في ظل صمت رسمي وشعبي: فيلم تونسي يسيء للإسلام

أعلن في سنة 2008عن إنتاج فيلم تونسي مسيء للإسلام جاء ليضاف لقائمة الأعمال المريبة التي تنتج وتروج بتونس والتي تحط من قدر دين الله وتسفه رموزه، وليزيد من تأكيد حالة الوضع الشاذ الذي تتبوؤه تونس في محيطها الإسلامي، حيث يعمل على محاربة دين الله بمختلف الأساليب الإعلامية والثقافية والتعليمية، في ظل صمت رسمي.


وأعلنت العديد من المصادر الإخبارية عن إنتاج فيلم تونسي يعبر عن عدم رضاه بالأحكام الإسلامية المتعلقة بالمواريث ويسرف في انتقادها، وهو ما يعد مسا بالثوابت الإسلامية ولا يقول به إلا كافر أو جاهل بالإسلام، فقد ذكرت وكالة الأنباء "رويترز" أن المدعوة كلثوم برناز قامت بإخراج فيلم مثير للجدل أسمته "شطر محبة".
"وتدور أحداث الفيلم حول علاقة الاب مع ولديه التوأم وعلاقته بهما بعد موت زوجته، وتطرح المخرجة مسألة الارث اثر وفاة الاب وتركز على اشكالية حظ البنت من الميراث خاصة بعد قرار أخوها سليم بيع البيت العائلي وأخذ النصيب الاكبر لانجاز مشروعه في ايطاليا ليترك سليمة تتخبط في حزنها وقصورها وعجزها عن تحديد ملامح مستقبلها.
وركزت المخرجة على ابراز طابع تراجيدي للبطلة سليمة حين صورتها جالسة على الكرسي المتحرك لوالدها في اشارة إلى عجزها وقصورها عن مواجهة الوضع الناتج عن عدم المساواة في الارث"، وذلك حسبما ذكرت "رويترز" في خبر لها بتاريخ يوم 6 أكتوبر 2008.



وتتهجم هذه المخرجة التونسية على الإسلام وتتهمه بالعنصرية والظلم-تعالى الله عما يقول هؤلاء علوا كبيرا-، فقد ذكرت "رويترز" في نفس الورقة الإخبارية قولها أن المخرجة كلثوم برناز "لا تجد أي مبرر لاستمرار هذا القانون الذي يبدو لها عنصريا وظالما للمرأة وتدين الاستسلام لهذا القانون الذي يحول المرأة إلى إنسان مبتور مثلما حدث في الفيلم للوالد الذي شلت ساقاه"، في إشارة لقوانين المواريث الإسلامية.



ويتميز واقع التطاول على الإسلام في تونس بصمت رسمي من جهة، وضعف الردود الأهلية من منظمات وغيرها من جهة ثانية، مقابل قوة وسطوة أهل الباطل من الذين يقفون وراء مجموع هذه التحركات المشبوهة بتونس التي تنتهي بإنتاج أفلام ومسرحيات وأعمال تلفزية ومقالات بالصحف، كما يتربع اللوبي اليساري -الذي ينظر له على أنه اختطف تونس وعمل على تحويل وجهتها واقتلاعها من جذورها-، على جل قرارات المؤسسات التعليمية التونسية في كل مراحلها، منذ المراحل الابتدائية ووصولا لجامعة الزيتونة العريقة، سواء أكان بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.


ملاحظات من وحي واقع تنامي الزندقة بتونس:


- أولا نقصد بالزندقة جملة الأعمال والمواقف التي يتبناها أهل الباطل التونسيين من الذين يرفضون الإسلام ويعملون على محاربته في أصوله كالرافضين للقرآن والقائلين بأنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وان القرآن هو مجرد نص بشري، أو كالذين يرفضون السّنة النبوية ويتهجمون على الصحابة ويقدحون فيهم، و الذين يحاربون التشاريع الإسلامية كمحاربة الحجاب الإسلامي ومحاربة قوانين المواريث ومن الذين يريدون إشاعة الفاحشة في الناس عموما، فهؤلاء الذين يطلق عليهم اصطلاحا علمانيين أو يساريين (وان كان هناك اختلاف في المدلولين)، نرى انه يحسن تصنيفهم تصنيفا صحيحا دقيقا ينطبق عليهم وهو أنهم زنادقة، لان لفظي العلمانية واليسارية غيرا ذات مدلول إسلامي، وإنما هي تصنيفات أنتجها هؤلاء وارتضوها لأنفسهم.
- من حق التونسي أن يتساءل عن أسباب استطاعة الزنادقة بتونس التسلل لبعض الميادين دون غيرها والسيطرة عليها بشكل يكاد يكون كليا، وهي خاصة القطاعات الثقافية والتعليمية والإعلامية، بحيث آلت سيطرتهم لأن كونوا مايشبه اللوبي، يوفر للمنتمين له الحماية من المسائلات والتتبعات وانتقادات التونسيين.
- ويمكن ان نذكر ببعض الانجازات والنجاحات الكارثية لأهل الزندقة بتونس وأهمها في ميدان التعليم الابتدائي والثانوي، حيث استطاع الهالك محمد الشرفي رمز جماعات اليسار بتونس، حينما كان وزيرا للتعليم أن يدخل تحويرا جذريا على برامج التعليم التونسي بحيث أصبحتَ لا تكاد تعرف في بعض مستوياتها وبعض كتبها، أهي موجهة لطفل مسلم أم مسيحي وذلك لندرة الإحالة للرموز والخلفيات الإسلامية على أهميتها لطفل مازال في المراحل الأولى من عمره، كما عمل على تأبيد التبعية لفرنسا لدى الأطفال التونسيين من خلال إجبارية استعمال الكتب الأجنبية للتلاميذ التونسيين (في المدارس الخاصة)، وجعل فرنسا ومناطقها وشخصياتها مدار محتويات النصوص بالكتب الفرنسية (المدارس العمومية).
- أما في ميدان التعليم العالي، فقد تمكن أهل الزندقة من جماعات ما يسمى اليسار، من الدعوة بحرية كاملة لأطروحاتهم الكفرية القائلة بان القرآن نص بشري وانه مجرد تجربة تاريخية (يقول بهذا بمستويات مختلفة من الوضوح والجرأة، جملة اليساريين ومنهم خاصة عبد المجيد الشرفي وسلوى الشرفي)، فيما تهجم البعض الآخر على الأحكام الشرعية من خلال نهش أحكام الحجاب والمواريث وغيرها (الفة يوسف مع دعوتها لمراجعة قوانين المواريث ومنجية السوايحي لدعاويها الشاذة المتعلقة بموضوع المرأة في الإسلام عموما)، وعمل بعضهم على التهجم على الصحابة واتهامهم في ذماتهم (سلوى الشرفي تهجمت على الصحابي خالد ابن الوليد واتهمته بأنه قاتل لسبي النساء الجميلات، ولا زالت تتهجم في احد المواقع الالكترونية على السنة عموما)، بل وصل ببعض هؤلاء النسوة اليساريات (رجاء بن سلامة) بان تترأس تحرير موقع عربي يجمع عموم الملحدين وينشر فيه من ضمن ماينشر كل ما يقدح في الإسلام ويسفه أمر رموزه، بل وينشر فيه الأخبار التي تقدح في نبي الإسلام ذاته، علما أن كل المذكورين يدرّسون بالجامعات التونسية، التي هي للتذكير تابعة لدولة مسلمة كما ينص دستورها.
- و وصل الأمر بان وقع الترخيص في تونس لبعض هؤلاء بإقامة منظمة تعلن بجرأة كبيرة على رفضها للأحكام الإسلامية، وهي تركز خاصة على تلك المتعلقة بموضوع المرأة، كما لا تخفي هذه المنظمة كذلك تلقيها تمويلات أجنبية.



والحقيقة أن هذا الواقع الشاذ بتونس وتطاول أهل الزندقة فيه، جدير بان يكون موضوعا تعقد فيه الندوات وتبحث فيه الدراسات المعمقة، وذلك لاستعصائه عن الفهم، ولكن لنا أن نطرح هنا بعض الأسئلة:



- أين السلطات التونسية المعنية من كل هذا الذي يحصل؟
- لماذا لا ترد على هؤلاء الذين ماانفكوا يشوهون صورة تونس بشذوذهم الفكري، من خلال وضع حد لهم و لهرطقاتهم؟
- كيف يقع الترخيص لمنظمة تعمل على المناداة برفض الأحكام الإسلامية وفضلا على ذلك تتلقى تمويلات أجنبية، أليس مثل ذلك الترخيص مخالفة للدستور؟
- كيف يسمح بإنتاج أفلام تتهجم عل الإسلام ببلد مسلم، ومن رخص بإنتاج هذا الفيلم، ومن أجازه ليعرض بالقاعات وبالمهرجانات التونسية؟
- كيف يسمح لأساتذة يجاهرون بإلحادهم ويتهجمون على الرموز الإسلامية، بان يدرّسوا بجامعاتنا، والحال أن أحدهم لو صرح بما صرح به بدولة إسلامية غير تونس، لكان مآله العزل من التدريس والمحاكمة؟
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...