.
يوم جديد من الهمة المتقدة والروح الربانية تحف سيرها منذ أن برقت الأشعة الذهبية عيناها الزرقاوين والساعة تعزف لها اقرب الأناشيد على نفسها فتوقظها مهماتها وأهدافها التي تجدد نزالها يوميا مع الوقت بين الشروق والغروب وبين الغروب والشروق وأول ما تفعله بعد ترتيب فراشها أن توقظ والدها لمشاركتها بعض الركعات اخر الليل و لمقاسمتها لحظات الخلوة والابتهال الى الله سبحانه قبل صلاة الفجر بعدها تؤدي وظيفة منبه الساعة فتوقض اهلها للصلاة ولاستقبال يوم جديد فكل لديه مشاغله والحياة جهاد لا ينتهي فيوم جديد في صحائفهم قد بدأ وهم نيام!! وما أن ينهضوا حتى تكون قد جهزت إفطار بسيطا لهم واستعدت للذهاب للمستشفى حيث العمل! ،فتمشي قليلا في حديقة بيتهاويبدأ النصف الأول من يومها إنها المستشفى حيث تمتزج الآلام بالدموع والابتسام بمسكن الألم وتبدأ المرور الصباحي مع الأطباء يحاكي محياها كل عليل وترفع كلماتها النابضة بالحياة الأنفس التي أسقمتها علل الأبدان ، فهي بلسم حتى قبل أن تصف العلاج ، لكنهم لا يعلمون أن دعواتهم المليئة بالألم والصدق تحمل روحها لتحلق فوق النجوم وتعانق ملائكة السماء وتملئ نفسها بسعادة تلتئم به أي تعب وألم يرتبط بمهمتها لكن لحظة من السعادة أمام سرير المريض المبتهل سرعان ما تنقطع بنظرة خاطفة لصديقتها ورفيقة دربها في الدراسة والعمل التي تقف بجانبها وتشارطها لحظاتها في العمل وفي الجامعة وتزول ملامح العطاء اذ تحس بضيق يلف هذا القلب القريب منها وتتصنع الابتسام ولا تبدو عفوية كما اعتادوا عليها في كلامها...وبعد أن تنهي المرور تخطف يد صاحبتها لغرفة قريبة ويأخذهما حوار غامض تلفه مشاعر الضيق والاختناق الذي يكتنف أختها ...يختطف الأمس والغد أوقات ندري وما ندري أتعود بنا أم لا نعود نحن ! أما اليوم فنحن معا الآن وكلنا ثقة بمستقبل يزدهر بعطاء المنان وفي انتظارنا لذلك نفوسنا لا تهدأ عاملة!! وتعتركنا الحياة ،لكن هيهات تنسينا أنها معبر آخرتنا.
.
فترفع رأسها سائلة صديقتها: أتعلمين متى وجع القلب؟!انه حين يتصدرنا العقل القلبي ويتراجع القلب العقلي ولكن ألا يحق له راحة مؤقتة؟!
- بلى ولكن اختيار هذه الراحة يجب أن يكون مناسبا ،أوما تتذكرين يوم أن قرأنا معا قصة القلب السّام! وقلت لي :أنك ستحسين بقلبك فقط حيث تجدين أن هناك من يستحق أن يلهب عقولنا!
- نعم ،ولكن ليس الأمر دائما هكذا ،ففي أقصى درجات البذل الرباني تعترينا مشاعر تسمو بسمو قلوبنا ورسالتنا ،التي تحتاج دائما قلبا محبا!!
- وهنا أومأت رأسها ، ورفعته نبرتها الحارة :هنا نحن أي والله هنا نحن!
ويمضي اليوم بغصة بين حركات الجوارح وسكون النفس ،وتأخذ الام المرضى
ترسم منحنى القلب الأكثر جمالا ، قلبا.. لا يبحث عما غاب دهرا...بل هو هنا حيث يشد أزرا ويمسح دمعا ..ويسعد قلبا...
.
فهنا نحن أيضا ..أجل هنا نحن




0 commentaires:
Enregistrer un commentaire