على 
الإختيار بين الخير والشروعملية الإصلاح ضرورة لازمة لدوام مسيرة الحياة البشرية لأنه حين يعم الفساد تقوم الساعة وتنتهى هذه الحياة الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ) رواه البخاري.ولكن هناك من الناس من لا يحب الإصلاح أو لا يسعى له وهؤلاء يتواجدون في كلا المعسكرين السلطة والمعارضة، منهم:
1- المتاجرون بالإصلاح وشعاراته " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون " (البقرة12،1)، وهم يرفعون شعارات الإصلاح إما حرصاً على مكاسب قائمة وأطماع قادمة، أو لتمرير أجندات سياسية أو ثقافية أو اقتصادية بخلاف المصلحة العامة.
ومن هذا التلاعب بشعارات الإصلاح، ادعاء الإصلاح في وسائل الإعلام وتبنى نهج التدمير والتخريب على الأرض عبر المظاهرات والاحتجاجات المنفلتة والتصعيد في المطالب غير العقلانية، أوعبر المماطلة في تنفيذ الوعود والإصلاحات أو القيام بخطوات ناقصة من أجل تمرير الأزمة.

2- أصحاب النوايا الحسنة والنظرة الساذجة والسطحية، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الصنف بقوله: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها فكان الذي في أسفلها إذا استقوا من الماء فمروا على من فوقهم فتأذوا به, فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا فاستقينا منه و لم نؤذ من فوقنا فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة, فأتوه فقالوا: مالك ? قال: تأذيتم بي و لابد لي من الماء.فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا و إن أخذوا على أيديهم نجوا و أنجوا جميعا ) رواه البخاري.

فهؤلاء يعطلون الإصلاح بمعالجاتهم السطحية والساذجة، وهم وإن سلمت نواياهم فإن نتائجهم كارثية على أنفسهم وعلى الآخرين، ويجب الحجر عليهم وكفهم عن التصرف في الشؤون العامة التي لا يحسنونها.
ومن أمثلة هذه المعالجات السطحية المؤذية مساواة الظالم بالمظلوم حرصاً على الوحدة والإئتلاف !! أو القيام بالتهوين من المشاكل والأزمات القائمة بحجة التفاؤل وعدم إزعاج القادة والناس أو تشويه صورتنا امام الرأي العام العالمي وتكون النتيجة انفجار ضخم – وقانا الله منه –، أو زعم بعضهم أن الشعوب جاهلة لا تستحق الحرية والكرامة !!

3- النخب السلبية من ذوى الهمم الساقطة عن الإصلاح، قال تعالى: " وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " (هود 117)، وقوله صلى الله عليه وسلم حين سأل: أنهلك وفينا الصالحون؟ " نعم ، إذا كثر الخبث " رواه البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لايغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب) رواه أبو داود وصححه الألباني.

فسلبية بعض النخب الدينية والثقافية والسياسية عن القيام بواجب الإصلاح الشرعي بالحكمة والبصيرة يعد جريمة كبرى بحقالإصلاح، إنهم بتقاعسهم إن كانوا في السلطة يسمحون للفساد بالبقاء والنمو وقد ينخمسوا فيه مباشرة مما تتعقد معه الأمور، ويتحولون إلى مدافعين ومشرعنيين للفساد بحجج دينية أو فكرية او سياسية.
وإن كانوا في المعارضة فإن سلبيتهم عن القيام بالإصلاح بطريقة حكيمة سترسخ حالة الفساد حتى تجلب الكارثة أو تجلب الإنفجار غير المنضبط بالحكمة والبصيرة.

أعداء الإصلاح في كل مجتمع ثلاث فئات: فئة ترى في الإصلاح فواتاً لمصالحها المعنوية: من جاه أو رئاسة. وفئة ترى في الإصلاح فواتاً لمصالحها المادية: من مال وشهرة. وفئة تضيق عقولها عن استيعاب بواعث الإصلاح وفوائده، وأخطر هذه الفئات على حركة الإصلاح هي الفئة الأولى، فإذا اجتمعت الفئات الثلاث على محاربته، كان الإصلاح عبئاً لا يحمله إلا أولو العزم من الرجال، ومعركة لا يثبت فيها إلا أولو الشجاعة من الأبطال.

الخلاصة الإصلاح سنة كونية شرعية فإن لم تكن في معسكرالإصلاح كنت في المعسكر المقابل !!

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...