الباجي قائد السبسي :حصان طروادة ايتام بورقيبة وبن علي


ان من تعود الذل يصعب عليه ان يرقى منازل العزة و الكرامة و من تعود النفاق يصعب عليه ان ينطق صدقا و من لزم العبودية لبن على وبورقيبة ليس جديرا بان يقود شعبا حرا.  
عندما تلتقي نفس الوجوه التي طالما أطلت علينا في الإعلام لتلمع و تسوق سياسة النظامين السابقين، وتتحدث نفس اللغة المستعملة من قبل هذه الوجوه التي طبلت و زمرت زمن الراحلين، وتحضر نفس الأيادي التي صفقت بالأمس البعيد و القريب لدكتاتوري تونس، وتصرخ نفس الحناجر التي هتفت يحيا بورقيبة...يحيا بن علي،
وتفكر نفس العقول التي تلقت الأوامر و نفذتها دون تحكيم للفطرة التي تأبى الظلم و القهر، وتجتمع نفس الجيوب التي كنزت أموال الشعب سنين طوال، وتلتقي نفس الأعين و الأذان التي كانت ترى و تسمع عذابات الشعب و أنينه المتواصل و لم تحرك ساكن، وتحضر نفس الأرجل التي داست كرامة أحرار و حرائر تونس، وتتقابل نفس النساء اللاتي كن يزغردن و يقطعن أيديهن كلما دخل عليهن بن علي في إجتماع من إجتماعاتهم البنفسجية و قلن حاش لله إن هذا إلا ملك كريم...وتتفق نفس الألسن التي لم تنطق بكلمة حق واحدة و ظلت تسب و تشتم و تشهر بكل حر شريف في هذا الوطن.. تاكد ياعزيزي القارئ انك في حضرة اجتماع لبقايا دكتاتوريتين بغيضتين تحاول اليوم تلمام فتاتها من جديد للنفخ في جسد داهية ميت عجوز على حافة القبر وصنع حصان شبيه بحصان طروادة علها تعود من خلاله و في غفلة من الزمن للمشهد السياسي من الشباك بعد أن أطردها الشعب من الباب الخلفي و خرجت ذليلة مهانة إلى مزابل التاريخ.

فعندما يجتمع ايتام بورقيبة و ايتام بن علي وبعض المنهزمين سياسيا يريدون التوحد تاكد عزيزي القارئ انه لايزال البعض فوق المحاسبة في تونس وهذا يدعونا للوقوف قليلا للتساؤل ماذا يريد هؤلاء من تونس الثورة؟ و هل مازال لديهم ما يقدومه للشعب التونسي بعد كل ما فعلوه به من خيانات وسرقات وخدعات وكذبات؟ عندما تجتمع هاته الايتام في اجتماع نداء الوطن في المنستير تحت قيادة الباجي قايد السبسي ويعلن كل من رئيس الحزب الدستوري الجديد أحمد منصور ورئيس حزب المبادرة التجمعي كمال مرجان خلال هذا الاجتماع عن إنصهار حزبيهما في حزب واحد وتوحيد العائلة الدستورية التجمعية عن طريق اجتماع 7 احزاب ذوخلفية تجمعية تحت مسمى الحزب الوطني التونسي أو التجمع الوطني الدستوري التونسي ويقع الاختيار على السيد الباجي قائد السبسي ليكون حصان طروادة الذي سيحمل في داخله جنوده (الدساترة والتجمعين) ليقتحم بهم سور الثورة الحصين الذي عجزوا عن إختراقه إلى حد الآن لكن ما فات السيد السبسي و أتباعه ان الشعب التونسي حين خرج مناديا بسقوط نظام بن علي كان من بين الشعارات التي رفعت " يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب " و هو شعار جامع جاء ليختزل روح الثورة التي نادت بسقوط ستين سنة من الديكتاتورية أي بمعنى أخر نظامي بورقيبة و بن علي على حد السواء، فكيف إذن لشعب نادى بهذا أن يقبل بعودة بقايا هذين النظامين في خلطة أقرب ما تكون إلى عصارة الدكتاتورية خصوصا 

إذا كان معروفا أن يجمع البعض المجد من طرفيه فإنه يندر أن يحوز أحدهم الوضاعة من أطرافها جميعا,لايخفى على التونسيين وعلى تاريخ تونس ان حصان طروادة العجوز الباجي قايد السبسي مر طيلة عقود خمسة منذ الاستقلال بمراحل مارس فيها التقتيل والتعذيب ضد التونسيين فهو قد ساهم في التنكيل بمعارضي فرنسا وبورقيبة بل وإنه كان من المسؤولين عن إعدام المجاهدين الصناديد الذين حاربوا فرنسا بالسلاح من أمثال الأزهر الشرايطي، ثم كان عصا النظام حينما نكل وقتل المواطينن بالوردانين، ثم كان عضوا فاعلا في اول لجنة مركزية للتجمع ابان انقلاب بن علي 7نوفمبر 1987 . كان رئيس لمجلس النواب في عهد بن علي 3 مرات ثم أصابه السبات بعد ذلك مما يؤشر على تواطئه أوجبنهو بعدها وقع إسقاطه في غفلة من التونسيين ليكون وصيا على ثورتهم في أمر قُدَّ بليل لا يعلم الناس كيف وقع حيث تساؤلوا كيف لمثل هذا الشخص أن يقود مسار الثورة وكانت تخوفاتهم في محلها إذ عمل ها الشخص على إعاقتها وتعطيل مسارها بقدر مستطاعه.

هذا العجوز الطاعن في السن الذي يشارف التسعين سنة ينتهي به الحال إلى أن يصبح ملاذا لمجموعات مفزوعة من رفض التونسيين لها بعد أن طالما تدثرت طيلة عقود بدفئ النظامين المندثرين حيث كانت تبني تحالفا معهما وتدافع عن جرائمها باعتبارها مجوعات منبتة عن التونسيين وعن ثقافتهم تتلاقى مصالحها مع مصالح النظامين الحاكمين تعمل عمل الطفيليات لايمكنها العيش إلا في مستنقعات التجمع وحينما يجف المستنقع تصاب بالفزع المنذر بزوالها. 
ومن عدالة الأقدار أن هذا الباجي يجد نفسه مع شراذم تماثله بحيث يصدق عليهم المثل من أن الطيور على أمثالها تقع، لم يجد الباجي من يحتمي به إلا مجموعات تمثل فلول المنهزمين بالانتخابات، الفزعة من مآل الرفض الشعبي لها، المتخوفة عن مستقبلها ومستقبل نمط حياتها الفريد وامتيازاتها التي كانت ترفل فيها بمعزل عن عموم التونسيين، وهي التي كانت تجازى بها مقابل خدماتها التي كانت تقدمها للنظامين السابقين حيث مثلت هذه الشراذم أدوات تلك الأنظمة لقمع التونسيين تارة، وآلتها الفكرية والثقافية والتربوية لاقتلاع التونسيين وإلحاقهم بفرنسا تارة أخرى.ومن عدالة الأقدار أن هذا الباجي يجد نفسه مع شراذم تماثله بحيث يصدق عليهم المثل من أن الطيور على أمثالها تقع لم يجد الباجي من يحتمي به إلا مجموعات تمثل فلول المنهزمين بالانتخابات وايتام لبن علي وبورقيبة الفزعة من مآل الرفض الشعبي لها المتخوفة عن مستقبلها ومستقبل نمط حياتها الفريد وامتيازاتها التي كانت تتميز بها بمعزل عن عموم التونسيين وهي التي كانت تجازى بها مقابل خدماتها التي كانت تقدمها للنظامين السابقين حيث مثلت هذه الشراذم أدوات تلك الأنظمة لقمع التونسيين تارة وآلتها الفكرية والثقافية والتربوية لاقتلاع التونسيين وإلحاقهم بفرنسا تارة أخرى.

على أنه يفهم التفاف هؤلاء بعضهم حول بعض فهؤلاء كلهم مرفوض و ملفوظ من طرف التونسيين فهناك مجموعة من الاعتبارات تجعل كلا الطرفين السبسي وجماعات الأصفار وايتام بن علي وبورقيبة يلتقون ليس فقط موضوعيا وانما فعليا وهذه الاعتبارات هي:
- كلا الطرفين مثل عامل إضرار شديد للتونسيين فالباجي قتل التونسيين مباشرة أو بطريقة غير مباشر بدءا من إعدام المجاهد الأزهر الشرايطي ومجاهدين الذين تصدوا للاستعمار ,وصولا الى معارضي بورقيبة وصولا للمواطنين بالوردانين،. وأما عموم جماعات اليسار الفرانكفوني المتحالفين دائما مع النظامين السابقين وايتامهما فإنها مثلت الجانب الناعم من عمليات التدمير المنهجي التي استهدفت التونسيين وعملت على اقتلاعهم من هويتهم حيث كانت هذه المجموعات تمثل الأدوات الثقافية والفكرية والتعليمية لتمرير مشروع الاقتلاع و الإلحاق بفرنسا الذي دشنه وقاده بورقيبة وواصله بن علي.
- كلا الطرفين رفض الثورة التي وقعت ببلادنا وعمل على إجهاضها أما الباجي فمن خلال تعطيلها بكل الوسائل حينما تبوأ القيادة بتونس وأما فلول المنهزمين قطعان المنبتين فمن خلال مساعيهم اليائسة المتنوعة عن طريق ما يمتلكونه من وسائل قوة لازالت بأيديهم كوسائل الإعلام والتثقيف الجماعي والتعليم.
-كلا الطرفين يستشعر حالة الفراغ والعزلة والتيه الناتج عن فقدان الحاضن الذي كان يسندهم ويمنحهم القوة ويمثل لهم النموذج، فحالة اليتم تجمع الطرفين فالباجي كان مريدا لسيئ الذكربورقيبة أين منه مريدو شيوخ الصوفية وقطعان اليسار الفرنكفوني يستشعرون يتما أين منه أحاسيس اليتم لدى أطفال الملاجئ إبان الحروب، هؤلاء يستشعرون نقصا بفقدان نظام بن علي الذي كان يعطيهم الامتيازات ويضمن لهم التحرك والتسلط على التونسيين والتمتع بما هو ممنوع على عمومهم، كما أن يتم هؤلاء يبدو مضاعفا كلما أحسوا أن ربهم الأعلى فرنسا نفسها في حالة ضعف وهي في طريق الارتكاس وقد تخلت عنهم .
- ثم إن كلا الطرفين يمثل تواجده في واقع التونسيين بعد الثورة خطأ تاريخيا فالأصل أن كلا الطرفين ما كان ليوجد لو كانت الأمور غير الأمور هؤلاء كان يجب استئصالهم بعيد الثورة مباشرة لولا تآمر المتآمرين وتساهل الرخويات فلا شك أن تقتيل المجاهدين وتعذيب المواطنين وحصدهم بالرصاص أمر من الفظاعة بحيث أن مرتكبه يجب عليه أن يفرح كثيرا أن لم تقع محاسبته بل إنه يجد نفسه طليقا كما أن أدوات استعباد التونسيين وتأبيد معاناتهم وتدجينهم لصالح النظامين السابقين يجب عليهم أن يحمدوا الله كثيرا أن أبقاهم التونسيون على ماهم عليه اليوم يسعون ويتحركون بل ويضعون العراقيل في طريق ثورتهم.

يبدو أن الغباء من سمات الأنظمة السلطوية أولا لأن قادته لديهم تصور أبدي للسلطة و يعتقدون أنهم باقون إلى ما لا نهاية و ثانيا لأنهم لا يتعظون من تجارب التاريخ فكم من طاغية كنسه شعبه ورفض نظامه ..لكن ما يثير الاستغراب هو أن لا يتعلم المرء الدرس بالرغم من مرور سنة كاملة على طرد "بن علي" و رفيق دربه "محمد الغنوشي" فكأن السيد الباجي قائد السبسي وايتام بن علي وبورقيبة لم يتابعوا (بالتأكيد لا نتحدث عن المشاركة والمساهمة ) إصرار الشعب التونسي على كنس بقايا التجمع وايتام النظامين السابقين من المسؤوليات في الدولة أو ربما لم يتمكن من سماع الشعارات المرفوعة أثناء الإنتفاضة نتيجة تقدمه في السن .أنا أؤمن إيمانا راسخا أن السبسي وايتام الدساترة والتجمع غير قادرين ان لم نقل عاجزين عن تحويل شعارات الثورة وشواغل صانعيها وطموحاتهم إلى أسس تقوم عليها دولة الثورة والهوية والقضاء العادل والمساواة والحريات والعدالة والإعلام النزيه وكلنا نعلم ان مدرسة بورقيبة ومدرسة بن علي تكفر بطبعها بالثورات وبالتمردات أو الانتفاضات الشعبية على سلطة الحكم 

من المعروف و من البديهي أن السبسي لم يتمتع بأي شرعية شعبية وان حكومته جاءت عبر تعيينات خارجية و داخلية مرتبطة أصلا بالخارج و هذا ما يفسر النرجسية و العنطزة و الحقرة للشعب ولاختياراته من طرف سي الباجي لأنه لا يدين بسلطته إلا إلى الخارج و من هنا فإن شرعية حكومة السبسي هي شرعية القوة والتعجرف واللامبالاة بالمطالب التي قامت عليها الثورة لذلك ارجو أن لا يتم الاستهانة بحصان طروادة في ثوبه البورقيبي المتمثل في شخص الباجي قائد السبسي فاني اراه خطرا حقيقيا يهدد الثورة في الصميم وهو يسير من أجل الارتداد على كل مكاسبها وفق خطة مدروسة ورؤية شاملة لمختلف الخطوات التي يتصور أنها ستحقق هدفه.السبسي بعتمد في تحقيق هدفه على استراتيجيا يريد من خلالها أن يفرض نفسه على معارضي الترويكا كزعيم أوحد ومنقذ اذ يراهن على:
- قيادة مباشرة للحزب المنتظر ضهوره كاندماج بين البيدي بي و آفاق ....وهو أمر مستبعد لحد ما اذ لن يتخلى الشابي بسهولة عن هاجس الزعامة ولكن وفي كل الحالات فان هذا الحزب الجديد و القطب الحداثي سيعمدان للتحالف معه في نهاية الأمر بحثا عن تحالف أوسع يواجهون به الترويكا عامة والنهضة خاصة
- سيكون زعيما مباشرا لتحالف الأحزاب الدستورية على أساس أنه يمثل امتدادا للتجربة الدستورية في نقائها و جذورها البورقيبية الاصلاحية
- الاستفادة من كبار الموظفين الذين زرعهم في آخر أيام حكومته عندما تأكد أنه لن يتم اسناد منصب كبير له في الحكومة التي تشكلت بعد الانتخابات الأخيرة وهم يدينون له بالولاء المطلق باعتباره صاحب الفضل عليهم
- علاقات خارجية بالقوى العضمى التي عمل على نسجها وتفعيلها على أساس كونه الضامن لاستمرارية السياسة القديمة لبن على في الاعتماد و الارتباط الكلي بالغرب و سياسة الاقتراض من المؤسسات الدولية.
- خطاب شعبوي يمكنه من انتزاع بعض أنصار تيار العريضة أو التحالف مع الحامدي أصلا.
-الرهان طبعا على فشل هذه الحكومة وعدم قدرتها على تغيير ايجابي للواقع الاجتماعي والاقتصادي.

حماية الثورة يستوجب من الحكومة الانتباه من مخططات السبسي وخاصة تنظيف الادارة بأسرع وقت ممكن و التثبت الجاد من كل التعيينات الأخيرة التي قام بها قبيل مغادرته للحكومة لقطع الطريق على ولاءات يمكن أن تخدمه بشكل مباشر و بطريقتين عرقلة عمل الحكومة الحالية حتى لا تحقق نجاحات كبيرة تعدم فرصه في اية انخابات قادمة و اطلاعه المباشر على كل ما يتعلق بسير الادارة التونسية والاعتماد على هؤلاء الموظفين في ادارة حملته الانتخابية التي ستبدأ قريبا
المطلوب من الحكومة الحالية حزم امورها و الاستجابة لمطالب الثورة و محاسبة كل من اجرم في حق الشعب التونسي و على راسهم بن علي و ايظا فتح ملفات القدماء من اركان النظام البورقيبي و ان هذا السبسي لن يترك تونس بخير لم يكفه دسائسه منذ الاستعمار ومكائده ضد الفلاقة و رجال جيش التحرير و اليوسفيين حتى تسبب باعدام قادة المقاومة التونسية و على رأسهم الأزهر الشرايطي ليتدرج في خدمة سيده الجديد الكلب بورقيبة و ليؤسس منظومة التعذيب و التنكيل البوليسي و تزويره للانتخابات و سجله الاسود ملئء بما يخزي و ما لا يسمح المجال لذكره من دنائة و عاروليتذكر "الباجي قائد السبسي" – الجاهل بالتاريخ – أن الشعب هو إلي يحكم وحدو و ما يدبر عليه حد ياقف غادي 

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...