نقصونا من الدكتاتورية باسم الديمقراطية : قدوم المشائخ الى تونس متواصل باسم الحرية

يكذب عليك الي يقلك الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فالحقيقة أنك كيف تشوف كيفية تقبل الاختلاف تتاكد انه هالود قد دمر بالكامل .. هذا إن كان هناك أصل يوجد ود لكن كيما قالوا ناس قبل إن فاقد الشئ لا يعطيه .مشكلتنا في تونس انه لمدة 50 سنة حكمنا نظام وهو يمارس الدكتاتورية تحت شعار الديمقراطية وضمان الحرية في حين انه لم نتعلم الديموقراطية في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا وشوارعنا لم نلمسها سلوكا في آبائنا وأمهاتنا ورؤسائنا إلا من رحم ربي وحين أردنا أن نمارسها ونحن كبار مارسنا شيئا لم نتعلمه فكانت العشوائية وعدم إحترام الإختلاف وعدم تقديم مصلحة الوطن والمجموع على مصالحنا الخاصةفقدنا الكثير عبر سنوات طويلة وضاع منا الكثير من الوقت وحين أردنا الإصلاح والتغيير أردناه سريعا وتفرقنا فكانت نتيجة .ذلك مانراه اليوم نبحث عن الديموقراطية بينما سلوكياتنا قمة في الديكتاتورية بل والقمعية ايضا .

في تونس طلعولنا ناس احتلوا التلفزات و الاذاعات و الجرائد و المجلات و نادوا بأعلى أصواتهم في هالابواق حي على الحرية حي على الديمقراطية حي على الابداع عيطنا معاهم وقلنا الي صار علينا صار عليهم في عهد استبداد بن علي لكن اذا بيهم عندهم مفهوم غريب للحرية و الابداع و حق الاختلاف : فتجسيد الذات الالاهية ابداع خالص عندهم وحقوق الشواذ والمثليين حرية جسدية، و تكوين جمعيات للشواذ و لعبدة الشياطين حرية تنظيم، و اللباس الخليع حتى في المدرسة أو الجامعة حرية شخصية، و فتح المواقع الاباحية و مواقع الاتجار بالبشر حرية معلوماتية، وازدراء الدين و المتدينين وسب الاديان حرية المعتقد، و شن حملات التشويه على السلفيين و الملتزمين بتعاليم الاسلام حرية تعبير، واستدعاء مختصي الاغراء و فناني الميوعة حرية فنية، والكلام الزايد وقلة الاحياء في الافلام واذاعة نسمة حرية ابداع ووو..لكنهم و لسوء حظهم فضحوا أنفسهم و سقطوا سريعا في المتناقضات فهم يطالبون بتأميم إذاعة الزيتونة لأنها تغرد خارج سربهم و من ثم خنقها و اخماد صوتها واغلاقها, يشنون الحملات تلو الحملات على مشائخنا و علمائنا ومساجدنا ويدعون الى مواصلة سياسة بن علي في تجفيف المنابع يحاربون النقاب والحجاب، ينتقدون الملتحين و المقصرين و حتى عموم المصلين.
عندما قدم الشيخ مورو برنامجا دينيا في قناة حنبعل في رمضان الفارط أقاموا الدنيا و لم يقعدوها و عندما قام نفس الشيخ مورو بإنتقاد جلب الدعاة التي تنشرح لهم قلوب و صدور التونسيين هللوا و باركوا له ذلك وأصبحوا يطالبون بالعودة لعلماء تونس الزيتونين ألم يتهموهم في السابق بأنهم رجعيون و تقليديون وساندوا بن علي في حملته لتجفيف منابع العلم الشرعي في الزيتونة ؟الم يسعوا لفرض ايدولوجياتهم الليبرالية على مؤسسة الزيتونة العريقة ؟ لماذا يحاولون اخماد اذاعة الزيتونة اذا كانوا حريصين فعلا على "الاسلام التونسي"؟ أم أن هدفهم الحقيقي هو محاربة نشر التدين و الوعي الاسلامي أيا كان مصدره زيتونيا أو سلفيا. ان تناقضهم هذا هو سبب فشلهم في ما يصبون اليه و سبب أيضا في مزيد اقبال التونسيين و الشباب منهم خاصة على تعلم دينهم و الفخر بإنتمائهم للاسلام و إزدراء كل من يحاربه أو ينتقده.
أغلب الفئة التي تهاجم قدوم الشيخ وجدي غنيم الى تونس وتعارضه وسترفع عليه قضية هم من غير المتدينين و يرفضون تماما التدخل في علاقتهم بربهم ان كان البعض منهم يؤمن بوجوده أصلا و هذا وانا لا ألومهم على ذلك فكل انسان مسؤول على نفسه وكل نفس بما كسبت رهينة لكن ما يلام عليه هؤلاء هو تدخلهم السافر في محاولة الاملاء علينا كتونسيين مسلمين لمن نسمع و لمن لا نسمع. أليس لي من الحرية التي يضمنها القانون و المواثيق الدولية و الشرائع السماوية أن أختار من يكون معلمي و شيخي و قدوتي في اخلاقي و تصرفاتي. أليس لكم الحرية الكاملة في تقليد الغرب في لباسهم و مشيتهم و اكلهم و شذوذهم و روابطهم الاجتماعية، فلماذا تتدخلون في شؤوننا الخاصة لماذا تريدون فرض قناعاتكم علينا.؟ ألم تقولوا بأن الدين مسألة شخصية تتعلق بين العبد و ربه لا يجوز لأحد أن يتدخل فيها لماذا اذا تتدخلون و تريدون أن تفرضوا علينا أفكاركم ومشائخكم ؟ 
الواقفون وراء حملات التشويش ضد زيارة أي داعية أو مفكر لتونس المختنقون  ينطلقون من افتراض أن لهم وحدهم الحق من دون كل الناس أن يقرروا ما يجب وما لايجب على التونسيين فعله هؤلاء الذين طالما لعبوا دور الوصي على التونسيين طيلة عقود حين تحالفهم مع الأنظمة المتسلطة على الرقاب يريدون مواصلة عمليات التحكم والتوجيه تلك ومواصلة سياسة تجفيف المنابع التي لطالما دعموا بن علي فيها لأن الثورة لم تعد تسمح بوجود الأوصياء
ويمضي هؤلاء فيقررون أن تونس الحداثية لاتسمح بتلقي الدروس من أي مفكر أو داعية إسلامي ولكن هؤلاء لم يوضحوا لنا بأي حق يقع اعتبار ماتكوّن بتونس طيلة عقود الاقتلاع والإلحاق الثقافي التي تلت الاستقلال مرجعا ونموذجا بحيث يحتكم لما نشا فيها من مفاهيم فما يعرفه كل تونسي سوي أن حقبة العقود الخمسة الماضية مثلت فترة سوداء من تاريخنا وهي إن اعتبرت نموذجا فهي لا يمكن أن تكون إلا نموذجا لنجاحات ضرب الهوية وليس نموذجا بالمعنى الجيد، وما رسخ إذن ببلادنا من مفاهيم وتصورات خلال تلك الفترة جدير أن يكون محل رفض من حيث انه نتج عن عمليات تحويل قصري منهجي وليس نموا طبيعيا ذاتيا.
قال بعضهم" ان المشائخ القادمين من الشرق و من الغرب لهم طروحات متطرفة و تختلف عما كان يعبد آباؤنا و أجدادنا و تخص واقها مختلفا عن واقعنا". و سؤالي لهؤلاء منذ متى تعرقون أحكام الاسلام حتى تقولوا هذا تطرف و هذا انفتاح؟ ثم ان الاسلام لايؤخذ من ممارسات الناس و أقوالهم و عاداتهم المتوارثة لأن الاسلام يؤخذ من الكتاب و السنة الصحيحة الثابتة عن نبينا. ألا تدعون للتجديد و التطوير و التحديث و الابتعاد عن العادات البالية أليس أولى بأن نجدد و نحدث و نطور معرفتنا بديننا بعد عقود من ظلمات تجفيف المنابع و الحرب المعلنة و الخفية على الدين حتى صارت الاسلام شبهة و الصلاة تهمة. نحن لا نأخذ ديننا من العادات و التقاليد و ما درج عليه آباؤنا و أجدادنا سواء درسوا في الأزهر أو في الزيتونة بل نأخذه من الكتاب و السنة ومن العلماء المشهود لهم بالعلم و النزاهة و الذين لا يخافون في الله لومة لائم، و كل عالم يؤخذ منه و يرد متى عرفنا خطأه الا نبينا.

ان قدوم المشائخ الى تونس متواصل و جمهورهم في ازدياد يوما بعد يوم و ذلك بسبب قوة طرحهم من جهة و لحملات الاشهار  المجاني الذي يقوم به اللادينيون لهم من جهة أخرى. مللنا دروسا دينية عن عيد الشجرة و أدبيات الجنائز يكفينا اتباعا للعادات الدينية نريد أن نفهم ديننا لا أن نكون مقلدين في الدين. الدين ليس بالوراثة الدين بالاقتناع و الممارسة و التعلم. و ندعوا بكل لطف  من الذين لا يهتمون بالشأن الديني مثلما لا يريدون منا أن نتدخل في علاقتهم بربهم فلا يتدخلوا في علاقتنا بربنا و يملوا علينا كيف نكون أو من أين يكون مصدرنا. 


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...