الحرب الشاملة على الإعلام الإسلامي !!  


هي -بلا أدنى مواربة- حرب شاملة تسعى إلى وأد كل منبر إعلامي إسلامي!! هذا إذا أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها.

فإذا لم يكن هذا التضييق المتصاعد على الإعلام الإسلامي، حربًا فليس في التاريخ حروب قط. فذاك ما يلمسه العاقل عيانًا، حيث تعددت مصادر الهجمات وتباينت راياتها، لكن هدفها واحد: تفشي الإعلام التنصيري والطائفي وإقفال قنوات إسلامية لا تتدخل في السياسة، ولا يمكن وضعها في تصنيف حزب أو جماعة، وأكثرها يعلن تأييده للحكومات ويدافع عنها بصراحة، حتى إن البعض صار يوحي بأنها قنوات مدعومة رسميًّا!!

فإذا أضفنا إلى هذه الحملة المبرمجة تسجيل ملاحظة لا تخطئها العين الخبيرة، وهي أن الإعلام الرسمي الذي يمنع الدعاة أصلاً من أي ظهور فيه، قد انتقل من مرحلة التغييب الظالم عن منابره لهؤلاء دون سواهم، فأخذ يشن الحرب الصراح على القنوات الدينية، وهو شعار كاذب يخفي الحقيقة، وهي أن القنوات المقموعة هي الإسلامية تحديدًا، فلا قنوات التنصير تُمَسّ ولا قنوات شتم الصحابة تُسْأَلُ!! وما استعمال وصف "الدينية" إلا محاولة فاشلة لحجب الغاية السيئة، وتوزيع دم الإعلام الإسلامي بعد اغتياله بين القبائل، فلا يبدو أنه وحده هو المستهدف!!

أما الضربة القاضية فتلخصت في ظهور خرق أمني شديد الخطورة يتمثل في إقدام جهات مجهولة/معلومة على التشويش على قنوات معينة لم تقفلها إدارة القمر الصناعي المصري أو العربي!!

ولنا أن نتخيل لو أن مسلمًا فردًا فعل ذلك، فهل كان أوصياء الكلمة وأدعياء الحريات سوف يصمتون كما خرسوا اليوم؟! أم أن فحيحهم سوف يملأ الأفق عويلاً مثلما فعلوا يوم اضطر العرب إلى وقف بث قناة العالم الإيرانية الاستفزازية في فترة الفتنة الحوثية المسيّرة من قم؟! وهل كانت الأجهزة الأمنية ستتجاهل ما جرى؟!

إن الدلالات مفزعة؛ فالقوم لديهم قدرات تقنية مخيفة يوظفونها لخدمة مشروع السيطرة على المنطقة، وعندهم الوقاحة الكافية للاعتداء على سيادة أكبر دولة عربية.

وحتى الصهاينة -على عداوتهم المعلنة والمديدة- لم يبلغوا هذا المبلغ من الصلف والسعي لتحديد من يسمح له بالكلام في عصر الفضائيات!!

فإذا صح ما أشيع عن اشتراط إدارة قمر نايل سات على القنوات المعطلة أن تمتنع عن ذكر الشيعة، فإن القضية تستحق تدخل أعلى هرم السلطة في مصر، على الأقل لأن المسار العام للسياسة المصرية هو التصدي للمد الإيراني الصفوي في العالم العربي بعامة وفي مصر بخاصة!! فكيف وقد تزامنت التوقيفات العجيبة لقنوات الهداية مع حملة اعتقالات قامت بها أجهزة الأمن ضد رموز نشر التشيع في البلد!! فهل هنالك أكثر من سياسة لمصر إزاء القضية الواحدة؟ أم أن كل جهة تتصرف من تلقاء نفسها وبحسب مزاج رئيسها؟ إن الاحتمالين رهيبان، ويجب رفضهما بالفعل لا بالكلام الإنشائي والخطب المكرورة!!

إن ما جرى يؤكد صدق تحليلاتنا عندما حذرنا مرات ومرات من التحالف السري بين اليهودية والصليبية والصفوية وأدوات التغريب المحلية في بلاد العرب والمسلمين؛ فلم نكن نمارس تنظيرًا مجردًا وإنما نضع النقاط على الحروف، بناءً على معطيات أكيدة ووقائع ثابتة، وها هي الأيام تأتي بين فترة وأخرى لتشهد بصحة تحليلنا العلمي ودقة تشخيصنا للواقع وصواب توقعاتنا وتنبيهاتنا.

وإذا كانت وقاحة القوم العلنية على هذه الدرجة من السفه في عصر هيمنتهم المحدودة، فلنتصور درجتها إذا أحكموا قبضتهم -لا قدر الله- على المنطقة مثلما يحلمون ويجهرون بأحلامهم التوسعية العدوانية.

لكن الدرس الأهم بالنسبة إلينا -وهو جانب مضيء بفضل الله- يفيد أن القنوات المعتدى عليها أوجعت القوم وأصابت مؤامراتهم في مقتل، الأمر الذي أثار غيظهم إلى درجة الحماقات التي أقدموا عليها!!

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...