أليس من العجب أن تكون التوراة مرجعهم ولا يكون القرآن الكريم مرجعنا?



صورة لجندي إسرائيلي بعد الهزيمه الكبري 1967م ..



يحاول البعض أن يفرق بين اليهودية كدين وبين الصهيونية كحركة سياسية، أو نزعة استعمارية، أو مذهب متعصب، بعيد المنحى عن اليهودية كدين.غير أن هذا الكلام يغلفه النقص، ويحتاج إلى دليل، ومن ثم فإنا نسلم بأنه لا فـرق بين اليهودية والصهيونية، فاليهودية صهيونية، والصهيونية يهودية، وإن شئت فقل همــا وجهان لعملة واحدة.

إن أطماع اليهود في فلسطين هي أطماع الصهيونية في فلسطين، ولا يوجد أدنى فرق بين هذه وتلك، اللهم إلا إذا قلنا: إن كل يهودي صهيوني، وليس كل صهيوني يهوديا، وهذا إنما ظهر في العصر الحديث فقط ؛ حيث استطاع اليهود أن يستخدموا من يستطيعــون استخدامه في بناء دولتهم، وتنفيذ مآربهم، وهضم أفكارهم، والقيام بخططهم، فهو وإن لم يكن يهوديـًا إلا أنه نعل يلبسونه لأغراضهم، ودابة يمتطونها للوصول إلى غاياتهم، وبوق يتحدث بكلماتهم، وينادي بأغراضهم، فهو صهيوني الفكر وإن لم يكن يهوديـًا، صهيوني اللسان، وإن لم يكن يهوديـًا، وهذا ما حدث مع كثير من رؤساء الغرب في أوروبا وأمريكا، وأحياناً في بعض بلاد العرب كذلك.

إن كل يهودي صهيوني، وليس من الضروري أن يكون كل صهيوني يهوديـًا، ذلك لأن بعض رجال الغرب الذين اشترتهم الصهيونية، ودمرت نفوسهم وخربت ضمائرهم، من أمثال تشرشل، وإيدن، وترومان، وايزنهاور، وكنيدي، وجونسون، يفتخرون بأنهم من أنصار الصهيونية ودعاتها المخلصين وكثيرًا ما كان " تشرشل " يقول إنه صهيوني عريق وإنه فخور بذلك، وكذلك كان وزير خارجية بريطانيا سنة 1917م " آرثر بلفور " الذي كان متحمسـًا لتحقيق أهداف الصهيونية "
• الجواب على من قال إنَّ هناك يهوداً يعارضون الصهاينة 
قد يحاول البعض رد ما قلته آنفاً ، حيث يقولون: إن هناك يهودًا يعارضون الصهيونية العالمية في مبادئها وأفكارها وأساليبها.إلا أن هذا الكلام قد يكون مبنيـًا على بعض من المعارضــات الظاهرة التي يخالف باطنها ظاهرها، وإن هذه المعارضة هي في الأصل مسلسل كتبت قصته، وحدد أبطاله، وحبكت المواقف الدرامية فيه، ولكل واحد فيه دوره الذي لا يتعداه، وكلماته التي لا يتفوه بغيرها.
الصهيونية هي الجهاز التنفيذي لليهودية العالمية، التي تسعى إلى تدمير العالم والتحكم في مصائره، ولا يوجد يهودي واحد يعارض الصهيونية وأهدافها التي ترمي إلى إعادة اليهود إلى فلسطين وتأسيس دولة يهودية خالصة، واليهود الذين يتظاهرون اليوم بأنهم يختلفون مع الصهيونية ويعارضونها إنما يفعلون ذلك بناء على خطة مرسومة وعددهم لا يتجاوز بضعة آلاف من مجموع 15 مليونًا "

• لماذا يحاولون الفصل بين الصهيونية واليهودية ؟
يحاول كثير من الناس، يهودًا كانوا، بل ومن العرب كذلك، أن يفرقوا بين اليهودية والصهيونية، ويحاولون أن يصفوا الصهيونية بأنها حركة عنصرية وليست اليهودية كذلك، والحق الذي لا مراء فيه أنهم يحاولون أن ينحوا الإسلام عن ساحة المعركة مع سبق الإصرار والترصد، إنهم يريدونها معركة غير متكافئة، ليس للإسلام فيها دخل، وليس للإيمان فيها نصيب، ومن ثم تسهل الحرب، وتهش القيادات، بل يسهل سحبها أحيانًا من شهواتها وأخرى بأمانيها ولذاتها
لقد قامت الانتفاضة الأولى يوم قامت في بداية الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وكانت الروح الإسلامية كامنة وراء هذا الكفاح، تغذيه بآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحب الجنة، وتمني الشهادة في سبيل الله، وهذا ما تعلق به الأعداء، فتسلط على الانتفاضة في بداية مهدها من يحول وجهتها إلى وجهة قومية أو وطنية، والمهم أنه يجب ألا تكون الوجهة وجهة إسلامية دينية أبدًا. إن الدين الوحيد الذي ينبغي أن يبعد عن الساحة هو الدين الإسلامي، لماذا ؟ لأنه دين حركي فعال، أما سواه فلا مانع من أن يمارس في الحياة الواقعية، و الحياة العملية سواء بسواء.
أليس من الغريب أن تقوم دولة إسرائيل على أساس ديني لا غير، وأن يبعد الدين الإسلامي عن مواجهة هذا السرطان الخبيث ؟
أليس من العجيب أن يؤتى بـ " مناحم بيجين " من بولندا، ثم يأتي ليقيم في فلسطين باسم التوراة ؟
أليس من العجيب أن يعلنها " مناحم بيجين " لعرب فلسطين أن هذه الأرض أرضي وأرض آبائي باسم التوراة ؟
أليس من العجيب أن تقوم دولة إسرائيل على أساس ديني بحت، ويكون مرجعها التوراة المحرفة ؟
أليس من العجيب أن يكون اسم الدولة هو اسم نبيهم الأكبر " إسرائيل " يعقوب ـ عليه السلام ـ ؟
أليس من الغريب أن يفض قادتهم اجتماعـًا لهم مع قادة العرب في " مدريد " ويرفضوا الاجتماع في يوم السبت المقدس ؟
أليس من الأغرب أن يرفضوا اجتماعـًا يوم السبت ولم نرفض نحن اجتماعـًا يوم الجمعة؟
أليس من الغريب أن تقرر إسرائيل وقف الطيران في شركة " العال " يوم السبت احترامـًا لتعاليم اليهود ؟
أليس من الغريب أن يأتي أساتذة الجامعات والأدباء والمفكرون من دول العالم كله لتكوين دولتهم على أساس ديني، ونحن نحارب أهل التخصص وذوي الكفاءات ؟
أليس مما يثير العجب أن يدخل اليهود حرب 1967م وهم يتغنون بالتوراة ونحن نتغنى بأغاني أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وغيرهم ؟
أليس مما يثير العجب أن يحمل جنودهم في 1967م " العهد القديم " ويحمل جنودنا صور الممثلات المائعات الخبيثات ؟

وبعد هذا كله فقد أقنعوا قادة العرب بفصل الدين عن الدولة، وبتنحية الإسلام عن المعركة، في الداخل وفي الخارج، فلما أصبحت الحرب من أجل الأرض " العربية " والشعب " العربي " ضاعت المقدسات، وانتهكت الحرمات، وهتكت الأعراض، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أليس من العجب أن تكون التوراة مرجعهم ولا يكون القرآن الكريم مرجعنا؟
أليس من العجب أن ينفذوا وعود موسى ـ وهو منهم بريء ـ ولا ننفذ وعود رسولنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونسأل الله ألا يبرأ منا ؟
أليس من العجب أن يجمعوا شملهم ليقيموا هيكلهم المزعوم، ونتفرق نحن لنضيع أقصانا المقدس ؟
أليس من العجب أن يقدسوا يوم السبت ونهين نحن يوم الجمعة إلى درجة أن يحاول بعض القادة إلغاءه لأنه يعطل الناس ؟
أليس من العجب أن يصوموا أيامهم وأن نقابل ذلك بالتنكر لرمضان، بل يحاول بعض القادة إلغاء الصيام للمحافظة على زيادة الإنتاج ؟

والحق الذي لا مراء فيه أنه إبعاد للدين عن المعركة وأعني بالدين هنا الدين الإسلامي فقط؛ لأنه هو القادر على تجميع الصف، وتوحيد الكلمة، وإذابة الفرقة، وشحذ الهمم، وتقوية العزائم، ودحر العدو، ودحض الباطل، وهزم الطغيان، وتحرير الأرض، وحفظ العرض، وصيانة المقدسات.
إن مجرد رفع لافتة الدين تقلق بني يهود، وتزعجهم إلى أعلى الدرجات، ففي عام 1996م عندما أعلنت السلطات المصرية أن الجيش المصري سيقوم بمناورة أسمتها " بدر 96 " وصلت الوقاحة " برئيس الوزراء الإسرائيلي " إلى أن يكون صريحـًا أكثر من المتوقع، وحينها اعترض علانية على تسمية هذه المناورة بهذا الاسم " بدر 96 ".
إن مجرد اللافتات والمظاهر الإسلامية أمر يقلق مضاجع اليهود، فما بالك لو أن الإسلام دخل المعركة حقيقة مع اليهود، وأفسحت الأنظمة العلمانية لشباب الصحوة الإسلامية الباب للجهاد ؟ إذاً لتغير الحال إلى غير هذا الطريق الاستسلامي المزري.وهذا ما بدا واضحـًا حين دخل شباب " الحركة الإسلامية " في حرب 48 ساحة القتال مع اليهود، فقد رأى منهم اليهود العجب العجاب.
ذكر صاحب كتاب " لعبة الأمم وعبد الناصر "، حوارًا جرى بين قائد يهودي وأحد الضباط المصريين الذين وقعوا في الأسر اليهودي، حينما سأل الضابط اليهودي عن أسباب عدم هجوم اليهود على قرية " صور باهر " القريبة من القدس، فكانت الإجابة : " إننا لم نهاجم صور باهر لأن فيها قوة كبيرة من المتطوعين المسلمين المتعصبين ـ أي شباب الحركة الإسلامية ـ فتساءل الضابط المصري عما في ذلك، حيث أن اليهود قد هاجموا مواقع أخرى فيها قوات عسكرية أكثر وفي ظروف أصعب !
فأجاب القائد اليهودي : " إن ما تقوله صحيح، لكننا وجدنا أن هؤلاء المتطوعين من المسلمين يختلفون عن غيرهم من المقاتلين النظاميين، يختلفون تمامـًا، فالقتال عندهم ليس وظيفة يمارسونها وفق الأوامر الصادرة إليهم، بل هو هواية يندفعون إليها بحماس وشغف جنوني.. وهم في ذلك يشبهون جنودنا الذين يقاتلون عن عقيدة راسخة لحماية إسرائيل !! "، ثم استدرك القائد اليهودي قائلاً : ولكن هناك فارقـًا عظيمـًا بين جنودنا وهؤلاء المتطوعين المسلمين، فإن جنودنا يقاتلون لتأسيس وطن يعيشون فيه، أما الجنود المتطوعون من المسلمين فهم يقاتلون ليموتوا.. إنهم يطلبون الموت بشغف أقرب إلى الجنون ويتدفقون إليه كأنهم الشياطين.. ولذلك فالهجوم على أمثال هؤلاء مخاطرة كبيرة يشبه الهجوم على غابة مملوءة بالوحوش، ونحن لا نحب مثل هذه المغامرة المخيفة، ثم إن الهجوم عليهم قد يثير علينا المناطق الأخرى فيعملون مثل عملهم فيفسدون علينا كل شيء ويتحقق لهم ما يريدونه "ولكن الضابط المصري عاد يسأل القائد اليهودي قائلاً : " ولكن قل لي رأيك الصريح فيما أصاب هؤلاء حتى أحبوا الموت وتحولوا إلى قوة ماردة تتحدى كل شيء معقول ".
فأجاب القائد اليهودي على الفور : " إنه الدين الإسلامي يا سيدي "، ثم تلعثم وحاول تشويه هذه الحقيقة فاستدرك قائلاً : " إن هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة كما أتيحت لك لكي يدرسوا الأمور دراسة واعية تفتح عيونهم على حقائق الحياة وتحررهم من المذلة وشعوذات المتاجرين بالدين.. إنهم لا يزالون ضحايـا تعساء حيث وعدهم الإسلام بالجنة التي تنتظرهم بعد الموت


وأختم بقول الله عز وجل :ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"

اللهم أختم بالصالحات أعمالنا اللهم إني أسألك الشهادة اللهم إني أسألك الشهادة اللهم إني أسألك الشهادة اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنان يا الرحمن اللهم حاسبنا حسابا يسيرا اللهم إننا نعلم بأن لا راحة لنا في هذه الدنيا الفانية فاجعل آخرتنا راحة لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يارب العالمين

اليهود وسياسة نقض العهود


من أكثر الصفات القبيحة التي أثبتها القرآن لليهود نقض العهود والوعود والمواثيق.

فقد أشار القرآن إلى أنّ اليهود لا يحفظون عهوداً مع أحد، ولا يرعون وعداً قطعوه على أنفسهم، حتى ولا عهودهم مع الله جلّ جلاله، ويُعدّ هذا الخلق من أهم الصفات التي ينبغي أن يلتفت إليها العالم أجمع، وليعلم الجميع أنّ اليهود شعبٌ يخُطط دائماً للوصول إلى أغراضه، ولا يتحرك بدون خطّةٍ ومنهج، وفي الوقت ذاته لا يتورع عن سلوك أخسّ وأقذَر الوسائل في الوصول إلى أغراضه فالغاية تبرر الوسيلة. فلو كان السبيل إلى أهدافهم عقد المواثيق وإبرام العقود ثمّ نقضها فتلك عقيدتهم وذاك دينهم.
ولكن متى يقابل المسلمون هذا التخطيط اليهودي، وهذه العقيدة اليهودية السافرة، بإيمان مُقدَّس منشأه ومَردُّه قول العليم الخبير (أوَ كُلَّما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) [سورة البقرة: 100].وقوله عز وجل: (إنّ شرّ الدوابّ عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون. الذين عاهدْت منهم ثمّ ينقضون عهدهم في كلّ مرّة وهم لا يتّقون) [سورة الأنفال: 55، 56].
لقد قصّ لنا القرآن عشرات العهود والمواثيق التي نقضها اليهود وهدموها وخرجوا عليها بكل بجاحةٍ، قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتقون، ثمّ توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)[سورة البقرة: 63، 64].
ويقول تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلاّ الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة. ثمّ توليتم إلاّ قليلاً منكم وأنتم معرضون. وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخُرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان) [سورة البقرة: 83، 85].فقد بيّن الله تعالى أنّه أخذ الميثاق على بني إسرائيل بأن لا يعبدوا إلاّ الله وبأن يحسنوا للوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، وأن لا يسفكوا الدماء وقد أقرُّوا بهذا الميثاق واعترفوا به وشهدوا على أنفسهم. وبعد هذا كُلّه نقضوا عهد الله وميثاقه الذي واثقهم به، فسفكوا الدّماء وقتل بعضهم بعضاً وأخرجوا بعضهم من ديارهم.وقد نزلت هذه الآيات في معرض الإنكار على اليهود الذين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وما كانوا يعانونه من القِتال مع الأوس والخزرج.
يقول ابن كثير: "وذلك أنّ الأوس والخزرج، وهم الأنصار، كانوا في الجاهلية عُبّاد أصنامٍ وكانت بينهم حروب كثيرة، وكانت يهود المدينة ثلاث قبائل: بنو قينقاع وبنو النضير حلفاء الخزرج، وبنو قريظة حلفاء الأوس فكانت الحرب إذا نشبت بينهم قاتل كل فريقٍ مع حلفائه فيقتل اليهودي أعداءه، وقد يقتل اليهودي الآخر من الفريق الآخر، وذلك حرامٌ عليهم في دينهم ونصِّ كتابهم
وقال تعالى: (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً، وقال الله إنّي معكم لئِن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برُسلي وعزَّرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأُكفِّرنَّ عنكم سيئاتكم ولأُدخلنَّكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء السبيل. فبما نقضِهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرّفون الكلم عن مواضِعِه ونسوا حظّاً مما ذُكِّروا به ولا تزال تطّلع على خائنةٍ منهم فاعف عنهم واصفح إنّ الله يُحبّ المحسنين) [سورة المائدة:12، 13]

وجميعنا نعرف نقض اليهود ( بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة ) لعهودهم مع رسول الله ( ص ) وأمّا في العصر الحديث فالعالم كُلّه شاهدٌ على نقض العهود والوعود، بل إنّ اليهود يتخذون الوعود والمواثيق أسلوباً وسبيلاً للوصول إلى أغراضهم، فقد يعقدون المعاهدة حتى يلتقطوا أنفاسهم ويُعِدُّوا أنفسهم. فإذا تحقق لهم ما أرادوا ينكثون العهد والوعد كعادتهم.

فبعد ما قدمه العرب من تنازلات مزلة فإن الطرف اليهودي كان ولا يزال يتعامل مع الطرف الفلسطيني بالازدراء والمكر والخداع وكعادة اليهود في التملّص من العهود، فإنّهم لم يصبروا على اتّفاق أوسلو، رغم حيفه وجوره، وعادوا إلى التمثيليّة المتكررة (تعدد فهم النّص)، تلك التمثيلية التي درجوا على اللجوء إليها كلّما أرادوا التحريف و التزييف فيقولون النَّص هكذا، ولكننا نفهم كذا، وأنتم تفهمون منه كذا، وبهذا يتخلّصون من أي التزام، ويتبرئون من كلّ مسؤولية. لقد قال رابين قبل مصرعه: "إنني أكتشفتُ أنّ هناك قراءتين لاتّفاق أوسلو، قراءة فلسطينية، وقراءة إسرائيلية. ونحن أمام تفسيرات مختلفة لقضيّة كنت أظنّها واضحة في الاتفاق -وقال- إنّ فجوة الاتّفاق بيننا وبين عرفات واسعة"

فما كان يفهم (شامير) من قواعد اللعبة يمكن أن يختلف غداً عمّا فهمه (بيريز)، وما كان مسلّماً به عند (رابين) يمكن أن ينقلب على أعقابه في مفهوم (نتنياهو)، وما تعاهدت عليه حكومة الليكود اليوم ليس ملزِماً لحكومة العمل غداً، وهكذا تتوالى الفصول في عملية السلام المهزول نقضاً للوعود ونكثاً للعهود. وصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً: (أوَ كُلّما عاهدوا عهداً نَبَذَه فريقٌ منهم، بل أكثرهم لا يؤمنون) [سورة البقرة: 100]، (الذين عاهدت منهم ثُمَّ ينقضون عهدهم في كلّ مرّة وهم لا يتّقون) [سورة الأنفال: 56].
وأود أن أختم بقول الله تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ "[ سورة المائدة:82 ] القران يقول ان اليهود هم اشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر الى وقتنا الحاضر وسيستمر حتى قيام الساعة اشد الناس عداوة للملسلمين هم اليهود
ان الله هنا يتحدي تحدي عظيم ذلك ان اليهود لديهم الفرصة لهدم الاسلام بامر بسيط الا وهو ان يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقران يقول اننا اشد الناس عداوة لكم ,اذن القران خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس انسان !!

فمتى نأخذ العبر من هذا كله ونتعلم كيفية التعامل مع هؤلاء القوم

لماذا يركز الغرب ويدعم مؤسسات المجتمع المدني؟


مفهوم "منظمات المجتمع المدني" هو مفهوم ملتبس يشابه في التباسه مفهوم "العولمة". أنا لا ارتاح لهذا التوصيف الذي يراد له ان يكون بديلا عن مفهوم المنظمات الشعبية والجماهيرية المنخرطة نضاليا في عملية التغيير. كما لا بد من توضيح مسألة هامة أخرى هي ان ما يسمى "المجتمع المدني" ليس جسما موحدا ولا يشكل نقيضا او بديلا او حتى حالة موازية للسلطة، فهو اسم ضبابي يطلق على مجموعة من الفعاليات التي تتحرك بمصالح مختلفة بل ومتضاربة في كثير من الاحيان، وتتحرك بدرجات مختلفة من الاستقلالية عن (أو التبعية لـِ) السلطة او الحكومات أواجندات الدول الامبريالية التي تمول نشاطات العديد من المنظمات التي قد تنضوي تحت هذا التعريف.

مظاهر سيطرة انظمة الحكم العلمانية على الخطاب الديني



مثَّل الدين تحديًا أمام نظام الحكم القائم على الدولة القومية العلمانية القطرية، فالدين يمثِّل العامل الرئيسي في المجتمعات العربية والإسلامية، والقادر على التأثير على عموم الجماهير، كما أنه يمثِّل المرجعية العليا للأمة، والذي تستمد منه هويتها الحضارية؛ لذا ظل الدين عاملاً فاعلاً في المجتمعات، ومؤثرًا على توجهات الرأي العام، فواجهت سلطات الحكم تأثير الدين، بمحاولة السيطرة عليه، ولم تكن قادرة أو راغبة في أي وقت في معاداة الدين صراحة؛ فلم يكن متاحًا أمام سلطات الحكم القيام بأي عمل يعادي الدين، أو يحاول نزع الدين من المجتمع؛ فتلك العملية تمثل مخاطرة كبرى على السلطات الحاكمة، كافية للقضاء على حكمها

مفهوم الوطنية في الإسلام



ارتباط الإنسان بوطنه وبلده، مسألة متأصلة في النفس، فهو مسقط الرأس، ومستقر الحياة، ومكان العبادة، ومحل المال والعرض، ومكان الشرف، على أرضيه يحيا، ويعبد ربه، ومن خيراته يعيش، ومن مائه يرتوي، وكرامته من كرامته، وعزته من عزته، به يعرف، وعنه يدافع، والوطن نعمة من الله على الفرد والمجتمع، ومحبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها، ولا يخرج الإنسان من وطنه إلا إذا اضطرته أمور للخروج منه، كما حصل لنبينا محمد { عندما أخرجه الذين كفروا من مكة، قال تعالى: إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا {التوبة: 40}، ولما كان الخروج من الوطن قاسياً على النفس، صعباً عليها، فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم في سبيل الله، فللمهاجرين على الأنصار أفضلية ترك الوطن، مما يدل على أن ترك الوطن ليس بالأمر السهل على النفس، وقد مدحهم الله سبحانه على ذلك فقال تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون {الحشر: 8}. وقد اقترن حب الأرض في القرآن الكريم بحب النفس، قال تعالى: ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم {النساء: 66}، واقترن في موضع آخر بالدين: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم {الممتحنة: 8}، كل هذا يدل على تأثير الأرض، وعلى أن طبيعة الإنسان التي طبعه الله عليها حب الوطن والديار، ولكن لهذا الحب حدود يجب ألا يتجاوزها؛ لأن فوق هذا الحب حب آخر أولى منه وأهم، وهو حب العقيدة والدين، فإذا ما تعارض حب الوطن مع الدين وجب حينئذ تقديم الأعلى وهو الدين. فالأصل في الإنسان أن يحب وطنه ويتشبث بالعيش فيه، ولا يفارقه رغبة عنه، ومع ذلك فإن خرج فلا يعني هذا انقطاع الحنين والحب للوطن، والتعلق بالعودة إليه، قال الغزالي (والبشر يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفراً مستوحشاً، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا التحديد الطبيعي شيء غير مستغرب... وهذه السعادة بالعيش في الوطن، وتلك الكآبة لتركه مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض)(1). وما أجمل هذين البيتين: نقِّل فؤادك ما اشتهيت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول كم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل إذا كان حب الوطن مركوزاً في النفوس متأصلاً فيها، فإن الإسلام بشريعته الغراء جاء ضابطاً لذلك، محدداً مساره كي يسير في الطريق الوسط المعتدل، مبيناً أن ذلك لا يتعارض مع أحكامه وتعاليمه، قال الله تعالى: وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى" عذاب النار وبئس المصير {البقرة: 126}. وقال تعالى: وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام {إبراهيم: 35}. فقد حكى الله سبحانه وتعالى عن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم هذا الدعاء بالأمن والرزق، ويتضح من هذا الدعاء ما يفيض به قلب إبراهيم عليه السلام، من حب لمستقر عبادته، وموطن أهله، والدعاء علامة من علامات الحب وتعبير عنه. وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله { إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته - أي أسرع بها -، وإن كانت دابة حركها). قال أبو عبدالله: زاد الحارث ابن عمير عن حميد: (حركها من حبها) أخرجه البخاري. قال ابن حجر في الفتح: (فيه دلالة على فضل المدينة، وعلى مشروعية حب الوطن، والحنين إليه)(2). عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن الرسول { لما قدم من خيبر حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه" متفق عليه(3)، فعندما عاش رسول الله { في المدينة وألفها، وأصبحت موطنه نما في قلبه { حبها، وحب جبل أحد من حبه { لها. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله { لمكة: "ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك"(4). فهو { في مكة يحبها، ويكره الخروج منها، وعندما هاجر إلى المدينة، واستوطنها ألفها، بل كان يدعو الله أن يرزقه حبها، كما في الصحيحين: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد"(5)، فهو { يدعو الله بأن يرزقه حب المدينة أشد من حبه لمكة؛ لاستشعاره بأنها أصحبت بلده ووطنه التي يحن إليها، ويسر عندما يرى معالمها التي تدل على قرب وصوله إليها. ومثلما دعا بحبها فقد دعا لها، كما في الصحيحين: "اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلت بمكة من البركة"(6) وفي مسلم: "اللهم بارك لنا في تمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا لمكة، ومثله معه"(7)، ومن دعاء إبراهيم عليه السلام لمكة، ودعاء محمد { للمدينة يظهر حبهما لتلك البقعتين المباركتين، واللتين هما موطنهما، وموطن أهليهم، ومستقر عبادتهم. يختلف مفهوم الوطنية من حيث الأفكار والتوجهات والمذاهب، فالوطنية عند بعضهم تقديس للوطن، بحيث يصير الحب فيه والبغض من أجله، حتى يطغى ذلك على الدين ويقدم عليه، فتحل الرابطة الوطنية محل الرابطة الدينية، ومنهم من ينطلق في مفهومه للوطنية من كونها فكراً ومنهجاً يصادم الشريعة ويعارضها، وفي مقابل هذا وجد من الناس من تجاهل حقوق وطنه عليه وتساهل في التزامها والوفاء بها، بل بلغ الحال ببعضهم إلى النفور من مجرد سماع هذه الكلمة، فضلاً عن معرفة حقوقها وواجباتها. فالوطنية في الإسلام: محبة الفرد لوطنه وبلده وقيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام ووفاؤه بها، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية في مصالحهم، التي يراها الإسلام فريضة لازمة، قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة {الحجرات: 10}، وقال النبي {: "وكونوا عباد الله إخوانا"(8). والوطنية التي يرفضها الإسلام، هي وطنية الحزبية التي يراد بها تقسيم الأمة إلى طوائف متناحرة، تتباغض وتتضاغن، وتتراشق بالسباب وتترامى بالتهم، ويَكِيد بعضها لبعض، فلا تنصر مظلوماً ولا تغيث ملهوفاً ولا تعين مكروباً، ما دام أنه ليس في حدود وطنها، والنبي { يقول: "مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" متفق عليه(9). أساس وطنية المسلمين هي العقيدة الإسلامية، والإسلام قد جعل الشعور الوطني بالعقيدة لا بالعصبية الجنسية، وقد حدد هدفه العمل للخير من أجل البشر، فالاعتبار للعقيدة أولاً، بينما هي عند غيرهم ترتبط بالحدود الجغرافية. ولذلك فحدود الوطن - التي تلزم التضحية في سبيل حريته وخيره - لا تقتصر على حدود قطعة الأرض التي يولد عليها المرء، بل إن الوطن يشمل القطر الخاص أولاً، ثم يمتد إلى الأقطار الإسلامية الأخرى، ومن ثم يوفق الإسلام بين شعور الوطنية الخاصة وشعور الوطنية العامة. لأن الإسلام قد فرضها فريضة لازمة لا مناص فيها: أن يعمل كل إنسان الخير لبلده، وأن يتفانى في خدمته، وأن يقدم أكثر ما يستطيع من الخير للأمة التي يعيش فيها، وأن يقدم في ذلك الأقرب فالأقرب، رحماً وجواراً، حتى إنه لم يُجز أن تُنقل الزكوات أبعد من مسافة القصر - إلا لضرورة - إيثاراً للأقربين بالمعروف، فكل مسلم عليه أن يسد الثغرة التي هو عليها، وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه، ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية، وأعظمهم نفعاً لمواطنيه؛ لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين، وأشد الناس حرصاً على خير وطنه، وتفانياً في خدمة قومه، وهو ينتمي لهذه البلاد العزيزة المباركة، بلاد العزة والمجد والتقدم والرقي. للوطن حقوق كثيرة على أهله يجب عليهم التزامها والوفاء بها، كالانتماء إليه والفخر به والتكاتف بين أفراده، والعمل من أجل رفعته وعلو قدره، والمحافظة على مرافقه وموارده، والدفاع عنه والنصح لأهله بما فيه صلاحهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة. علاقة الإسلام بالوطنية قوية ذات أبعاد كثيرة، فحب الإنسان لوطنه معادل وقرين لحب الإنسان الحياة، والإخراج من الديار معادل ومساوٍ للقتل المخرج للإنسان من هذه الحياة. الهوامش: (1) حقيقة القومية العربية وأسطورة التعصب العربي 109-110. (2) فتح الباري 3-621، والحديث رقم 1802. (3) رواه البخاري مع الفتح 6-87، ومسلم في الفضائل 10. (4) رواه الترمذي برقم 3083، والحاكم في المستدرك 1-486، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3-250. (5) رواه البخاري برقم 4-99، ومسلم برقم 1376. (6) رواه البخاري 4-97، ومسلم برقم 1369. (7) رواه مسلم برقم 1373. (8) جزء من حديث رواه البخاري 10-401، ومسلم برقم 2559. (9) رواه البخاري 10-367، ومسلم برقم 2586 مجلة الجندي المسلم - العدد : 123

ما أحلى سويعات قربك يا أمي


من السعادة أن يكون لديك مركب هنيّ جديد ، ومن الرائع أن تكون لديك دار رائعة وزوجة جميلة ، وأموال كثيرة ،
ولكن الأجمل من هذه كله أن تكون لديك أم تقبل يديها كل صباح ، فتبتسم لك ، وتحتضنك – وأنت شاب أو رجل – وكأنك طفل ، فتقول:
" رضي الله عنك ياولدي "
يخجل الكثير من الأبناء من أمهاتهم ويحسون بالخزي وهم يمشون مع أمهاتهم أو يسيرون معها إلى مكان ما – وهذه وهدةُ العقوق ، وحفرة البوار ، وعلى العكس تماما تفتخر الأم عندما ترافق ولدها إلى السوق أو في زيارة للأهل والقرابة ...
ما أروع وأشد حنان الأمهات وما أقسى الأبناء !

عوامل النصر في المعارك الإسلامية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعـــد....
فقد أرتضى الله لخلقه الإسلام دينا ليحقق لهم سعادة الدنيا والآخرة وأرسل رسله هداة للبشر ليبلغوا عن الله دينه وكان أخرهم محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن الشياطين أبت إلا أن تضع العراقيل والشوك في طريق دعاة الإسلام, ولقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يظل الحق والباطل في صراع أبدي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ويكتب الله الغلبة للحق ما تمسك به أصحابه ومن هنا فقد شرع الله الجهاد ليرد العدوان وليزيل الباطل وليحمي العقيدة وليحقق السلام الذي يقوم على العدل والتفاهم والصدق دون الأضرار بأحد أو الإساءة إليه ومن هنا رأينا الإسلام يسعى إلى السلام بقلب مفتوح والعقل الواعي والنية الصادقة ويرفض الاستسلام كما يرفض السلام الذي يقوم على الغدر أو الخيانة أو الخداع .
وتاريخ الجهاد الإسلامي على طول الزمان وعرضه مشرق ناصع يرد الحقوق لأصحابها ويزيل البغي والظلم اللذين ينشر هما البغاة والظالمون.
ولقد حققت المعارك الإسلامية نصراً مؤزرا على طول الزمان وعرضه ولم تر الدنيا في تاريخها معارك أشرف من معارك الإسلام ولا أسمى منها غاية, وقد خاضها رجال بواسل كانوا بحق جند الله أو كانوا رهبان الليل وفرسان النهار فملئوا الدنيا عدلا ونورا وحققوا ألوهية الله في الأرض كما هي محققة في السماء, ونشروا العدل والمساواة في ربوع الأرض فعم نور الله الكون وتحقق لهم قول ربهم, (( وأن جندنا لهم الغالبون )) وكان ذلك بعوامل النصر التي خطها لهم ربهم في قرآنه ونفذها رسول الله وخلفاؤه وأصحابه من بعده وصدق وعد الله لهم في ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ), فكانوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله فهل آن لهذه الأمة أن تعود إلى النبع الصافي الذي شرب منه آباؤها الأولون فعزوا وسادوا وكانوا إذا تكلموا أنصتت لهم الدنيا لتسمع مقالتهم ولتكن طوع أرادتهم ورهن إشارتهم, وما أحوجنا اليوم لأن نعيد أمجاد ماضينا لنمحو عارا علق بجباهنا في دنيا كشرت لنا عن أنيابها وقد شحذ أعداؤنا سكينا يريدون أن يجهزوا علينا بها وكان ذلك بما اكتسبت أيدينا عملا بقول الله تعالى ( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
وتحقيقا لنبوة رسولنا صلى الله عليه وسلم ( وما نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم ) .
وتحقيقا لنبؤة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ( وما نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا م غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم ).
فهيا يا أخوة الإسلام ننفض اليوم غبار النوم عنا لنحقق العزة التي أرادها الله لنا في قوله : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ومن نذكر بتلك الأسباب لعل قومنا يتقون ويعودون إلى الله فيحسنوا العمل ( فأن الذكرى تنفع المؤمنين ) ( أن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون )
وهم حسبنا ونعم الوكيل
,لآن إلى عوامل النصر في المعارك الإسلامية فما هي يا ترى ؟ ,,




عوامل النصر في الإسلام :-
لقد خاض الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأجيال المسلمة من بعده معارك شتى بدءا من يوم الفرقان في بدر واستمرار في خيبر وفتح مكة وتبوك وامتداد إلى اليرموك والقادسية وفتح بيت المقدس ومصر وبلاد الأندلس إلى عين جالوت وحطين ونهاية بالعاشر من رمضان , وكان انتصارهم في كل معركة يرجع إلى عنصرين أثنين :-

العنصر الأول : -
هو تأييد الله تعالى لجنده بنصره المبين تحقيقا لقوله سبحانه وتعالى : ( وأن جندنا لهم الغالبون ) وتأكيدا للشرط والجواب في قوله عز وجل ( يا أيها الذين أمنوا أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ولانهم حققوا معية الله التي طلبها منهم فكان النصر الأكيد لهم كما جاء في قوله تعالى ( أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) وهذا عنصر لا يحتاج إلى تزكية للنفس فالله أعلم بخلقه ويعطي عباده حسبما يعلم من إيمانهم لأن ذلك وعده الذي تكرم به عنده قوله سبحانه ( أنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) .

العنصر الثاني : -
هو الأسباب العسكرية البشرية , وهذه الأسباب العسكرية تتفرع إلى :
أ – عوامل معنوية .
ب – عوامل مادية .
ج – قيادة مؤمنة .
د – حرب عادلة .
هـ - وضع أجتماعي وسياسي وديني وأقتصادي وأخلاقي مترد لدى أعدائهم من المشركين ويهود وروم وفرس .

ولنأخذ في بيان العوامل العسكرية المعنوية وهي :-
1 – الإيمان وقوة العقيدة .
2 – عوامل مادية .
3 – ذكر الله .
4 – طاعة الله ورسوله .
5 – طاعة ولي الأمر أو القائد .
6 – الاتحاد وعدم التنازع والفرقة .
7 – الصبر وتحمل المشاق .
8 – النهي عن الغرور والبطر .

وأما بيان العوامل العسكرية المادية فهي :
1 – الأعداد الجيد والتدريب الدائم للجند .
2 – الأخذ بأحدث أساليب العصر مما يستحدث .
3 – تطوير وتصنيع الصناعات الثقيلة .

وأما القيادة المؤمنة الواعية فهي ترتكز على : -
1 – عدم الأستئثار بأي خير دون الجند .
2 – عدم التعالي على أحد منهم .
3 – التشاور معهم والأخذ برأيهم أن كان صوابا .
4 – حسن الاختيار لمن يكلف بالمهام .
5 – الاجتهاد في كشف خطة العدو ( الاستطلاع الجيد ).
6 – الحذر والحيطة وكتمان الخطة .
7 – سرعة الحركة والتعجيل في أتخاذ القرار .

ولنعد إلى تفصيل وشرح هذه الأسباب السابقة فنقول والله المستعان :
العوامل المعنوية :
1 – وأولها الإيمان وتربية العقيدة :
ونلاحظ أهمية هذا العنصر في أن رسول الله قد ظل بين قومه يبلغهم دعوته قرابة خمس عشرة سنة وكان أصحابه يلاقون الذل والهوان واشكال العذاب وصنوف البلاء من أعدائهم طوال بقائهم في مكة وكانوا يتحمسون لرد العدوان الواقع عليهم ولكن القرآن لم يأذن لهم في ذلك لأنها كانت فترة تربية على العقيدة وترسيخ لمبادئ الإيمان في نفوسهم حتى إذا ما تغلغل اليقين الذي لا يخالجه شك وأطمانت نفوسهم بالإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر أذن لهم بعد ذلك بالقتال ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير , الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) . 39 – 40 سورة الحج .
وحينما ثبت الإيمان في قلوبهم وثبتت العقيدة في صدورهم رأينا الإيمان يعمل عمله حينما ألتقوا بأعدائهم فما ثبتت للكفر قوة أمام هذا اليقين الراسخ بل صار الكفار أمامهم كالهباء المنثور ولقد كان الجيش الإسلامي لا يعتمد بكثرة العدد لانه لم ينظر إلى الكم بل كانت نظرته إلى اليقين المؤمنين به والداخلين فيه إذ كانوا يندفعون الى المعركة بدافع من إيمانهم سواء في ذلك الشباب والشيوخ والرجال والنساء لأنهم كانوا جند الله الذين تخاذلت أمامهم قوات اعدائهم فكانوا جميعاً مضرب المثل في القوة والشجاعة والاقدام وكان لواؤهم لا يسقط من يد حامله حتى يأخذه من خلفه وبهذه العقيدة وبهذا الإيمان كان كل جندي مسلم معجزة من معجزات الحرب وبهذا كان رجل منهم يحسب بألف رجل .
فحينما طلب عمرو بن العاص المدد من عمر بن الخطاب أمده باربعة آلاف رجل على كل ألف منهم رجل وكتب إلى عمرو ( إني أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف منهم رجل بمقام ألف الزبير بن عوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وخارجة بن حذافة ).
وأمثلة الإيمان وصمود أصحابه أمام خصومهم في المعارك الأسلامية أكثر من أن تحصى في يوم بدر وموقف أبنى عفراء اللذين كرا على أبا جهل فقتلاه بين معروف وموقف عمير بن الحمام وألقاءه التمرات التي في يده محفوظة بين العامة والخاصة .
وما فعله الإيمان بنسيبة بنت كعب أم عمارة وهي تدافع عن رسول الله ظاهر بين .
وموقف حنظله غسيل الملائكة يوم أحد وتركه عروسه حجلية بنت عبد الله بن أبي بن سلول ليلة زفافه ليقاتل في سبيل الله لهو أعظم دليل على انهم ما كانوا يعدلون بالإيمان شيء آخر .
لقد بذل المؤمنون كل شيء رخيصا في سبيل الإيمان الذي أعتنقوه , ففي بدر مثلاً ألتقى الآباء بالأبناء والأخوة بالأخوة والأهل بالأهل خالفت بينهم المبادئ ففصلت بينهم السيوف .
كان أبو بكر مع المسلمين وأبنه عبد الرحمن مع المشركين .
وكان عتبة بن ربيعة مع المشركين وأبنه حذيفة مع المسلمين .
ولما أستشار الرسول عمر في أسرى بدر فقال : أرى أن تمكنني من فلان قريب عمر فاضرب عنقه وتمكن .
وتمكن علياً من أخيه عقيل فضرب عنقه وتمكن الحمزة من فلان فضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين .
وفي غزوة بن المصطلق حاول رأس النفاق عبد الله بن ابي إثارة الفتنه وعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن النار سوف تشب بين المهاجرين والأنصار أمر بالرحيل فورا حتى وصل الجيش إلى مشارف المدينة فطلب عبد الله بن عبد الله بن ابي من رسول الله أن يامره بقتل أبيه ولكن الرسول عفا عنه قائلا :
بل نفترق به ونحسن صحبته ما بقى معنا .
وقبيل الفتح ذهب ابى سفيان إلى أبنته ام حبيبة أم المؤمنين فطوت فراش رسول الله من تحته لانه نجس مشرك .
وموقف المؤمنين في المعارك التي خاضوها يغلب الأساطير وموقف الشهداء في أحد من أمثال مصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وعمرو بن الجموح وموقف المؤمنين في غزوة الخندق حيثما رأوا تأليب قوى الكفر واليهودية والنفاق عليهم ولم يتبدل إيمانهم بل قالوا ما قصة القرآن علينا في قوله سبحانه ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ) .
لأكبر دليل على عقيدة المسلمين بسمو اهدافهم جعلتهم يستميتون في القتال دفاعا عن تلك الأهداف مما جعلهم اكثر الناس سعيا إلى الموت فيسبيل الله وكانوا يأملون أن يكونوا من أصحاب الجنة حيث يعيشون في ظل العناية الإلهية والرعاية الربانية فرحين بما آتاهم الله من فضله .
وهذا هو ما وصفهم به المقوقس ملك مصر في خطاب له وجهه إلى هرقل الروم فقال ( والله أنهم على قلتهم وضعفهم أقوى وأشد منا على كثرتنا وقوتنا أن الرجل الواحد يعادل مائة رجل منا . ذلك لأنهم قوم الموت احب لهم من الحياة يقاتل الرجل منهم وهو مستبسل ويتمنى ان لا يرجع إلى أهله ولا إلى بلده ولا إلى داره ويرون أن لهم أجراً عظيماً فيمن قتلوا منا ويقولون أن قتلوا أدخلوا الجنة ونحن قوم نكرة الموت ونحب الحياة فكيف نستقيم نحن وهؤلاء وكيف صبرنا معهم ) هذا ما فعله الإيمان وفعلته العقيدة بقوم آمنوا بالله ورسوله وبذلوا كل شيء لله مقابل الجنة ورضوان الله ففازوا في العاجل والآجل ورضى الله عنهم ورضوا عنه ( أولئك حزب الله ألا أن حزب الله هم المفلحون ) .

2 – الثبات في المعارك :
وكيف لا يثبت من علم أن الله أشترى من نفسه وماله بأن له الجنة ؟ بل كيف يفر من علم أن الشهيد يغفر له من أول دفعة من دمه ويرى مقعده في الجنة ويحاى حلية الإيمان ويزوج من حور العين ويجار من عذاب النار وبعد أن عد رسول الاسلام من السبع الموبقات الفرار يوم الزحف .
لقد قال علي كرم الله وجهه ( لا أدري من أي يومي من الموت أفر , يوم لا يقدر أم يوم يقدر أم يوم قدر يوم لا يقدر لا لأرهبه , ويوم يقدر لا يغني الحذر) .

أقول لها وقد طارت شعاعـــــــــــــا *** من الاعداء ويحك أن تراعــــــــى
فـأنك أن طلبت بقاء يــــــــــــــــــوم *** على الأجل الذي لك لن تطـــــــاعى
فصبرا في مجال الموت صبـــــــــرا *** فما نيل الخلود بمستطـــــــــــــــــاع
وما ثوب البقاء بثوب عـــــــــــــــز *** فينغى عن اخي الخنع البراعــــــــى
سبيل الموت غاية كل حـــــــــــــــي *** فداعيه لأهل الارض داعــــــــــــــــى
ومن لم يمت يعمر فيهــــــــــــــــرم *** وتسلمه المنون إلى خــــــــــــــــــداع
لقد كان الجند المسلمون يرون في الإقدام على الأستشهاد حياة وهذا هو قائلهم :
تأخرت أستبقى الحياة فلم أجـــــــــد *** لنفسي حياة مثل أن أتقدمــــــــــــــا
فلسنا على العقاب تدمى كلو منــــــا *** ولكن على أقدامنا تقطر الدمــــــــــــا

وآخر يقول :

ولست أبالي حين أقتل مسلمـــــــــا *** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الاله وأن يشـــــــــاء *** يبارك على أشلاء شلو ممـــــــــزع

وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( والذي نفس محمد بيده لوددت أغزوا في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل فأحيا ثم أقتل ) .

3 – ذكر اللــــــــــه :-
ثم يأتي ذكر الله معينا على الثبات عند اللقاء فالمرء ينظر إلى المنايا تتخطف من حوله ويذكر زوجه ويذكر أولاده ويذكر الترقى والرفعة التي يؤمل فيها من دنياه ما الذي يجعله يتغلب على كل ذلك وينحيه جانبا بل ولا يلتفت إليه أنه ذكر الله الذي سوف يبدله زوجا خير من زوجه ودارا خيرا من داره بل وهو الذي سيعوضه خيرا من كل ما في الدنيا وزخرفها وهو الذي سيتولى أولاده من بعده فلا يضيع الله من وراءه لانه باع نفسه لله وتاجر مع الله وأذن فلن يضيعه الله فيهم ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ولئن متم أو قتلتم لئلا الله تحشرون ) .
والله الذي دعاهم للشهادة فلبوا قد طمأنهم على اولادهم من بعدهم حين دعا إلى مراعاة اليتامى وحفظ حقوقهم وصيانة حياتهم واعدادهم أعدادا صالحا تماما كما يفعل الأب وأكثر ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ).
ثم هم بعد وقبل ذلك قد نبههم ربهم على مكانتهم أن قتلوا في سبيله حين قال ( قل ءأونبئكم بخير من ذلكم للذين أتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار ) وفي قوله ( والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ) وفي قوله سبحانه ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) .
5 – طاعة القيادة أو ولي الأمر : -
ويتبع طاعة الله ورسوله طاعة القائد أو ولي الأمر في غير معصية وتاريخ القيادة والتسليم لها في أوامرها لدى الجند المسلمين مضرب الأمثال والتي نتج عنها أنتصار أذهل أعدائهم فهم كما قال عليه الصلاة والسلام تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم فلقد كان القادة خير رعاة لجندهم وخير رفقاء بهم وكانوا يشاورون أهل الرأي عند الملمات والأزمات والشورى دستور الأسلام وقاعدة نظام الحكم في دولة الأسلام والقائد كان واحدا من الرعية غير أنه كان أكثرهم مسؤلية عند الله فلم يترفع على جنده ولم يستأثر عليهم بشيء , فكيف لا يطاع وكيف يعصى له أمر ؟.
6 – الاتحاد والنهي عن التنازع والفرقة : -
ولقد أعتبر الأسلام الفرد جزء لا ينفصم من كيان الأمة وعضوا موصولا بجسدها لا ينفك عنها كما أعتبر الأسلام إتلاف القلوب والمشاعر وأتحاد النيات والمناهج من أوضح تعاليم الاسلام ولا ريب أن توحيد الصفوف وأجتماع الكلمة هما الدعامة الوطيدة لبقاء الأمة ودوام دولتها ونجاح رسالتها ولئن كانت كلمة التوحيد باب الاسلام فأن التوحيد الكلمة سر البقاء في الاسلام والابقاء عليه والضمان الاول للقاء الله بوجه مشرق .
وأن العمل الواحد ليختلف بحقيقته وصورته أختلافا كبيرا حين يؤديه الانسان وحيدا أو حين يؤدي مع الجماعة ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الاحتراس والتحذير من عواقب الاختصام والفرقة والتنازع وكان في حله وترحاله يوصي بالتجمع والاتحاد في السلم وفي الحرب فعن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم ) وقد كان الناس في سفرهم إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والاودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن تفرقكم هذا من الشيطان ) فلم ينزلوا بعد منزلا إلا أنضم بعضهم إلى بعض حتى قال ( لو بسط عليهم ثوب لعمهم ) , وذلك أثر أنتزاع المشاعر وأجتماع القلوب وتبادل الحب وأنسجام الصفوف .
أن الناس أن لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل , وغذا لم توحدهم عبادة الرحمن مزقتهم عبادة الشيطان وإذا لم يستهوهم نعيم الآخرة تخاصموا على متاع الدنيا ومن هنا كان التنازع والتخاصم من شيم وخصائص الجاهلية المظلمة ودين من لا إيمان له .
ان الشقاق يضعف الأمم القوية ويميت الامم الضعيفة ومن هنا فقد جعل الاسلام أول نصيحة لهم بعد أنتصارهم في غزوة بدر حينما أختلفوا على الغنائم – أن يوحدوا صفوفهم ويجمعوا أمرهم ( فأتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله أن كنتم مؤمنين ) ثم أفهمهم أن الاتحاد في العمل هو الطريق النصر المحقق والقوة المرهوبة ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
وأعداء الامة يدبرون لها ويكيدون لها بمكر الليل والنهار وهم يحرصون على تفريق كلمتها وتشتيت شملها وتمزيق وحدتها وتاريخ الأمة يؤكد أن الأنتصار كان حليفا لها أيام أن كانت يدا واحدة ويبرهن أن عدوها لم ينل منها الا بعد أن فرق جمعها وأختلفت فيما بينها ولقد حذر القرآن المسلمين من عاقبة الفرقة والتنازع فقال ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم ) ويقول لهم ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) والامثلة على ذلك حية في جميع المعارك التي خاضها المسلمون ففي أحد حينما أختلفوا وتنازعوا وخالفوا امر الرسول لحقت بهم لطمة موجعة أفقدتهم سبعين .

اختي ارجوك أخلعـي الجلباب والحجـاب والنقــاب الان


سلام عليكم ..


(((... أخلعـي العبائــه والحجـاب والنقــاب الان ... )))


كانت تلك عبارتي لفتاه دار بيني وبينها نقاش فخرجت جملتي هذه في وسط حديثي لها بغضب شديد ...


نعــــــم قلتها لها وأنا بكامــــل قواي العقليــــة المسلمــــة .. ربمــــا تتسألون أين إسلامـــــك هذا وانتي تقولين جملتك هذه ..؟؟!!


لا تتعجبــــــوا .. ولا تأخذكـــم الظنــــون بي لترحلوا بعيدا عن شاطئي .. بـــل تريثــــوا .. وتمهلــــوا .. فوالله إني لأغار على سترتي وعفافي وكرامتي .. وما جملتي تلك الا صرخات كتمتها في السابق ..لكني وصلت إلى حد لا أستطيع أن اصمت به أو اكتم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...