الفاسدون على كراسي السلطة


الفاسدون في المؤسسات العامة والخاصة كثر، وجدوا في مناصبهم صدفة، يستمدون قوتهم من الحزب الحاكم الذي ينتمون إليه، عندما يزداد الأمر صعوبة لديهم، وحين توجه الاتهامات لهم، ونكتب بحبر مختلف عن الذي اعتادوا قراءته، يحاولون استخدام أساليبهم القذرة في الدفاع عن أنفسهم، ومهاجمة الناس واتهامهم بالتشهير بهم وبالوزارات والمؤسسات التي سطوا عليها، ويديرونها كأنها عزبة لهم، هم تحالفوا وتوطئوا مع شركات الاحتكار وراس المال .
يستغلون مناصبهم في المحسوبية، ومساعدة الأقارب والأصدقاء في الحصول على الامتيازات والمصالح الخاصة بطرق غير مشروعة، وللتربح والكسب غير المشروع، ويختفون خلف الدين و المصلحة الوطنية، وتفضيل مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، والثراء الفاحش بطرق محرمة وغير مشروعة على حساب الناس.
الفاسدون يثيرون الغضب والحزن، ويجب محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين، الذين يبيعون كل شيء، وأعاقوا التنمية والتعليم والصحة، وضاعفوا الفقر والعاطلين عن العمل، وتواطئوا مع الشيطان، ولم يقيموا المؤسسات بل دمروها، واعتبروها مناجم ذهب استباحوها، وكانوا ومازالوا اشد فساداً وظلما ضد الناس ومصالحهم.
هؤلاء يتكاثرون كالطحالب الضارة، وينهشون دم الناس، ومستعدون للعمل مع أعداء الوطن، وفي غياب النزاهة وتكافؤ الفرص في التوظيف، والشفافية والمساءلة المحاسبة يستمرون في أماكنهم ونهب الناس، هم يوظفون الدين في التجارة والتربح والنصب والسرقة، ومع تراجع القيم والأخلاق والضمير، وغياب القانون وسيادته تجدهم شركاء ومتواطئون مع المحتكرين ضد الناس.
وفي العالم العربي عموماً، وفي وطننا بالتحديد تكون وظيفة هؤلاء الذين يعملون بالإضافة لوظائفهم كمستشارين للحكام والوزراء، ويكونوا شركاء لهم ويضللوهم، ويوهموهم أنهم معرضون للتشهير من المعارضين والناقدين لسياساتهم، ويطلعونهم فقط على ما يريدون إطلاعهم عليه، لا يعترفون أنهم سبب المشاكل التي تعيشها بلادنا، ويعتقدون أنهم الذين يمتلكون المعرفة والحقيقة والوصفات الجاهزة، والمعلبة في إدارة البلاد والعباد، ويعتقدون أنهم من يقدمون العلاج لمشاكل الوطن والناس.
هؤلاء يعتمدون على خداع الناس وإخافتهم بالأجهزة الأمنية، وبوسائل الإعلام الحزبية والموالية والتشهير بالآخرين، ومن يفضحهم وفسادهم، هم أدمنوا الكذب للاستمرار في التربح ونهب الناس، وهم نفر قليل منا، يعتقدون أنهم سيظلوا جاثمين على صدور الناس من دون إرادتهم، وكأن رياح التغيير لم تصلهم بعد، فهم مستمرون بالنهب وبيع الوهم، والخداع ، والعبث في مصير الناس المختلفون عنهم، هؤلاء خسارتهم قريبة، لم يتبقى لديهم وقت، الناس تفهم كل شيء، والتغيير قريب ولن يصبروا طويلا عليهم.
هم لا يفكرون كما نفكر نحن، لهم طريقتهم في التفكير بعيداً عن طموحاتنا وأمالنا بالعيش الحر والكريم، يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة والمعرفة والقوة لإقناع الناس بوجهة نظرهم في قيادة الوزارات والمؤسسات، هم يعاقبون الناس بالاستمرار في نهبهم وسرقتهم بالتضليل والخداع، وتأجيل ما يكون في مصلحة الناس خدمة لمصالحهم وللمحتكرين المتحالفين معهم.
الأضرار التي يلحقوها بالناس كبيرة، ولذلك ثمن، يجب عزلهم وسحب الثقة منهم، وفضح تصرفاتهم وأفعالهم، وتعريتهم جماهيرياً بكل الوسائل والسبل المشروعة، وعدم إغماض العينين عنهم، فضحهم للتقليل من الأضرار، والتغيير القادم لن يقبل الصمت عليهم والترقيع خلفهم، قبل خلعهم من بيننا يتوجب اتخاذ ما يلزم من إجراءات واضحة للوقاية للتخفيف من الأضرار.
العلاج والتخلص من هؤلاء يكون بالوضوح السياسي والإداري والإعلامي، وحق الناس بالحصول على المعلومات، والعدالة والشفافية وقيم المساءلة والمحاسبة، والمراقبة العامة والإعلامية، العدالة في التوظيف والاختيار وتوزيع المناصب والتنافس عليها، ومن ثم اتخاذ قرارات وإجراءات إلزامية سياسية واقتصادية واجتماعية، من اجل أن يكون للتغيير أثار ايجابية، ومحاسبتهم، وفق أصول القانون والعدل، والموضوعية من دون استثناء، واسترداد ما نهبوه .
  22 / 05 / 2011 - 01:15
التاريخ:

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...