التيار السلفي بين فتاوى الامس وتغييرات اليوم


...أعياني التفكير في ما يسمى السلفيون او الحركة السلفية أو التيار السلفي

بداية أنا أعلن احترامي لهم وتقديري لجهودهم في مجال الدعوة واعتبارهم فصيلا رئيسيا من فصائل الدعوة الإسلامية شاء من شاء ..وأبى من ابى كما أني أرى الواحد منهم أقرب الي ممن سواه ممن ليس لهم جهد للتمكين لنصرة دين الله والحفاظ على سنة رسوله(عليه الصلاة والسلام) والاقتداء بسيرة الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم اجمعين .كما أرى الواحد منهم خير من ملء الأرض من المحاربين لدين الله أو المشوهين له او المحرفين له.نعم أختلف معهم في وسائل وتطبيقات وفهم وافكار وأولويات هذا حق ولكني أحفظ لهم قدرهم ودورهم ومرابطتهم على ثغور لا يرابط عليها سواهم هذه قناعاتي ادين بها لله رب العالمين

كانت هذه مقدمة لا بد منها قطعا للطريق على الصيادين في الماء العكر أو المبغضين لإخواني هؤلاء ولكن كل ذلك لم يمنع حيرتي في التفكير فيما كانوا وكيف أصبحوا الى أين يسيرون وساخصص بالذكر والتحليل الحركة السلفية او الاخوة السلفيون بمصر لانهم الاقرب الى الاوضاع بتونس :
-في أواخر السبعينات كان البعض من المنتسبين للتيار السلفي يفتي بأن دخول كلية الحقوق حرام لأنها تدرس القوانين الوضعية ودخول كلية الطب حرام لأنها تستخدم التشريح وكسر العظام وهذا من التمثيل بالأموات ، وكان دخول كلية الآثار حرام لأن فيها تعظيم للأصنام ... الى آخر هذه الفتاوى التي كانت تروج على أنها ثوابت في الدين ثم في أوائل الثمانينات بدأ بعض المروجين لهذه الفتاوى في التنازل عنها ولم تعد من ثوابت الدين
- في أوائل الثمانينات كان دخول الاتحادات الطلابية بالجامعات حرام لأن أنشطتها قائمة على الاختلاط والمعازف(الموسيقى) وكانت المنشورات الجامعية تنعى على طلاب الإخوان تفريطهم في ثوابت الدين بدخول هذه الاتحادات ثم في أواخر الثمانينات بدأ المحرمون يستحلون دخول الاتحادات الطلابية ويرون انفسهم أحق بها من الاخوان المسلمين.
-تحريم المظاهرات والاعتصامات والإضرابات قولا واحدا وقد افتى بهذا تقريبا جميع مشايخ السلفية في مصر واعتبروها من غير سبيل المؤمنين وان مفاسدها اكثر من مصالحها ولن أتطرق هنا الى تحريم الخروج على الحاكم وإن كان ظالما والاستدلال بفتاوى العالمين الجليلين الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ العثيمين في هذا الشأن وهي كثيرة ومتداولة.
- إنكار العمل في السياسة وإنكار دخول المجالس التشريعية والبرلمانات بل وتحريم المشاركة في الانتخابات واعتبار أن الطريق الوحيد لنشر الإسلام والتمكين له هو العلم ونشر العقيدة الصحيحة وان غير ذلك يعد مضيعة للوقت وتشبه بغير المسلمين وأن الطريق لإصلاح المجتمع يكون بنشر العقيدة الصحيحة والعلم الشرعي أولا دون أن نشغل الناس بالسياسة الامر الذي وصل الى تاليفهم الكتب واقامتهم الحرب على هذه المجالس وروادها من هذه المؤلفات:
كتاب "القول السديد في أن دخول المجالس التشريعية يخالف عقيدة التوحيد" الذي يكفر من يدخل انتخابات مجلس الشعب وكان هذا الكتيب يطبع ويوزع مجانا
ثم ظهر كتاب "إعلان الحرب على مجلس الشعب" والذي يدعو الى قتال من ينادون بدخول المجلس باعتبارهم كفارا مشركين
ثم ظهر كتاب‘ إبلاغ الحق الى الخلق ‘الذي كان يطبع في التسعينات ويوزع مجانا في مصر كلها من التيار السلفي وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والذي يستدل ويؤسس على ان دخول المجالس التشريعية يخالف عقيدة التوحيد رابط تنزيل الكتيب من هنا وكذلك في حكم الخروج على الحاكم
ففي هذا الرابط يعتبرونه غيرجائز ويردون على من احتج بحركة ابن الأشعث في العهد الأموي !!يمكنك قراءة الموضوع من هنا
وفي موقع "لا للإرهاب" يمكنك مطاعة حوالي ثلاثة عشرة موضوعا عن حكم الخروج على الحاكم
وهذا رأي الدكتور أحمد فريد في السياسة
وهذه مقالة أحد الاخوة والتي يقول فيها متهكما أنه من بقايا السلفية التي كانت قبل الثورة ثم يشرح كيف كانوا

تلك هي جملة المبادئ والمفاهيم كانوا يوالون ويعادون عليها ويشددون النكير على من يتجاوزها بتهم قد تصل الى التكفير والتفسيق والتبديع واتباع غير سبيل المؤمنين وكان كل ما سبق يعتبره مروجوه من ثوابت الدين فكانوا لسنوات طوال يجمعون الأدلة ويقيمون حلقات الدرس ويطبعون الكتب لشيئين أولها : إثباتا واستدلالا وتأصيلا لخطورة هذه الأمور وعظمها باعتبارها من ثوابت الدين وثانيها : قدحا وذما وسبا وشتما وتشنيعا وتفسيقا وتبديعا للمخالفين بل وصل الامر الى التكفير في بعض الأمور والاتهام بالتميع العقائدي لمخالفيهم في أمور أخرى
فماذا حدث بعد الثورة في مصر؟
لقد تغيرت لغة الخطاب بنسبة كبيرة أنظر الى أغلب من قاموا بكل هذه الصولات والجولات الآن تجدهم قد تراجعوا عن كل تلك الفتاوى تقريبا أو كادوافهم يلبسون السروال الكرافات ويشاركون بل ويزايدون على من يشاركون في الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات ويشاركون في الانتخابات بل ويزاحمون وينافسون ويقاتلون للوصول الى البرلمان والمشاركة السياسية فصرنا نرى من ظل ثابتا على رأيه يُنعت بأنه من أدعياء السلفية مثل الموضوع على هذا الرابط 
وصار الكلام في السياسة والخبرات السياسية مقياسا للتفضيل ومدعاة للتباهي والافتخار

وتم تدشين صفحة على الفيس بوك بعنوان "الصفحة الرسمية للدعوة السلفية بمصر
https://www.facebook.com/gabhasalafia?sk=info  وانضم لها أكثر من 15000 شخص حتى الآن
بينما الصفحة الخاصة بحزب النور السلفي والمفترض أنه جزء من الدعوة السلفية
https://www.facebook.com/AlnourParty  قد انضم اليها حوالي 114000 شخص
وهذا يبين اندفاع السلفيين الى الجناح السياسي وبقوة وحماس تفوقت على الولاء التقليدي للحركة السلفية نفسها

لا بأس من هذا كله ولكن انتظر...
هل السلفيون الذين كانوا قبل الثورة هم نفسهم الذين تحولوا بعد الثورة ؟بمعنى آخر هل السلفيون كلهم في حركة أو مدرسة أو فكر أو مرجعية أو جماعة -أو سمها ماشئت- واحدة؟ هل حتى مشايخهم وعلماؤهم على رأي واحد تعالوا نستعرض هذا الأمر وهذا الانقسام الخطير
هذا مقال خطير للشيخ أحمد النقيب يستنكر فيه بشدة وبألفاظ قاسية انخراط السلفيين في العمل السياسي ويصفهم بالحزبيين
ثم هو يواصل هجومه الشديد ويدعو السلفيين الى المراجعة
نأتي للدكتور طارق عبد الحليم الذي يواصل رفضه للتجربة السياسية للسلفيين في مقال ساخن مسميا اياهم بأرباب البرلمان
ويتسائل عن تخبطهم وتناقضهم في جملة مقالاته
هناك صفحات بدأت في الظهور على الفيس بوك أيضا تناقض توجه السلفيين الجديد لعل أبرزها صفحة شباب ضد الديموقراطية

بينما تبنى بعض السلفيين خطابا أكثر هدوءا في مخاطبة مخالفيه ثم لا يلبث أن يثور في نهايته مذكرا ومنذرا لهم

بل وزاد الأمر توترا الى أن وصل الخطاب الى السباب المزري في النقد مما يبين حجم الإحساس بالكارثة عند من يخالفون التوجه السياسي للسلفيين

ثم يظهر في المشهد طرف جديد للسلفية لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا هو التيار السلفي الجهادي وهذا التيار قد شارك بمباركة قاداته التاريخية في التحالف مع حزب النور السلفي في العملية الانتخابية إلا أن بعض مشايخ هذا التيار أيضا لا ترى الانخراط في العملية الديموقراطية مثل الشيخ أحمد عشوش وهو زائع الصيت في هذا التيار في مقاله "حزب النور بين الاسلام والجاهلية" هنا

وسار على نفس درب الشيخ عشوش بعض السلفية فيسميهم هنا القطبيين الجد
بل وصل بهم الأمر الى صنع أكثر من 23 لقطة فيديو على اليوتيوب بعنوان "نصرهم الله فانتكسوا" مثل هذا وكتابة المقالات القادحة الذامة والتي ترجع مرة أخرى للحديث عن أن "الانتخابات شرك وكفر" مثل هذا  او   هذا المقال

أو يمكنك مشاهدة خطبة الشيخ أسامة سليمان في الرد على الحزبية وحزب النور والشيخ ياسر برهامي من هنا من هنا 
وهذا  راي الشيخ وجدي غنيم لتنازل الاحزاب السياسية ذات الصبغة الاسلامية عن  مبادئهم  
والآن هذا المقال لرئيس حزب النور عماد عبد الغفور وأرجو أن تقرأ التعليقات لتعرف حجم الفجوة التي أتحدث عنها بين السلفيين انفسهم
 قال الشيخ ياسر برهامي ـ عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ـ إن "الديمقراطية التي قَبِلنا آلياتها هي كما صرح به برنامج الحزب (يقصد النور) منضبطة بضوابط الشريعة"
 تداعت هذه المعاني الى ذهني بعد أن رأيت صورة يقوم بعض الناس بنشرها على الانترنت للاساءة للسلفيين عموما (السياسيين والدعاة)مع وابل من الشتائم والسباب والتشنيع إياهم والسخرية منهم والتهكم عليهم بطريقة  غير مباشرة انهم بتاع الثوابت..والان  وقد اتضحت الصورة وارجو ان تكون كذلك
هل ستكون الممارسة السياسية للسلفيين سببا في تغيرهم أم في انفراط عقدهم؟
هل سيصمد السلفيون السياسيون أمام هذا السيل الجارف والتهم اللاذعة التي طالما جرعوها هم للحركات الاسلامية السياسية وخاصة للإخوان المسلمون؟ أم هل تؤدي هذه التجربة الى إفراز كيان جديد يجمع بين التصور السلفي العقائدي والعمل العام بصورته الحديثة؟هل هذه التجربة السياسية إضافة الى رصيد السلفيين بمصر أم نقص منه؟وأخيرا هل هناك خوف من تنامي التيار السلفي الجهادي بأفكار ما قبل المراجعات مرة أخرى في مصر كرد فعل مساوي في المقدار ومضاد في الاتجاه لزحف الكثير من السلفيين نحو السياسة؟

 الله أعلم اللهم أنصر أوليائك واخذل اعدائك ولا تكلنا إلى أنفسنا ورد العقل على السفهاء منا، وهيئ من جندك من ينصر دينك، ومن ملائكتك من يعزز أوليائك. اللهم لا تخذلهم، اللهم لا تخذلهم اللهم لا تخذلهم، بخذلان من تراجع واستكان منهم، يا رب العالمين.
------------------

ملحوظة منهجية: جميع الروابط المدرجة في هذا المقال من مواقع سلفية وكتبت بأيديهم حتى نحقق قولنا الذي ردده إخواننا السلفيون من بعدنا"اسمع من ولا تسمع عنا" وأنا مستعدة لتدارك أي خطأ في المقال لو تبين لي ذلك

2 commentaires:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بداية أود أن أقول أن مقدمتكم طيبة وكلامكم يستحق كل الشكر والاحترام وهو يدل على سعة اطلاع وقوة إدراك كما أن فيه إحقاق للحق واعتراف بالفضل لكون هؤلاء الناس يرابطون على ثغور هذا الدين العظيم الذي تكفل الله عز وجل بحفظه.
- دخول الجامعات:
ما ذكرتموه عن تحريم بعض السلفيين لدخول بعض الجامعات أقول إن هذا الأمر لا يعدو أن يكون مجرد اجتهاد من بعضهم اعتمادا على أدلة قد يكونوا أخطئوا في تنزيلها على أرض الواقع خصوصا وأن من ضمن شروط الفتوى فهم الواقع وقد يكون لنفس النازلة أو الواقعة أحكام مختلفة بحسب اختلاف الزمان والمكان وهذا مما لا يخفى عليكم من آليات الفتوى وضوابطها،،، ثم بعد ذلك تجدون أن نفس الأشخاص أو بعضهم قد غير اجتهاده في تلك النازلة أو الواقعة وهذا لا يعيبه أو ينقص من قدره بل هو رجوع للحق الذي كان قد غفل عنه بسبب عدم الفهم الصحيح للنصوص.
- الاتحادات والعمل السياسي:
حسب كلامكم هم حرموها لأسباب معينة ولم يحرموها لذاتها وإنما لغيرها ولما يترتب عنها وبذلك فهم لا يُلامون على هذا ويُقرون على اجتهادهم ونحترمهم عليه ونعتبره اجتهادا وليس تلونا أو تبدلا كما يراه البعض وإن كنا لا نوافقهم عليه ولا نقبله منهم.
رابط لتوضيح تغيير المواقف: "تغيير مواقف السلفيين"
http://www.youtube.com/watch?v=2qMtxiGYhTc

العمل السياسي مصلحة ومفسدة وتغير الفتوى بتغير الواقع:
http://www.youtube.com/watch?v=kEmetjODepE

- المظاهرات:
إن تحريمهم للمظاهرات لم يكن أمرا قطعي الدلالة وإنما لأمور مصلحيه مبينا على اجتهادات لبعض أهل العلم انطلاقا من الواقع الذي يعيشونه (لأن أغلبهم رأى في السابق أن المظاهرات لم تكن تُقدم شيئا وإنما كانت فترة يهتف فيها الناس ويفرغون ما بداخلهم ثم ينصرفون) لذلك نجد أن بعضهم قد تراجع عن رأيه وقال بجوازها (المظاهرات الآن صارت وسيلة لانتزاع الحقوق وليس كما كانت في السابق وسيلة للتعبير عن الغضب فقط). وأما فتاوى الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله (لا يخفى عليكم أنهما توفيا قبل أزيد من عشر سنوات،،، يعني تغير الزمن وتغير الاجتهاد) أي أن فتاواهم بخصوص المظاهرات فإنها تُحمل على زمانهم وبلدهم لأن بلدهم يحكم بالشريعة (نسبيا) وأما البلدان التي تحكم بقوانين وضعية فإن هذه القوانين نفسها تُبيح للناس التظاهر.
فستجدون -يحفظكم الله- أن كل المشايخ سواء المانعين للمظاهرات (إلى يومنا هذا) أو المجيزين لها (بشروط) قد اعتمدوا جميعهم على أمور مصلحية وعلى تقدير للمفاسد والمصالح وليس على نصوص قطعية الدلالة وإنما هي استنباطية، ومنه فإن تغيير الاجتهاد أمر وارد وطبيعي حيث لا يخفى عليكم أن فتاوى الأئمة الأربعة كانت تختلف بحسب بلد السائل وأن عمر رضي الله عنه كان يفرق بين الصحابي المدَني (سكان المدينة) وغيره (سكان البدو) في بعض الأمور (واقعة الرجل الذي رفع صوته في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
حسن الظن بالمشايخ وتوضيح للخلاف حول المظاهرات:
http://www.facebook.com/photo.php?v=208133785868809
المظاهرات حسب قوانين البلد:
http://www.youtube.com/watch?v=RfamWIN2ZVI
الخروج على الحاكم:
http://www.youtube.com/watch?v=0M4atqJzNOo&feature=player_embedded

كما أن ما جاء في أخر مقالكم من إشارات لمقالات مشايخ أو مقاطعهم وكتبهم فهذا كله يدخل كما قلت في إطار الاجتهاد والاختلاف الذي يمكن أن نتفق معه أو نرفضه أو ننكر عليه لكن باجتهاد ودليل مثله مع حفظ الأدب والتحلي بأخلاق وروح الحوار المهذب الراقي والمحترم.
أما ارتفاع عدد رواد صفحة حزب النور فهذا لا يعني أن كل الرواد منهم (حزب النور) وممن يوافقهم الفكر والمنهج وهذا لا يدل على تعطش الشباب السلفي للممارسة السياسية إذ لازال لحد هذه الساعة التي نكتب فيها هذا الكلام من يرفض الممارسة السياسية بكل أنواعها بل ويحرمها وهذا يدل على ما أشرت إليه آنفا أن الأمر يُبنى على الاجتهاد واختلاف فهم النصوص حفظكم الله.
وختاما شكرا لحسن أدبكم وتحليكم بضوابط النقد الهادف والبنّاء.

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بداية أود أن أقول أن مقدمتكم طيبة وكلامكم يستحق كل الشكر والاحترام وهو يدل على سعة اطلاع وقوة إدراك كما أن فيه إحقاق للحق واعتراف بالفضل لكون هؤلاء الناس يرابطون على ثغور هذا الدين العظيم الذي تكفل الله عز وجل بحفظه.
- دخول الجامعات:
ما ذكرتموه عن تحريم بعض السلفيين لدخول بعض الجامعات أقول إن هذا الأمر لا يعدو أن يكون مجرد اجتهاد من بعضهم اعتمادا على أدلة قد يكونوا أخطئوا في تنزيلها على أرض الواقع خصوصا وأن من ضمن شروط الفتوى فهم الواقع وقد يكون لنفس النازلة أو الواقعة أحكام مختلفة بحسب اختلاف الزمان والمكان وهذا مما لا يخفى عليكم من آليات الفتوى وضوابطها،،، ثم بعد ذلك تجدون أن نفس الأشخاص أو بعضهم قد غير اجتهاده في تلك النازلة أو الواقعة وهذا لا يعيبه أو ينقص من قدره بل هو رجوع للحق الذي كان قد غفل عنه بسبب عدم الفهم الصحيح للنصوص.
- الاتحادات والعمل السياسي:
حسب كلامكم هم حرموها لأسباب معينة ولم يحرموها لذاتها وإنما لغيرها ولما يترتب عنها وبذلك فهم لا يُلامون على هذا ويُقرون على اجتهادهم ونحترمهم عليه ونعتبره اجتهادا وليس تلونا أو تبدلا كما يراه البعض وإن كنا لا نوافقهم عليه ولا نقبله منهم.
رابط لتوضيح تغيير المواقف: "تغيير مواقف السلفيين"
http://www.youtube.com/watch?v=2qMtxiGYhTc

العمل السياسي مصلحة ومفسدة وتغير الفتوى بتغير الواقع:
http://www.youtube.com/watch?v=kEmetjODepE

- المظاهرات:
إن تحريمهم للمظاهرات لم يكن أمرا قطعي الدلالة وإنما لأمور مصلحيه مبينا على اجتهادات لبعض أهل العلم انطلاقا من الواقع الذي يعيشونه (لأن أغلبهم رأى في السابق أن المظاهرات لم تكن تُقدم شيئا وإنما كانت فترة يهتف فيها الناس ويفرغون ما بداخلهم ثم ينصرفون) لذلك نجد أن بعضهم قد تراجع عن رأيه وقال بجوازها (المظاهرات الآن صارت وسيلة لانتزاع الحقوق وليس كما كانت في السابق وسيلة للتعبير عن الغضب فقط). وأما فتاوى الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله (لا يخفى عليكم أنهما توفيا قبل أزيد من عشر سنوات،،، يعني تغير الزمن وتغير الاجتهاد) أي أن فتاواهم بخصوص المظاهرات فإنها تُحمل على زمانهم وبلدهم لأن بلدهم يحكم بالشريعة (نسبيا) وأما البلدان التي تحكم بقوانين وضعية فإن هذه القوانين نفسها تُبيح للناس التظاهر.
فستجدون -يحفظكم الله- أن كل المشايخ سواء المانعين للمظاهرات (إلى يومنا هذا) أو المجيزين لها (بشروط) قد اعتمدوا جميعهم على أمور مصلحية وعلى تقدير للمفاسد والمصالح وليس على نصوص قطعية الدلالة وإنما هي استنباطية، ومنه فإن تغيير الاجتهاد أمر وارد وطبيعي حيث لا يخفى عليكم أن فتاوى الأئمة الأربعة كانت تختلف بحسب بلد السائل وأن عمر رضي الله عنه كان يفرق بين الصحابي المدَني (سكان المدينة) وغيره (سكان البدو) في بعض الأمور (واقعة الرجل الذي رفع صوته في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
حسن الظن بالمشايخ وتوضيح للخلاف حول المظاهرات:
http://www.facebook.com/photo.php?v=208133785868809
المظاهرات حسب قوانين البلد:
http://www.youtube.com/watch?v=RfamWIN2ZVI
الخروج على الحاكم:
http://www.youtube.com/watch?v=0M4atqJzNOo&feature=player_embedded

كما أن ما جاء في أخر مقالكم من إشارات لمقالات مشايخ أو مقاطعهم وكتبهم فهذا كله يدخل كما قلت في إطار الاجتهاد والاختلاف الذي يمكن أن نتفق معه أو نرفضه أو ننكر عليه لكن باجتهاد ودليل مثله مع حفظ الأدب والتحلي بأخلاق وروح الحوار المهذب الراقي والمحترم.
أما ارتفاع عدد رواد صفحة حزب النور فهذا لا يعني أن كل الرواد منهم (حزب النور) وممن يوافقهم الفكر والمنهج وهذا لا يدل على تعطش الشباب السلفي للممارسة السياسية إذ لازال لحد هذه الساعة التي نكتب فيها هذا الكلام من يرفض الممارسة السياسية بكل أنواعها بل ويحرمها وهذا يدل على ما أشرت إليه آنفا أن الأمر يُبنى على الاجتهاد واختلاف فهم النصوص حفظكم الله.
وختاما شكرا لحسن أدبكم وتحليكم بضوابط النقد الهادف والبنّاء.

 

Enregistrer un commentaire

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...