تشابه العلمانيين في العصر الحديث مع المنافقين في عهد النبوة بالمدينة

بسم الله الرحمن الرحيم


لقد أوضح الكاتب عبد الله بن محمد الداوود
في كتابه ( هل يكذب التاريخ ؟ )

تشابه العلمانيين في العصر الحديث مع المنافقين في عهد النبوة بالمدينة في أمورٍ عدّة
يفضحهم القرآن الكريم فيها , فقال :


أولاً : إخفاء الكفر وإظهار الإسلام , قال تعالى : { يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك ... }

يقول "قاسم بك أمين" (أوّل من رفع صوته بتحرير المرأة) :
[ في البلاد الحرّة قد يجاهر الإنسان بأن لا وطن له , ويكفر بالله ورسُلِه ,
ويطعن في شرائع قومه وآدابهم وعاداتهم .. يقول ويكتب ما يشاء في ذلك !
ولا يفكر أحدٌ أن ينقص شيئًا من احترامه لشخصه متى كان قوله صادرًا عن نيةٍ حسنة ,
واعتقادٍ صحيح ! , كم من الزمن يمرّ على (مصر) قبل أن تبلغ هذه الدرجة من الحرية ؟! ]

ثانياً : التعاون (والأخوة) بين المنافقين واليهود في زمن النبوة ,
يقول تعالى : { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب ...}
فسمّاهم (إخوانهم) , وأمّا حديثاً .. فنرى أمثلة كثيرة في تعاونهم - العلمانيين - مع اليهود
فأتاتورك يهودي صنعه اليهود , وساندوه حتى وصل إلى حكم تركيا ! ومن فوره حكم بالعلمانية
وأثنى عليه العلمانيون في مصر , وتابعوا اليهود في تعظيمهم له في صحفهم !

وأيضاً تبجيلهم في المجلاّت للممثلات اليهوديات في أعين المسلمات ؛ لجعلهن مجال الاقتداء , وأنموذج المتابعة في العريّ والانحلال ؛ بل والجرأة في إخراجهن بصورة يمنعها الذوق والأدب قبل الأنظمة والقوانين !

ثالثاً : القيام بدور (الطابور الخامس) , وهو معاونة العدو الخارجي ؛ حتى ولو بتخذيل المجتمع عن الاستعداد له , كما انسحب عبد الله بن أبيّ بن سلول بربع الجيش في معركتي أحد وتبوك , والمعاصرون العلمانيون في العراق هم الذين جاؤوا مع الدبابة المستعمرة , وكما في أفغانستان أيضاً ؛ حيث قفز العلمانيون مع الغزاة , وأزاحوا الإسلام , فأوضحوا هدفهم , وهو مساعدة العدو الخارجي ضد البلاد , يقول قاسم أمين :
[ وهاهم إخواننا , وأبناء وطننا المسيحيون واليهود ؛ الذين تركوا عادة الحجاب من عهدٍ قريب وربّوا نساءهم على كشف وجوههن , ومعاملة الرجال , فأين هم من الاختلال والهلاك ؟! ]
* لاحظوا قول هذا الخسيس في وصف المسيحيين واليهود بأنهم إخوانه وأبناء وطنه !
وذكر الحجاب على أنه " عادة " وليس (عبادة) !!

رابعاً : أهم إجراء لديهم - العلمانيون - بعد توليهم السلطة أن يقصوا الإسلام بالذات , وأن يحاربوا الداعين له , وهذا ما نطق به سيدهم الأول :
{ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ...}
فهو يزعم أنه هو (الأعز) , وأنه سيطرد النبي - صلى الله عليه وسلم - , وهو (الأذل) من المدينة , ومن هنا كان أهم إجراء فعله أتاتورك بعد سيادته على تركيا ؛ أنه ألغى الشريعة , وهدم المساجد , وأجبر الرجال على حلق لحاهم ! والنساء على كشف وجوههنّ , ومثله سعد زغلول في حكمه بالدساتير الغربيّة , وإبعاده للشريعة عن الحكم وحياة الناس !

خامسًا : رؤية العلمانيين أن الإسلام تخلّف ورجعيّة وذلّ وسفه !
فالحدود عندهم "همجيّة" , والحجاب لديهم "مظهر مخجـــل" !!
وتطبيق النظم الغربية في رؤيتهم هو الحضارة والانفتاح , وأما الإسلام فهو دين السفهاء !
كما قال الله تعالى : { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون }
* وكم رأينا - هنا - كثيرًا ممن يرددون تلك الأقاويل الباطلة !
أخزاهم الله دنيا وآخرة ..

سادسًا : استعمال الإسلام لأغراضهم وأهدافهم , كما :
أ. يقول الله سبحانه وتعالى عنهم :
{ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ...}
{ وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون * إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون }

فما كان موافقاً لهواهم , أو ممكن الفعل والتطبيق , فإنهم يفعلونه !
كأن يوزعوا المصاحف , أو يطلقوا لحاهم , أو يدخلوا الآيات والأحاديث بين ثنايا كلامهم وعباراتهم , أو ذكر الأحاديث النبوية التي يستغلونها لخداع الناس , فيستدلون بأحاديث (النساء شقائق الرجال) , أو بقضية (تطبيب النساء في الحروب) !
* تطبيب النسااااء في الحروب ! ما أكثر الذين يستدلون به هنا !!
إذن هذا من أساليب العلمانيين .. هه !!

أو موقف عائشة - رضي الله عنها - في (معركة الجمل) , وهذه الاستدلالات الكاذبة هي الجسر لعبورهم إلى الرذيلة والفاحشة فيما بعد ! وما كان عسيرًا عليهم فعله , فإنهم يتحجّجون بألوان الحجج لتركه !

ب. وما صنعه أبو عمرو الفاسق حين بنى مسجد الضرار ؛ للانطلاق منه إلى محاربة الإسلام , يقول الله سبحانه وتعالى : { والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقاً بين المؤمنين وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله ...}
وعلمانيو هذا العصر لا مانع لديهم أن يبنوا مسجدًا كسابقيهم , ولكن بهدف تحسين صورتهم أو مشاركة الناس في صلواتهم , أو المشاركة في الأعياد , وقد يكون الهدف غش الناس في تلميع شخصياتهم حتى يسعوا بالضرار والكفر والتفريق بين المؤمنين والاستعداد لاحتواء ورعاية من حارب الله ورسوله كسابقيهم !

ج. الجد بن قيس هو أحد المنافقين المعروفين في عهد النبوة , يضرب مثلاً في استعمال الإسلام لأغراضه وهواه , فحين كره الجهاد في غزوة تبوك , بحث عن عذرٍ (بغلاف ديني) , فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لولا خوفي على نفسي من الفتنة بنساء بني الأصفر لخرجت للجهاد ! يقول الله - سبحانه وتعالى - عنه : { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين }.
وهذا ما تحجّجوا به في القضايا المعاصرة ؛ كالخوف من الخلوة المحرمة لتبرير قيادة المرأة للسيارة وغيرها !
* ألم تتذكروا أحدهم ؟! ألم تتذكروا من طرح موضوع "السوّاقين" هنا ؟
مفضوحـــــــون !

د. اعتذار المنافقين عن غزوة الأحزاب بحجة (الغيرة على المحارم) :
{ ويستأذن فريق منهم النبي ويقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا }

سابعًا : سعيهم لكشف عورات المسلمات وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا , كما :
أ. قال الله - سبحانه وتعالى - عنهم : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون }
حيث نزلت في المنافقين ؛ وبالذات في عبد الله بن أبيّ بن سلول , و(قصة الإفك) خير دليل فهي شاهد ناطق على سعيهم لكشف العورات .
ب. كما صنع حلفاؤهم اليهود من بني قينقاع من كشف المرأة المسلمة في السوق , فاستماااات كبيرهم عبد الله بن أبيّ بن سلول في الدفاع عنهم والشفاعة لهم !
ج. الاعتداء على المحارم , كما حصل منهم في غزوة الأحزاب .
د. ارتباط ذكرهم في القرآن الكريم بالسور التي نزلت فيها آيات الحجاب والستر والحشمة.

ثامناً : محاولة الوصول إلى مراكز النفوذ باللطف المخادع ! والتمسكن المراوغ , كما كان عبد الله بن أبيّ بن سلول يتقرب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر لحظة من حياته , حيث طلب أن يكفن في بردته , وأن يصلي عليه هو بنفسه , ففعل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى اعترض عليه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في القصة المشهورة .

تاسعًا : الاستهتار بالعلماء , كما قالوا في حق الصحابة - رضوان الله عليهم - : (ما رأينا مثل قرّائنا هؤلاء , أرغب بطوناً , وأكذب ألسناً , وأجبن عند اللقاء) ,
وفي كتاب الله عز وجل قولهم : { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ...}
ويقصدون أن الصحابة - رضي الله عنهم - هم السفهاء !
يقول "قاسم بك أمين" :
[ نحن لا نكتب طمعًا في أن ننال تصفيق الجهّال , وعامة الناس ؛
الذين إذا سمعوا كلام الله وهو الفصيح لفظه , الجلي معناه , لا يفهمونه إلاّ إذا جاء محرّفاً عن موضعه , منصرفاً عن قصده , برأي شيخٍ هو أجهل الناس بدينه ! ]

* وكلنا يعلم أولئك الذين وصفوا علماءنا أمثال ابن باز - رحمه الله - بالجهل , وأخذوا يسبونهم ويشتمونهم (في هذه الحملة!)

عاشراً : إلغاء مفهوم الولاء والبراء : وهو ما كان من موالاتهم لكفار قريش واليهود , يقول سبحانه : { بشّر المنافقين بأن لهم عذاباً أليمًا * الذين يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعًا }
وهو ما يصنعونه حالياً من عدم التكفير حتى للكفار واليهود والنصارى والوثنيين !
ولا يحق أن يقال عنهم كفار ؛ بل (غير مسلمين) !
وزعمهم أنهم [ إخـــــوان لنــــا فـــي الإنســـانيـــة ] !
* هه , تذكرت نقاشي الحامي مع إحداهنّ !!

الحادي عشر : الاستهزاء بالإسلام وأهله في الخلوات , وهو ما قاله الله عنهم : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون }

الثاني عشر : محاربة الأخوّة الإسلامية , وإثارة العنصرية ودعاوي الجاهلية , ولهم في التأليب وإثارة الكراهية بين المؤمنين شواهد , كما فعلوا بين الصحابة , حتى قال أحدهم : (ياللأنصار!) وقال آخر : (ياللمهاجرين!) , أو قول عبد الله بن أبيّ بن سلول : ما مثلكم ومثل أصحاب محمد إلا كما قال الأول : سمّن كلبك يأكلك !

الثالث عشر : إشاعة مفهوم الوطنية والانتساب للبلد , و(تقديم ذلك على روابط الدين) , يقول الله عز وجل عنهم : { وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مُقام لكم فارجعوا }
فمع كونهم وقت هذا النداء يعيشون بين الصحابة - رضي الله عنهم - إلا أنهم تنادوا باسم موطنهم الذي يرون أنه أقوى وأمتن من رابطة الدين ! فقالوا : (يا أهل يثرب) دون الاعتراف بالأخوّة الإسلامية !
والمنافقون المعاصرون ينشرون مفهوم (الأجنبي) , حيث يطلقونه على كل إنسان ليس من أهل البلد , وينادون باحترام السياسة الداخلية للدول , فلا علاقة ولا مبرر لمسلم أن ينصر أخاه المسلم في دولة إسلامية أخرى !!
بل عليه أن يحترم الشرعية الدولية ! ومن هنا صار إطلاق مصطلح (الأجنبي) على إخواننا المسلمين والله المستعان ..


*


يا من تحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ,
انظروا إلى تهديد الله - سبحانه وتعالى - لكم , العاجل في الدنيا ! :
{ لئن لم ينتهِ المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينّك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثُقِفوا أُخِذوا وقُتّلِوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا } !


*


أصحاب هذه الحملة المباركة ,
كم رأينا من تلك الصفات الـ 13 في أولئك الذين يحاجّوننا ويناقشوننا ؟!!


اللهم رد كيدهم في نحورهم
اللهم رد كيدهم في نحورهم
اللهم رد كيدهم في نحورهم




0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...