مذكرات ليلة وفاتي



مذكرات ليلة وفاتي (( قـصـه مؤثـــره ))
هذه القصة لا نعلم كاتبها أو كاتبتهافقد وردتني على الاميل الخاص بي ، لكن جزا الله خيراً من جادت بِهِ قريحته بها،
وعلى الرغم من أنها طويلة لكنها تستحق القراءة فعلاً....


كانت ليلة باردة ما يعكّر هدوءها إلاّ ريحة المطر اللي يميز المستشفيات،
بالرغم من أني ما كنت أحس بأي ألم إلاّ أنني كنت أتقلب على سريري
خايفة من بكره… ما أدري ليش؟!!!.
ابتسمت وأنا أتذكر زوجي، كان يقول:
- لا تخافين يا العنود الطب تطور، وأَبلف بك العالم لين تشفين، لا تخافين أنا معك.
ابتسمت وأنا أتذكر كلامه والخوف اللي بنظراته وهو يحاول يطمني.
أمي يا حبيلك يا يمّه… طول الليل كانت تصلي وكل ما فتحت عيوني سمعت صوت همساتها تدعي لي، وتتضرع لله. يا حبيلك يا يمّه ويا حبيلي لعيونك اللي مَورْمه من البكاء
بالرغم من أنّي ما أشوفها وهي تبكي.
أشياء كثيرة تغيرت هالأيام، زوّاري كلهم تغيروا، ما عاد يجيني أحد من سني،
لا ما عاد أشوف إلاّ كبار العايلة اللي يتصفون بالدين والعقل. شيء غريب!!
ما أدري وش سببه؟! حتى الأحاديث اللي تطرح في غرفتي كلها عن قوة الإيمان والصبر.
وما عاد أحد يذكر لي الأمل في الشفاء، ولا أخبار العايلة!!
بنت عمي ولدت ما دريت إلاّ بالصدفة، سمعت وحدة تبارك لأمها في زيارتي.. وش صاير؟!!!!! والله شكيت أنهم يعرفون عني شيء أنا ما أعرفه!
يعني يمكن الطبيب قال في حالتي شيء؟!!!.
بس طردت وساوسي بحجة إن الطب تطور، والطبيب شكله مطّمّن علي،
وزوجي يقول إني بَشفى إن شاء الله أكيد.
قطع صوت أمي حبل أفكاري، وهي تناديني:
- العنود قومي وأنا أمك صلّي.
ابتسمت وأنا أتذكر كيف أمي تغيرت.
أمي أوّل من كثر حبها لي في البرد إذا أذّن الفجر تهمس في أذني إني أصلي،
وكانها ودها إني ما أسمعها، وإذا ما قمت تعيمت عني وسكتت وابعدت،
وهي تدعي إن الله يهديني. غريبة من بداية مرضي وهي حريصة على صلاتي،
تقومني بصوت حزين مستسلم، ابتسمت وقلت لها:
- أنا قايمة يمّه.
تنهدت وقالت:
- الله يشفيك يا بنيتي.
قلت:
- يمّه… ليش أنتِ حزينة؟! ترى أنا طيبة، والله ما فيني إلاّ العافية بالذات اليوم.
وطلعت أمي وأنا أكلمها وتركتني. استغربت، وسكت، وقمت أصلي.
يوم سلّمت وقبل لا أقوم عن سجادتي إلاّ باب الغرفة يدق الفجر!!! من جاي هالوقت؟!!!
شفت أخوي الكبير محمد يطل من الباب. ابتسامته تنوّر وجهه الملتحي،
بس ابتسامته كلها حزن. قال:
- كيف حالك يا الغالية اليوم؟!.
وسلّم على أمي وانحنى يسلم على يدها،
قلت: - الحمد لله بخير اليوم أنا طيبه، وأظنهم اليوم بيطلعوني. عندي إحساس.
الغريب بالرغم من إني كنت أبي أفرحه إلاّ أنه التفت عني وراح للشباك،
وفتحه ووقف عنده شوي وهو يتنفس بعمق ويذكر الله. وكأنه يحاول يطرد الشيطان،
بعدين قال بدون ما يرفع عينه من الأرض:
- ودّي أغيّر اتجاه سريرك يا العنود.
وقبل لا أرد حرّك السرير وخلاّه من جهة القبلة… ابتسمت،
قلت: - لييش؟!!!!!!!!.
قال وهو ما رفع عينه من الأرض وبصوت مرتعش:
- أفضل علشان إذا دعيتي الله تكونين مواجهة للقبلة.
قلت وأنا أضحك : - محمد أخاف ذي بدعة، انتبه.
ولا رد علي، حط مصحف جنب سريري وخرج وتركني، ولحقته أمي،
بوأنا ابتسمت وأنا أتذكر المناقشات الحادة اللي كانت تدور بينا في أمور الدين.
كان دايم ينصحني ويوعظني، وأنا بالرغم من إني أحترمه إلاّ أني كنت أناقشه في أي فكرة يقولها، وأقول اللي في خاطري، وهو كان متقبّل للمناقشة ويرد برحابة صدر.
رجعت لسريري وتمددت عليه، فعلاً هالمكان أحسن من الأول، هنا أقدر أشوف الحديقة اللي برّا، وأشوف العصافير تغرد في الصبح. تذكرت شباك غرفة بنتي سارة، أكيد العصافير متجمعة عنده ألحين. يا ما أزعجتني أصوات تغريدها، وفتحت الشباك علشان أفرّقها، لا تقوم حبيبتي ساردخلت أمي، قلت:
- يمّه سارة تراها الأيام الأخيرة تجيها كوابيس، عساك وصيتي نورة عليها لا تفارقها لو دقيقة في الليل لين أجي.
قالت أمي:
- ما عليكِ أنتِ، سارة مرتاحة، فكري بنفسك بس.
تمددت على سريري وأنا أطالع الساعة على الحائط، الدكتور بيجي الساعة 10 وأبقوله إني أبطلع خلاص، ماله داعي أربك أهلي وزوجي أكثر من كذا، خاصة أخوي ماجد قرّب عرسه. وسحبت مجلة أزياء، وفتحت على صفحه الموديل اللي اخترته لزواج أخوي ماجد، واتخيلت شكلي وأنا لابسته وقعدت أفكر… كيف أقنع الخياطة علشان توافق تخيطه بسرعة؟! وغفيت.
وقمت على صوت أخوي محمد يقرأ قرآن عند راسي، وفتحت عيوني، وابتسمت له، قلت:
- محمد ما بعد رحت البيت؟!!! يوه وعملك؟!!!!.
مارد علي وكمّل قراية لين ختم السورة، وهذا أبو سارة زوجي الحبيب اللي مسك يدي، وقال وهو يبتسم بحنان:
- هاه العنود… عساكِ ما حسيتي بشيء؟!
استغربت من سؤاله! قلت:
- لا أنا يا خالد طيبة، ما فيني إلاّ العافية، وودي أطلع الصراحة.
قال: الله يشفيكِ.
وابتعد عني بسرعة لا أشوف دموعه، وفي هاللحظة سمعنا دقات على الباب، ودخلت الممرضة لتعلن وصول الطبيب. وفي هاللحظة زوجي نقز من مكانه كأنّه مقروص، وخرج بسرعة مثل الواحد اللي يبي يهرب، أما أنا فرحت قلت للممرضة بحماس:
- خلّيه يدخل أنا جاهزة.
ودخل الطبيب، طبيبي يشبه أخوي محمد كثير، مسلم ملتزم ملتحي ومحترم، ما أذكر مرّة إنه رفع عينه في عيني إلاّ للضرورة، وأنا أستحي منه مرّة، بس أثق فيه وأعتبره زي أخوي، قال:
- هاه كيف حالك يا العنود؟!
- الحمد لله يا دكتور، أنا اليوم أفضل يوم لي من بداية مرضي، وأبي أطلع خلاص، اشتقت لبيتي.
أخوي في هاللحظة طلع بسرعة وأمي لحقته وتركوني لحالي مع الطبيب والممرضة، الظاهر كانوا يتوقعون انفجار لغم. قال الطبيب بوجه جامد ما فيه من الإحساس ذرّه، وكأنه مو هو اللي يتكلم إلاّ كأنه يحكي بلغه هو نفسه ما يعرفها، قال:
- العنود أنا بكتبلك خروج.
ونوّر وجهي بابتسامة وأنا أدس يديني تحت الغطوة لا يشوفها الطبيب، وكمّل كلامه بوجه جامد:
- العنود أنتِ وحدة مؤمنة وأكيد عارفة إن الموت حق.
وسكت.
تسارعت أنفاسي وأنا أقول:
- إيه… كمّل يا دكتور.
- حالتك ميؤوس منها، وبطلعك علشان تقضين آخر أيامك في المكان اللي تحبينه.
ورجع لصمته وسكت الطبيب، وسكت كل شيء في الغرفة، بس أنا ما عاد أسمع إلاّ صوت أنفاسي وصوت أكوااام الأمل اللي انهدت في قلبي، ومن الصدمة رميت غطوتي بعيد وقمت بحماس، وكأني بدافع عن حياتي، وكأن الطبيب هو اللي يبي يسلبها مني، وانحنيت، ولأول مرة أحط عيني في عين- دكتور!!! لا تقول كذا أنا طيبة! دكتور!!! وش هالكلام؟!!! دكتووور كيف الطب يعجز عن حالتي أنا؟!!!!! أنا؟!!! أصلاً أبو سارة قال إنّه بيلف بي العالم!!! كيف المرض ينتصر على شبابي وحيويتي؟!! أنا أقوى منه أكيد.
- يا العنود الموت والحياة بيد الله، والطب وسيلة، وما أدري؟! يمكن يبقالك ساعات أو أيام أو أسابيع؟! بس حالتك يا العنود ما عاد نقدر نسيطر عليها.
وسكت.
وقبل لا يطلع قال، وكأنه يبي يخفف عني:
- وأبعطيك أقوى المهدئات ولا راح تحسين بالألم في باقي أيامك إن شاء الله.
حسّيت ساعتها إني مجوفة فاضية من الداخل، حسيت الدنيا سوداء حواليني، وبدت تتضح لي صور من بعيد في مخيلتي، أول صورة شفتها كانت صورة سارة بنتي وهي تضحك وعمرها شهور. وبعدين شفت صورة زواجي وأنا لابسة أبيض وزوجي ماسك يدي بفخر، وهذي أمي وهذي زميلتي في المدرسة حسيت باختناق وضيق، هذا حضن أمي اللي دخلت علي وضمتني، وأبعدها عني بقوة وقاومت علشان أتخلص من حضنها، وسمعت صوت زوجي يكلم الطبيب عند الباب، طالعت أمي بعصبية، وقلت:
- يمّه ما أبي أشوف خالد.
كانت رغباتي أوامر في ذيك الساعة، ركضت أمي وردّته من عند الباب، ما كنت أبي أشوفه، كنت متأكدة إني ما راح أتحمل شوفته هو بالذات، حسّيت إنه بيذكرني بأيام الرخاء وأنا ألحين في شدة. وينكم يا أهلي؟!! بس ما أبي غيركم. ما بكيت ولا نزلت مني ولا دمعة، وكأن الخبر - يا الله أبطلع.

أكملت إجراءات خروجي، وقبل لا أطلع جت المريضة اللي بتاخذ غرفتي، طالعت عيونها فيها بريق أمل تختلف تماماً عن نظرتي أنا، كانت نظرتي ميتة عميقة مالها لمعة. سبحان الله للأمل بريق في العيون. وطلعت قلت لأخوي:
- محمد ما أبي بيتي، أبي أروح لغرفتي قبل لا أعرف خالد.
وفعلاً أخوي بدون أوامري كان رايح لبيت أهلي. ونزلت ودخلت البيت بس ما لقيت في استقبالي إلا خواتي الكبار!! والبيت كأنهم أخلوه لي! هذا بيت أهلي العامر اللي الكل داخل طالع!! ألحين هادي كأنه مقبرة!!!.
رحت لغرفتي ورميت عبايتي، كنت ناوية أتحمم وأغير ملابسي، وأستعد علشان أضم سارة لصدري بس ألحين غيرت رايي، ما أبي أشوف سارة، ما أبي أشعر إنها معتمدة علي في شيء، أبي أوكل أمرها لله، ونِعم بالله. أبخليها في وداعة الرحمن ومن يحفظ الودائع مثل الله! دخلت أمي وه- العنود وش تبين تاكلين؟!!!
- ولاشيء.
قلتها بحزم وقوة.
- يمّه ما أبي شيء.
أمي أوّل كانت دايم تتابع أكلي وتجبرني إني آكل، حتى بعد ما تزوجت كانت تحرجني عند زوجي اللي كان يضحك من حرصها على أكلي، وكأني طفلة، بس اليوم ولأول مرة احترمت رغبتي وسكتت وكأنها تقول:
- ماله داعي الأكل ما دام آخرته للدود.
- يا بنيتي زوجك يبي يشوفك.
قلت بصوت عالي وكأني أكلمهم من العالم الآخر…
- لا ما أبي أشوفه.
وطلعت ورجعت مرة ثانية، قالت:
- ترى خالد يقول إذا وافقتي تشوفينه هو ينتظر في المجلس مع أخوك.
بس أنا قررت إني ما أعذب أحد وإني أقضي آخر أوقاتي لحالي، قلت:
- يمّه روحي… إن بغيتك ناديتك.
- أبقعد عندك أوسّع صدرك.
- يمّه ماني فاضية ووقتي قصير.
طلعت وأنا أتذكر الوقت اللي كنت أضيعه في أمور تافهة مثلاً مجلة الأزياء اللي اخترت موديل زواج ماجد منها، جلست في المكتبة ساعتين علشان أختارها وأشتريها، وألحين تركتها في المستشفى ونسيت رقم الصفحة، وما راح ألبس الفستان أبداً.
يا الله يا وقتي أثرك كنت غالي ألحين!!!! عندي أشياء كثيرة أبي أسويها بس ما عرفت!! زي الطالب إذا أعلن المدرس إنه باقي له عشر دقايق من وقت الامتحان، وهو ما بعد كتب في الورقة شيء، بيسلم ورقته قبل العشر الدقايق ما تنتهي، لأنه راح يتوه بين الأسئلة.
وأنا هذا شعوري أبدأ بإيش ولاّ إيش!! جلست أفكر شوي وطلّعت ورقة وقلم، قلت أبكتب وصية… وصية؟!!!! زي الأفلام اللي كنت أتابعها. يا ما سهرت أطالع ناس (أظنهم) أردى خلق الله، وهم يفتعلون حكايات تافهة مالها بالواقع صلة!! يا خسارة ذاك الوقت كان ربي نازل في السمايا خسارة ليتني قمت وصليت ودعيت إن الله يخليني لسارة وأبوها، يا ليتني على الأقل رحت لسارة وضميتها لصدري.
وفجأة رميت الورقة والقلم، وقمت وفتحت الدولاب، وطلعت فستان حرير كان خالد يحب يشوفه علي، ولبسته ولبست جزمة مناسبة، وفكيت شعري وطلعت دهن العود وحطيته على شعري، ووقفت قدام المراية وتأملت صورتي.
يا الله كم باقي من الوقت ويندس هالجمال في التراب؟!! كم باقي من الوقت وتمشي الحشرات على هالخد النظر؟!! كنت أعتني بجسمي، حمامات زيت وكريمات، وأكافح التجاعيد، بس ليتني وصلت لسن التجاعيد!! خسارة الوقت الممل اللي قضيته وأنا أوزّع شرائح الخيار على وجهي! يا خوقفت وطالعت جسمي هالجسم الممشوق بيتمدّد في القبر بعد ساعات. يا ترى ضلوعي هذي بتلتقي بضمة القبر؟! يا ترى رقبتي اللي يا ما رفعت راسي لفوق بتنحني على صدري؟! ولاّ بتغل إلى رجولي؟! وتذكرت كيف أصرّيت إني أنضم لنادي، وكيف احتلت على أبو سارة واستخدمت جميع الوسائل- هالوقت أنا أولى به يا العنود .
بس لا زواج ماجد قرب، وكنت ناوية أكون فتنة الحفل فيه، وألحين الله ينجيني من فتنه الممات. طلّعت علبة مجوهراتي ومسكت خاتم كبير اشتريته أيام زواجي، كانت في الخاتم نقوش، تفحصت النقش، وطرا على بالي طاري… يا ترى أنا كنت أزكي عن هالذهب ولاّ لا؟! أظن أبو سارة كفي الليل طلعت من الغرفة ولقيت سجادة أمي عند الباب، أمي ما نامت تصلي وتدعي وجلست عندها والتفتت علي، نظراتها تجمع فيها حنان أمهات الدنيا كلها، ناظرتني نفس نظراتها لي يوم كنت طفلة، قالت:
- تبين شيء يا بنيتي؟!!
- يمّه أبي رضاكِ.
وانفجرت تبكي. بكت... بكت... وأنا تحجّرت الدموع في عيوني ولا دمعة هلّيتها، وانتظرت لين هدت، وقالت:
- أنا راضية عنّك يا بنتي. والله إنك من بين إخوانك كلهم أقل وحده تعبتني في الحمل والولادة والتربية، أنا راضية عنّك يا بنتي والله يرضى عنّك اإن شاء الله.
تنهدت براحه وقمت من عندها ومشيت لمحت أختي طالعة من الغرفة، أختي من أسبوع ما شفتها، بس غطت وجهها بيدها وكأنها شايفة شبح، ودخلت لغرفتها بسرعة، ومشيت. كنت أدوّر في البيت مثل مومياء أعدّوها لتابوتها، أمشي ببطء.
كل أهل البيت سهرانين، وش هالليلة الغريبة؟! كل واحد ماخذ له زاوية وجالس لحالة، هالليلة تشبه ليلة السفر، صح هي فعلاً ليلة سفر، وتذكرت كيف كنت أقلق في كل ليلة سفر ولا أنام، صحيح إن سفري كان سياحة إلاّ إني أتقلب في فراشي، وكل شوي أروح أتاكد إن أغراضي جاهزةيووه اليوم سفرتي غير، سفرتي ما فيها رجعة، ومفاجأة وماني مستعدة لها أبد.
مشيت على صوت ترتيل أخوي محمد للقرآن، كنت أتّبع الصوت لين دخلت عليه، محمد أعز إخواني على قلبي. ما أنسى أول أيام التزامه كيف كانوا أهلي يعلقون عليه بحجة إنه متشدد، وكنت أشجعه، أعرف إن هذا صالحه دنيا وآخرة، وقلت له يصبر عليهم ويحتسب، وهو الربحان في الأخيروفعلاً بدا يجني ثمار صبره وألحين الكل يثق فيه وياخذ شوره.
جلست جنبه وهو يقرأ تغيرت نبرة صوته يوم دخلت وبدت تتذبذب، وباين كيف كان يكافح علشان يثبتها في مستوى واحد وارتفع صوته علشان يسيطر على ضعفه، وأنهى السورة والتفت علي، قلت:
- محمد… وش أنا مقبلة عليه؟!!
ابتسم بحماس ودموعه تهل وقعد يحكي لي عن رحمه الله، وهو محافظ على ابتسامته الطيبة بالرغم من دموعه، وحكى لي كيف إن الله رحيم بعباده، وإنه أحن عليهم من الأم على ولدها، قلت:
- محمد كيف الموت؟!!!
- إن شاء الله بيكون سهل كــ…..
وقاطعته وقلت:
- محمد وش البرزخ؟!!!!
كنت أفكر بصوت عالي وأبي أحد يسمعني، بس قال:
- البرزخ هي الحياة بين الدنيا والآخرة و....
- محمد كيف بيكون حالي فيها إذا ما دعيتوا لي؟!!!
ورفع يدينه للسماء واجتهد بالدعاء، وأنا طلعت من عنده، وبدون لا أشعر ساقتني رجليني للمجلس، كنت أبي أعرف أبو سارة هناك ولاّ راح ينام على سريره اللي أعرف إنّه ما يرتاح إلاّ عليه، وجا في بالي فكرة… يا ترى بيتزوج بعدي؟!!!! أكيد أنا أعرف أبو سارة ما يحب الوحده دخلت المجلس ورفع راسه لي تمنيت إني ما لقيته، وتراجعت وناداني، قال:
- العنود تعالي يا حبي الأول والأخير.
وبكى ساعتها بس بكيت، أنا كنت عارفة إني ما راح أتحمل شوفته هو بالذات، قلت:
- ما لك عندي شيء يا خالد خلاص الموت بيخطفني منك اليوم، يمكن أشوفك في الجنة كاننا من أهلها إن شاء الله.
- إن شاء الله إنك من أهلها، أنا راضي عنك يا العنود، ومن ماتت وزوجها عنها راضي دخلت الجنة.
- بس أنا كنت مقصرة معك كثير.
- بالعكس حياتي معك كانت حلم جميل، ما تمنيت إني أفيق منه يا العنود. كل شيء معك كان له طعم حتى زعلك ودموعك وغضبك، كنت في جنة يا العنود، وكنت متأكد إنها ما راح تستمر السعادة اللي كنت فيها… العنوووود والله ما أنساااكِ.
وحرّك يده بقوة وصرخ:
- والله العظيم ما تغيبين عن بالي.
وهو يحلف أنا كنت أتخيله وهو ماسك يد عروسه الجديدة، ويطالعها بفرح وهي تبادله النظرات!! خسارة كان زوج نموذجي وكنت أحبه، خسارة… الله يخلفه علي، وقمت طلعت وكملت رحلتي الكئيبة.
هالمرة وقفت عند الباب اللي سارة تنام وراه، وقفت وأنا أحاول أبلع عبرتي، تردّدت أدخل ولاّ لا. سارة كانت متعلقة فيني كثير أوّل أيام مرضي، كانت تبكي طول الليل تبيني، بس في الأخير رضخت للظروف وتعلمت كيف تنام بعيد عن حضني، حاولت إني ما أدخل علشان خاطرها، ليشيا حبيبتي يا سارة، وحسّت أختي نورة فيني، وقامت مرتاعة وقالت: العنود؟!!!.
نورة ماشفتها من كم أسبوع بس ما سلمت عليها، كنت أودّع العالم وماني فاضية أسلم، قلت:
- نورة أنا أبنام جنب سارة اليوم.
وابتعدت وهي مترددة، وتمدّدت جنب سارة وضميتها وبكيت، والتفت على نورة، قلت:
- نورة تراني كان ودي أشوف سارة وهي تكبر، كنت أتمنى أشوفها عروس، قولي لها في يوم زواجها يا نورة. الله يخليكِ كنت أبيهم يذكروني ويترحمون علي بس في ذاك اليوم.
ولاّ سارة ما أظن إنها بتهل دمعتها علي لأنها ما عرفتني زين، تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إن الابن الصالح ينفع والديه، والتفت على سارة، ودّي أصب عليها التربية كلها في ذيك الساعة كنت أبيها تطلع صالحة. وتمددت جنبها.
وما أدري كم من الوقت مر؟!! ولأوّل مرّة أسمع صوت أذان الفجر ولا أقدر أتحرك، أحس رجولي مكبلة كأني في كابوس، عيني ثابتة على سقف الغرفة. حاولت أتحرك ما قدرت وصورة سارة في عيوني وهي نايمة، كنت أبي أضمها ثانية ما شبعت منها.
أغيب عن الوعي وأصحا ثانية، شفت العالم يصرخون حواليني، غرفة بنتي الهادية امتلت بالناس اللي يبكون، هذي أمي وهذا أخوي محمد وهذا زوجي وهذا واحد ما أعرفه، أظنه طبيب.
جسمي الغض كان متشنج، والتفت سيقاني ببعض، كنت أبي أبكي أستغيث بس ما أقدر أتحرك، قلبني الطبيب يمين ويسار كنّي خرقة بين يديه،
وكلّم أهلي وسمعت صوت بكاء شديد.

ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل إن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا

وهنا حسيت بقبلة رطبة على خدي، وفتحت عيوني، لقيت وجه قريب من وجهي، وابتسامه هبلا!!!
سارة!! هذي سارة بنتي!! ضمّيتها وبكيت… بكيت… وش صار؟! وين أنا فيه؟!! وسمعت صوت خالد من دورة المياه، وهو يغسل، ويقول:
- العنود وش فيكِ رجعت لك كوابيسك مرة ثانية؟!! تعوذي من الشيطان وقومي يا الله أنا ألغيت كل مواعيدي علشان أوديكِ للخياطة.
وحمدت الله إن هذا كان حلم، وإني إلى الآن أقدر أضم سارة، قلت:
- لا ما أبي أروح للخياطة؟! ما أبي أترككم يا خالد.
طلع من دورة المياه، وهو مبتسم بتعجب، وقال:
- وزواج ماجد؟!!!
- عندي فستان عادي أبلبسه.
وابتسم وكأنه مو مصدق كلامي وفتحت الشباك وشفت العصافير، واستنشقت هواء نقي، وحمدت الله إن ذيك الليلة الرهيبة كانت حلم، بس حلم ممكن يصير من يضمن حياته؟!! وقررت إني أستعد لها من اليوم.

لولا الهرم و الفقر و الثالث الموت
يـا الآدمي بالكون يا عظم شانك
سخّرت ذرات الهوا تفهم الصوت
وخـليتها أطوع من تحرك بنانك
جـماد تكلمها وهي وسط تابوت
تـاخذ وتعطي ما صدر من بيانك
وعزمت من فوق القمر تبني بيوت
مـن يقهرك لو هو طويل زمانك
لـولا الثلاث وشان من قدر الفوت
نــــفذت كل اللي يقوله لسانك

تعسا لمن هجر أمه


قال تعالى......
(( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ))


ذهب رجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : من احق الناس بصحبتي ؟
قال صلى الله عليه وسلم : امك
قال ثم من ؟
قال امك
قال ثم من ؟
قال امك
قال ثم من ؟
قال : ابوك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما أسأل نفسي

لما كنا صغيرين

كنا حلوين جدا

حلاوتنا تكمن في ملازمتنا لأمنا واحنا صغيرين ونبكي لفراقها

وامهاتنا كانوا بيبوسوا جسمنا كله

من الرأس الى أخمص القدمين

وياترى كم مرة بستها ؟ ؟ ؟ ؟





كبرنا واتغيرت ملامح الجمال والطفولة

الى القسوة والرجولة

او

النعوومه وكامل الانوثه

ماما بقت تبعد أكثر وأكثر

مش فاضيين لها مثل الاول ويادوب نقول لها هاي مام

او بوسه على الراس عالماشي

واوقات الأم تحس انها بوسة تنبع من عادة ليست من عبادة

وكأني بالأم تقول لإبنها

ممكن تبوس رجلي ؟

ليس ذلا له

بل حبا فيه وحبا لقربة

كبار العلماء والمشايخ كانوا يقضون اوقاتا عند أقدام أمهاتهم

يقبلونها ويتذللون لها حبا وكرامة

طيب هل تعلمون ياجماعة

أن

التايوانيون يحتفلون بعيد الأم بغسل أقدام الأمهات !!


يبرون امهاتهم وهم بدون دين


إن كنت ياقارئ الموضوع رجل فاعلم ان رجولتك لن تكتمل حتى تقبل أقدام أمك

وان كنتي امرأة فلن تزدهر انوثتك حتى تطهري فمك بقبلة لأطهر قدمين

وتعسا لمن هجر أمه

بوش يشتاق للحذاء


اعلن الرئيس بوش بصفته سيد الاغبياء
ان  احبته بني صهيون لن يوقفوا الاعتداء
وانهم لا يجب ان يكفوا عن سفك الدماء
وان القصف جار برا وبحرا وفي السماء
ولن يسمح هو ان يجف نهر دماء الشهداء
و سوف يحرم على غزة حتى الماء والهواء
وانهم لن يتركوا حجرا ولا على شجر لحاء
وانه يؤيد ذبح الشيوخ والاطفال والنساء
وان عنده حياة مستوطن واحد من اللقطاء
 تساوي اكثر من ارواح الاف  الابرياء
وانه يدين لاسرائيل  بالطاعة والولاء
وان المقاومة لن تنال منه سوى الجفاء
اجابه شريف ان اخرس ياابن الخبثاء
قد جعلت البيت الابيض كدار الخلاء
وصار مليئا بالجراثيم والعفن وكل داء
وان مخك لايزيد حجما عن حبة بازلاء
ان هيهات لك انت ومن معك العملاء
ان تنالوا من عزم اهل فلسطين الاباء
وهذه الايام بيننا وستقبل شفتاك الحذاء
ولاندري والله ايهما اوسخ انت ام الحذاء

conseils aux jeunes mariés


Mes chères frères,

Assalamou ‘alaykoum wa rahmatoullah wa barakatouhou

Avant tout Quant à moi j’aurais tout simplement un rappel à faire à tous nos frères et soeurs car justement c’est une occasion de se rappeler mutuellement car comme le dit Allah :

Et rappelle; car le rappel profite aux croyants
[Sourate 51 – Verset 55]



C’est un rappel pour tous les frères et soeurs qui sont au début de leur mariage ou qui ont des projets dans ce sens.

Un rappel sur le mariage, sa place dans l’islam, certains devoirs, certains droits que l’épouse et l’époux doivent remplir par rapport à leur Seigneur afin que le succès soit leur meilleur allié.

Le mariage, az-zawadj, est une nécessité innée, naturelle comme l’indique la parole d’Allah :



{ Parmi Ses signes: Il vous a créés de terre, - puis, vous voilà des hommes qui se dispersent (dans le monde) -. Et parmi Ses signes Il a créé de vous, pour vous, des épouses pour que vous viviez en tranquillité avec elles et Il a mis entre vous de l'affection et de la bonté. Il y a en cela des preuves pour des gens qui réfléchissent. }
[ Sourate 30 – Versets 20-21 ]



Si vous faites attention à ce verset vous constatez qu’Il a dit Amour puis Rahma, IL n’a pas inversé.

C’est à dire que cet Amour qu’il y a entre l’épouse et l’époux, c’est ce qui conduit vers la miséricorde,
la clémence et la pitié que chacun des conjoints a l’un envers l’autre.

Nous devons également nous rappeler que le mariage fait partie de la voie de notre Prophète Muhammad. Nous avons à ce sujet quelques hadith. Le premier, d’après Abdallah ibn mass’oud , raconte que le Prophète a dit:

« Oh ! Vous les jeunes, ceux parmi vous qui êtes capables de se marier, qu’ils le fassent. Cela permet de préserver la chasteté du regard et également la chasteté des parties intimes en évitant l’adultère. Et celui qui ne peut pas, qu’il pratique-le jeûne » [ Rapporté par Al boukhari et Muslim ]

Dans un autre hadith également rapporté par Boukhari et Muslim, selon ibnu Omar , 3 personnes se sont présentées auprès des épouses du Prophète pour les interroger quant à la vie privée du Prophète en disant :

« Comment le Prophète vivait-il ? Lorsqu’elles ont relaté sa vie privée, l’un d’entre eux a dit: " Quant à moi, je n'épouse pas les femmes ». Donc il prétend observer le célibat. Le deuxième dit « quant à moi, je prie et je ne dors pas » et le troisième a dit « quant à moi je jeûne et je ne mange pas ».

Quand le Prophète a entendu les propose de ces trois personnes il a immédiatement réagi en disant : « quant à moi, je prie et je dors, je jeûne et je mange, et j’épouse les femmes. » Il a poursuivi en disant « celui qui se détourne de ma Sunna n’est pas des miens.

On voit que quand le Prophète a entendu ces propos, il ne les a pas acceptés et il rappelle que le mariage fait partie de sa Sunna. Et bien entendu il y a beaucoup de hadith qui nous en rappellent l’importance.


Il y a certains points à retenir par rapport au mariage :

La première des choses c’est de faire le bon choix : le mariage, mes chers frères, n’est pas un simple coup de foudre, ce n'est pas un flash ( le gars perd la tête et pense jour et nuit à elle et l’inverse, c’est l’histoire de Roméo et Juliette), non, ce n’est pas ça, avant tout c’est Responsabilité et Sérénité.

Ecoutons le Prophète qui nous explique pour quelles raisons on doit se marier, les motivations. Il dit dans un hadith : « la femme peut être épousée pour l’une des 4 raisons : Pour les biens qu’elle a, pour la réputation ou l’honneur de sa famille et de sa personne, pour sa beauté et pour sa religion. Choisit celle qui a la religion, tu seras satisfait. »

Ceci parce que tout le reste part … mais la religion, la piété, reste jusqu’à la fin. La beauté part, une femme est belle aujourd’hui, demain elle vieillit, c’est terminé. Elle a de l’argent, elle a des biens, demain ça part. Elle a la réputation …demain cette réputation peut voler en éclat à n’importe quel moment … mais sa piété, As Salah, reste jusqu’à la fin.

Egalement, dans un autre hadith, le Prophète nous rappelle:

« Ce bas monde n’est que plaisir et le meilleur des plaisirs de ce bas monde c’est la femme pieuse »

…car celui qui a une femme pieuse a tout acquit. Tu peux avoir une femme très belle, mais tu risques de vivre un enfer, un cauchemar avec elle. Par contre si tu as une femme pieuse, non. Bien sur, il faut aussi qu’elle me plaise sinon je vais m’en détourner.

Mais je vais te dire une chose cher frère, fait en sorte que la beauté de cette femme équivaut au sel que tu mets dans la nourriture. On met du sel afin que la nourriture ne soit pas fade (sans goût), fait en sorte que cette beauté soit l’épice que tu mets dans ton plat … ne fait pas de la beauté le critère principal car tous ceux qui sont passés par ce chemin l’ont quelque peu regretté.



Quand est-il de l’homme ?

C’est pareil !

Le Prophète nous rappelle également dans un hadith s’adressant aux familles :

« si un jeune homme se présente à vous et dont vous êtes satisfait de sa piété et de son comportement, mariez-le. Si vous ne le faites pas, il y aura épreuves sur Terre et corruptions »
[ Rapporté par Abou Daoud et At Tirmidhi ]

En effet à partir du moment ou l’on ferme les portes à ce jeune homme qui cherche à compléter, parfaire sa religion par le mariage, et bien, cette famille ou ces gens qui ferment leur porte risquent de le pousser vers l’adultère !

Tout cela, ce sont les principaux repères, mes chers frères, dans votre recherche pour démarrer, faites le bon choix afin de ne pas le regretter plus tard.

Passons maintenant aux choses les plus importantes, après le choix.

Commençons par l’époux. Quels sont ses devoirs mais aussi ses droits ?



Son premier devoir est d’assumer sa responsabilité en tant qu’époux et en tant que chef de famille.

Allah dans le coran dit :

Les hommes ont autorité sur les femmes, en raison des faveurs qu'Allah accorde à ceux-là sur celles-ci …
[ Sourate 4 – Verset 34 ]

Pourquoi ? Pour certains avantages, qu’Allah a donné aux hommes : force de caractère, puissance physique, etc. et aussi par les biens qu’ils doivent dépenser pour leur famille. L’époux est le chef de famille, c’est lui le timonier, c’est lui le maître à bord.

Il faut retenir cela, surtout à notre époque où l’on a tout inversé. Maintenant ce sont les femmes qui commandent, l'homme n’a qu’à signer son cachet et c’est bon. C’est la femme qui prend les décisions à la place de l’homme …

Non. Il ne doit pas y avoir de dictature mais il n’y a pas d’anarchie non plus.

Le Prophète nous dit : « vous êtes tous des bergers et vous êtes tous responsables de votre troupeau » ... c’est à dire responsable de ceux qui sont sous votre autorité.

L’émir, le chef de l’état, est responsable devant Allah de ses sujets, de ses citoyens tout comme l’époux est responsable de son foyer. Et l’épouse également est responsable de son foyer, de l’intérieur de son foyer. Elle est reine chez elle. Elle est responsable également de l’éducation des enfants.

Et l’on doit se rappeler une chose, la tutelle, la responsabilité que l’époux acquiert par l’acte de mariage qui fait de lui l'époux légal, le responsable direct de son épouse, el wilaya, est une responsabilité, un fardeau et non pas un honneur. C'est une responsabilité devant Allah . Il devra en rendre compte le jour du jugement.

Le Prophète nous dit dans un hadith :

« Allah le jour du jugement dernier interrogera chacun concernant ses responsabilités » ... concernant ceux qui étaient sous son autorité. A - t’ il préservé leurs droits ? A – t’ il préservé cette responsabilité qu’il avait ? Ou bien l’a - t’ il négligée et délaissée ? Au point qu’Allah interrogera l’époux concernant sa famille, son épouse, ses enfants.
On sera tous interrogés là dessus. Alors préparons nous et assumons pleinement notre rôle.

Bien sur cette tutelle signifie que la dépense est obligatoire, c’est au mari de dépenser pour son épouse et de prendre en charge de façon financière son foyer, sauf bien sur s’il y a un accord préalable.

Par exemple : l’époux n’a pas de travail, et l’épouse se propose d’elle-même sans être forcée, elle dit « moi je suis prête à travailler ». Il arrive que dans les papiers, et seulement dans les papiers, pas dans la réalité, l’épouse soit le chef de famille. C’est donc elle qui devant l’état assume les responsabilités financières. Si l’épouse dit : « je suis prête à t’aider, à assumer le temps que tu trouves un travail », il n’y a pas de problème.

Mais cette sœur, cette femme, qu’Allah la protège, doit se rappeler que ce n’est pas parce que c’est elle qui dépense que c’est elle qui a les rennes du pouvoir. Non. C’est l’époux qui décide en dernier lieu comme nous le verrons plus tard.
Et que l’époux se rappelle également que pour le fait qu’il dépense pour sa famille et qu’il le fait avec une intention sincère, pour se rapprocher d’Allah, il lui sera inscrit une récompense comme le relate le hadith rapporté par Al Boukhari et Muslim dans lequel le Prophète (paix et bénédiction d'Allah sur lui ) nous dit que lorsque le croyant ou l’époux, dépense pour sa famille, en souhaitant l'agrément d’Allah, même s’il en s’agit que de donner un morceau de nourriture à son épouse pour qu’elle le mange, il est récompensé par Allah .



Son deuxième devoir : mes biens chers frères ici présents, c’est de bien traiter l’épouse, de bien prendre soin d’elle et de la respecter. Il est connu, et je reprends l’expression d’un de nos frères qui disait : « le 1er mois du mariage, c’est le mois du miel », tout est rose, tout est beau, après ça, c’est « le mois de l’oignon », car les larmes coulent, les problèmes commencent … il faut donc une certaine sérénité, une certaine maturité, bien traiter son épouse est une recommandation du Prophète qui dit : « Le meilleur d’entre vous est celui qui traite le mieux son épouse, sa famille, et moi je suis celui qui traite le mieux ma famille » et dans un autre hadith il dit également : « celui qui a parfait sa foi c’est celui qui a parfait également son comportement et le meilleur d’entre vous est celui qui se comporte le mieux avec son épouse » .



La femme n’est pas une esclave mes chers frères, la femme n’est pas une esclave mais un être honorable qu’Allah a honoré donc vous devez la respecter et la traiter comme tel. A partir du moment ou tu « l’as privée » de son chez elle, ou tu l’as « arrachée » de son domicile, afin qu’elle soit chez toi, dans ton domicile, crains Allah concernant ce que tu devras rendre comme compte à son sujet.



Et que veux dire respecter et prendre soin de l’épouse ?

Cela veut dire bien sûr, en plus de ce que l’on a vu précédemment concernant le fait de subvenir à ses besoins, que l'époux lui accorde un certain temps.

Ne soyez pas comme l’époux qu’on voit aujourd’hui, qui rentre chez lui après avoir été avec des frères : quand il est avec des frères, dans des lieux, dans des centres, machAllah, quel frère formidable, mais dès qu’il rentre chez lui auprès de son épouse, c’est un « policier », un « gendarme ». En fait la tenue de l’homme bon, « du gentil jeune homme », il la laisse aux vestiaires quand il rentre chez lui, dès qu’il franchit la porte du salon, c’est un autre personnage, il tire la tête, pas de sourire, etc. Alors que le Prophète nous apprend parmi les règles de bienséance, que lorsque nous entrons chez nos familles, auprès de nos épouses, commençons par le salut de l’islam :


«Assalamou alaykoum wa rahamtoullah wa barakatouh» commençons par ça ! Il faut sourire à son épouse, lui faire plaisir!

Je vais vous relater un récit qui est assez étonnant et qui montre comment le Prophète se comportait avec ses épouses et en particulier avec ‘Aisha .

Dans le Musnad d' ibnu Ahmad, il est relaté que le Prophète était un jour en déplacement avec son épouse 'Aisha et quelques compagnons . A un moment donné il a dit à ses compagnons, « avancez devant ! ». Et qu’a -t’il fait ? Il a dit : « Aisha, vient on va faire une compétition, on va courir ». Ils ont couru et elle l’a battu. Elle a été plus rapide que lui, elle l'a battu dans la course et il a accepté.

Quelques années plus tard, il lui a demandé de recommencer cette course, et 'Aisha lui dit « j’ai pris du poids », ils ont couru et c’est le Prophète qui l’a emporté. Et il lui dit « je me venge par cette victoire de ma défaite précédente ». Ce qu’il faut retenir, c’est que le Prophète s’amusait avec ses épouses, il riait avec elles, et c’est ce qui malheureusement manque quelque fois dans certains couples.

Egalement, parmi les choses dont il faut tenir compte, il faut honorer la famille de l’épouse, en prendre soin.

Même s’il devait y avoir un malentendu, un conflit, entre toi et ta belle-famille, rappelle toi que tu prends soin de ta femme avant tout. C’est une affaire entre toi et eux, ne mélange pas les pinceaux. Souvent on entend les plaintes de certaines sœurs qui disent « mon mari passe son temps à critiquer ma famille »… quelqu'un ici accepterait-il qu’on s’en prenne à sa famille ? Certainement pas !

Or comme l’a dit le Prophète « Nul parmi vous n’est véritablement croyant tant qu’il n’aime pas pour son prochain ce qu’il aime pour lui-même »



Le troisème devoir de l’époux, instruire son épouse de sa religion.

L’épouse n’est pas une servante, une bonne à tout faire, elle ne doit pas être tout le temps, enfermée dans la cuisine.Tel homme veut une « bonne », du coup sa demeure, et c’est souvent source de conflit, se transforme en restaurant.
Tous les jours il y a des frères qui débarquent et la pauvre femme, du jour ou elle s’est mariée, elle est toujours dans la cuisine, elle ne connaît pas la couleur des autres murs de la maison.

Dès qu’elle finit de laver la vaisselle, une nouvelle commence… Il lui dit « Ya Aisha ce soir, j’ai 5 frères qui vont débarquer ». C’est à tel point que certains frères m’ont relatés qu’à force d’avoir des invités, ils ne voient même plus leur épouse…elles vont dormir le soir, ils ne les voient pas… Il ne faut pas exagérer !

Libérez-lui du temps, le temps de l’instruction.

Alors certains frères disent « ah non ! Non, il vaut mieux qu’elle reste ignorante parce que le jour où elle va apprendre, ouvrir ses oreilles et ses yeux, elle va prendre ses grands airs avec moi. »… ça ne marche pas ça. Donnez-lui son droit à
l’instruction.

As-tu oublié que le Prophète lorsqu’il recevait des questions d’ordre pudique qui touchaient les femmes, par pudeur, il les envoyait chez Aisha directement parce qu’elle était apte à répondre et ce parce que le Prophète l’a instruite.

Alors cher frère, si tu as un niveau de science suffisant, accorde à ton épouse un temps pour l'instruire.

Si tu n’as pas ce niveau, que toi-même tu apprends, crée-lui un cadre adéquat pour qu'elle s’instruise. Achète-lui des livres, achète-lui des cassettes, fais en sorte que par exemple elle puisse suivre un cours dans un endroit qui est sain bien entendu, pieux et ce, à condition de lui rappeler que ce n’est pas parce qu’elle va suivre un cours que le foyer doit être sans dessus dessous.
Ou bien elle sort en disant « je n’ai pas le temps pour mon foyer, j’étudie le Sahih de Boukhari » Et bien avant d’étudier occupe-toi de ton foyer d’abord, ensuite installe toi dans ton salon, prends ton livre et lis à ton aise.

Donc attention, il ne faut pas étudier et sacrifier son foyer.

Ceci c’est une plainte qui vient souvent chez certains frères dont les épouses partent à gauche et à droite et délaissent leur foyer. Là ce n’est pas bien. Il faut donner à chaque chose son temps.

De même nous avons un hadith rapporté par Boukhari pour relater l’importance de l’instruction pour la femme.

La femme doit s’instruire ne serait-ce que pour savoir comment elle doit prier, pour s'assurer qu'elle prie et fait ses ablutions correctement, pour qu’elle connaisse ses devoirs et droits envers son époux, car d’où viennent la majorité des problèmes qu’il y a dans les couples ... dans les familles ? Ils viennent de l’ignorance. L’ignorance ! Parce que l’époux, ne connaît pas son rôle, il ne connaît pas son devoir, il ne connaît pas son droit.

Et l’épouse ? C’est la même chose !

Dans un hadith, le Prophète dit à certains compagnons qui étaient venus le voir : « retournez auprès de vos familles, restez auprès d’elles et instruisez les et ordonnez leur le Bien et les devoirs qui leurs sont prescrits. »
[ Rapporté par al Boukhari et Muslim ]

On voit ici que le Prophète rappelle l’importance de donner à son épouse son droit à l’instruction. Tout comme toi tu apprends, tu vas à des conférences, tu achète des livres, tu lis, offres également ce cadre à ton épouse.

Voilà en résumé les devoirs de l‘époux.



Quant à ses droits :

Le 1er droit auquel il a droit de son épouse, c’est l’obéissance, car c’est lui "le chef à bord", et l'épouse doit être contente qu’Allah l’ait libérée de cette responsabilité. ( Commentaire de Mustafa Kastit : elle refuse de dormir avec ou elle quitte carrément le domicile comme ça se voit malheureusement aujourd’hui… Au moindre problème, la dame fait ses valises, prend ses cliques et ses claques et s'en va)

Cela il faut le rappeler.

Mais bien sur l’obéissance implique que le mari ordonne ce qui est correct, ce qui est conforme à l’islam.

Par contre s’il ordonne de faire une chose contraire à l’islam, elle doit désobéir car le Prophète dit également :

« Il n’y a pas d’obéissance à une créature dans la désobéissance au créateur ».

La femme n'obéit à son époux que tant qu’il lui ordonne ce qui est correct, ce qui est convenable, ce qui est conforme à l'islam, à ce qu’Allah nous a enseigné dans le coran et à ce que le Prophète Muhammad nous a enseigné vis-à-vis de sa Sunna. Mais s’il lui ordonne autre chose, elle doit dire, Non.



Le 2ème droit, c’est le respect et il est équivalent à celui qu’il lui doit et dont on a parlé.



Le 3ème droit, c’est que l’épouse ne peut jeûner le jeûne surérogatoire (pas celui de ramadan) sans son agrément et son autorisation.

Le Prophète nous dit : « Il n’est pas permis à une femme de jeûner sans l’autorisation de son époux ». (Commentaire de Mustafa Kastit : il faut comprendre le jeûne surérogatoire, celui du lundi et jeudi à titre d’exemple)

Il se peut en effet que son époux ait besoin d’elle alors qu’elle est en état de jeûne … il veut l’approcher, elle est en état de jeûne … elle doit demander son autorisation sauf bien sur s'il s’agit d’une expiation à faire, des jours à remettre qu'elle n'a pas fait pendant ramadan, là c’est une autre histoire. Pour les autres jeûnes, elle doit demander l’autorisation à son époux. De même elle ne peut faire entrer dans sa demeure qu’une personne que l'époux agrée.

Mais l’époux ne doit pas être injuste … car il arrive quelque fois que l’époux empêche sa belle-mère ou sa belle sœur ou son beau-frère de rendre visite à son épouse. Il faut être juste c’est permis dans un seul cas, c’est si l’époux remarque que ce milieu influence son épouse dans le mauvais sens. Là c’est autre chose. Là il doit mettre son veto et dire je ne veux pas les voir chez moi. Allah n’accepte pas l’injustice.



Nous avons vu les principaux droits que l’époux à sur son épouse. Passons maintenant à l’épouse, on inverse les rôles, et on commence bien sur par ses devoirs.

Son premier devoir, que nous avons déjà vu est l’obéissance.

Son deuxième devoir, nous l’avons vu aussi, est de respecter son mari.

Son troisième devoir est de se rappeler ses bienfaits. Qu’elle se rappelle les bienfaits de son époux à son égard.

Pourquoi ? Parce que le Prophète nous dit :

« J’ai observé les gens de l’enfer et j’ai vu que ce qui sont en plus grand nombre sont les femmes », les compagnons étonnés demandèrent pourquoi. Il répondit « parce qu’elles mécroient. » Ils redemandèrent, « Est-ce qu’elles mécroient en Allah ? ». Il répondit : « non, elles mécroient en le bon traitement que l’époux leur donne » Ensuite il dit : « L’un d'entre vous traite bien son épouse pendant très longtemps, il prend soin d’elle, la traite bien, se montre gentil, etc., le jour ou il commet une erreur avec elle, qu’est ce qu’elle dit ? : « Franchement toi, je n’ai jamais vu de bien de ta part, il n’y a aucun bien en toi» ».

La c’est grave. Et le Prophète met en garde contre cela. Ces femmes là gagnent l’enfer facilement.

Elles mécroient, elles remettent en question toute la période durant laquelle leur époux les a bien traitées.

Un autre de ses devoirs : soutenir son époux. Le soutenir dans les moments aisés et dans les moments difficiles. C'est très important et c’est comme ça qu'on construit un foyer, un couple solide. C’est comme ça que le bateau avance à vive allure et arrive inch’Allah à bon port.

Par contre si l’époux rentre chez lui et qu’il est déjà épuisé et qu’en plus ce n’est pas une femme mais un douanier qui l'accueille, « tu étais ou ? Qu’est ce que tu as fait ? Combien t’as rapporté d’argent ? Ceci, cela… » Alors il se dit « déjà je suis fatigué, au travail ils m’ont vraiment énervé et maintenant quand je rentre, je dois subir des commentaires ! T’as oublié ceci, t’as oublié cela ! »…Et c’est comme ça que des couples volent en éclat.

Non ! Quand son époux rentre, l’épouse doit l’accueillir en « roi ». Je dis « roi » mais il ne faut pas exagérer non plus, il ne faut pas mettre un tapis rouge, des fleurs etc., mais je veux dire par-là qu’elle doit bien l’accueillir.

Un autre de ses devoirs, c’est de se faire belle pour son époux car nous vivons à une époque ou il y a beaucoup de fitna, de désordre. L’homme sort de chez lui, il voit des femmes partout et elles sont pratiquement nues dans nos sociétés contemporaines alors la femme doit jouer son rôle, s’embellir pour lui, se présenter de la meilleure des façons quand il rentre le soir. Et embellir également la demeure.

Par contre si la demeure, sent tous les jours, pardonnez l’expression, les épices et l’oignon, de la même façon que son épouse, et bien il va en avoir marre. Elle doit s’embellir et être présentable. C’est pour cela qu’elle doit mettre du parfum et du maquillage, je dis le maquillage à titre d’exemple parce qu’à long terme ce n’est pas bon pour la femme.

D’ailleurs la femme ne doit se faire belle que pour son époux, elle ne doit pas sortir maquillée... Si elle s’embellit, elle le fait pour son mari, pas pour quelqu’un d’autre.

Mais attention mes chères frères, ne demandez pas des choses à votre épouse et vous, vous oubliez votre personne…vous rentrez toujours en salopette, vous sentez l’essence ou le poisson, n’est-ce pas ? Ou alors vos cheveux sont toujours en pétard…non, non, non, ça, ça ne va pas….

Toi aussi cher frère, tu dois être présentable, toi aussi tu dois te faire beau pour elle.

Parce que si l’homme est tenté par les femmes, attention, la femme elle aussi peut être tentée par des hommes.
Pourquoi ? Parce qu’Iblis circule dans l’individu comme le sang circule dans les veines, voyez-vous ? Il avance rapidement en atteignant directement les droits de la femme, qui sont les devoirs de l’époux et qui consistent à ce qu’elle soit bien traitée, elle ainsi que sa famille et son droit à l’éducation.

Voilà quelques recommandations concernant l’époux et l’épouse. J’arrive vers la fin, il reste deux derniers points à aborder.



Le Premier : je rappellerai à notre futur époux ici présent inch’Allah et à tous les frères qui sont des futurs époux et à toutes les sœurs qui seront de futures épouses, je rappelle entre frères, que la sœur qu'il va épouser inch’Allah n'est pas Hafsa, ni 'Aisha, ni Khadija, ni Myriam, qu'Allah soit satisfait d'elles, mais un être qui a ses qualités et ses défauts.

Pourquoi dis-je cela ? C’est parce que quelque fois il arrive que le jeune homme lorsqu’il épouse une jeune femme, il voit tout en rose « macha Allah ceci, masha Allah cela... », mais quand il vit avec elle et qu’il remarque qu’elle a certains défauts, elle choit, à ses yeux, définitivement et c’est là que les problèmes commencent … « le mois du miel, puis le mois de l'oignon ».

Et l’inverse est vrai aussi ! L’épouse prend son époux pour un cavalier, elle le prend pour Abou Bakr ou Othman ou ‘Ali radiallahou 'anhoum ajma’in … Elle l’imagine comme Abou Bakr, Othman ou 'Ali ... elle imagine la foi de 'Omar, la piété de 'Othman ou 'Ali … elle voit un frère machAllah, quel frère ! Elle voit tout en rose, des étoiles partout. Mais malheureusement quand petit à petit elle commence à vivre avec lui et qu’elle remarque certains défauts alors elle voit tout en noir tout simplement.

Il faut être serein.

Elle doit se dire « j’ai épousé un homme qui a des qualités et des défauts. Ses qualités, on va faire en sorte de les augmenter et ses défauts, on va faire en sorte de les aplanir » et inversement pour l’époux avec son épouse.



Le second et dernier point et c’est avec cela que je vais conclure, est le cas où, je ne l’espère pas, il y aurait un différent, un conflit entre l’époux et l’épouse.

Quelle est la solution ? Que faut-il faire ?

Faut-il que la femme s’en aille et vide la maison comme on a entendu souvent des frères mariés qui un jour se sont retrouvés avec une table, 3 assiettes, 4 cuillères et 5 fourchettes ?

La femme a tout vidé, avec un camion et elle est partie. C'est ça l'Islam ? L’islam nous recommande ça ?

Et ils vont dans les tribunaux maintenant aussi, il y a plein de dossier de couples en divorce ! Si vous voulez divorcer et le divorce reste bien sur le dernier recours après avoir essayé la réconciliation, après avoir essayé de ressouder les liens, Allah nous donne la solution, soit, vous la retenez, c’est à dire que vous l’épousez dans le Bien, soit vous la libérez dans le plus grand respect et l’honneur.

Parce que maintenant certains s’imaginent que le divorce c'est la bagarre et la dispute d'office. Il faut la bagarre et la dispute pour divorcer selon eux et on entend des femmes et des frères aussi qui disent: "prends ton avocat et je prends le mien !" soubhanAllah, on dirait qu’on est dans un match de boxe, chacun des deux a ses sponsors !



La solution s’il y a un problème est la suivante : s’asseoir et discuter.

Et je donnerai un bon conseil à notre frère et futur époux inch’Allah et retenez bien cette leçon : la femme par son tempérament ... en général ... retient beaucoup, elle emmagasine...

L’homme s’exprime beaucoup plus facilement mais la femme, elle a beaucoup de mémoire pour emmagasiner et un jour le vase déborde, elle explose et c’est pour cela que l’époux doit être intelligent et remarquer ses sourires et sa tristesse … il doit de temps à autre, mesurer la température et s’il voit qu’elle reste à 30° C, c’est bon, si ce n'est pas le cas, il faut vite remédier au problème, donc s’asseoir et discuter. Et le problème chez beaucoup de couples c'est qu’il n’y a pas de dialogue. On dirait que ce sont deux êtres chacun habitant seuls... Il faut du dialoguc; font-family: Trebuchet MS;"> maintenant ce couple n’arrive vraiment pas à résoudre ses problèmes alors il faut avoir recours aux gens de science ou alors aux proches des deux familles à condition que les gens, choisis dans les 2 familles, soient des gens sages et non pas des gens qui vont vouloir défendre le membre de leur famille absolument contre l’autre.

Si vous avez peur d’une dispute entre les familles, convoquez un « arbitre » de chaque famille afin qu’ils discutent et trouvent une solution pour ce couple.



Qu'Allah protège chaque musulman et chaque musulmane.

يا صاحبي .. إلى أين أنت ذاهب !!


يا صاحبي ..
إلى أين أنت ذاهب !! لم يعد لنا في هذا الضجيج مؤنس إلا القرآن ..
حاول أن تخلو بنفسك قليلاً وأن تسترجع ذكرياتك مع هذا الزمان .. كم مرة طعنت من صديق كم مرة صدمت في رفيق؟
البشر هم البشر تحكمهم شبكة من العلاقات يوالون من أجل الدنيا و يعادون من أجل الدنيا رغم أنها لا تعدل عند الله جناح بعوضة !!

يا صاحبي ..
قطار الزمان يمر ، والمحطات تتلاحق ، وأنفاسنا تخمش صدورنا بأظفارها الزجاجية ، وفي طرفة عين سينتهي كل شيء !!
فماذا أعددت ليوم الحساب ؟
يا صاحبي ..
رفقا بنفسك ، عجلة الوقت تدور وأنت في شرنقة ذاتك لا تعمل إلا من أجل حفنة جنيهات ستتحول إلى رماد في قبرك ، لقد جاء من هو أفضل منك و ولى ، ولقد عاش من هو أسوأ منك و مضى ..
يا صاحبي ..
تعال معي نتجول في آفاق القرآن الذي هجرناه و هو أوفى الأصدقاء..
لقد تقدم العلم كثيرا لأنه ترك التعامل مع الأحداث بمنطق الفدان والمتر والساعة وصار يتعامل بالفمتو (1)، ولن يتقدم إيماننا إلا إذا تعاملنا مع القرآن بالفمتو .
إن الذي خلق الكون هو الذي أوحى القرآن ولا بد أن يتوازى مقياس العلم مع رؤيتنا للقرآن ،
لا يمكن للمفسر و لا للمسلم الذي يتدبر القرآن أن يتجول في آفاق القرآن إلا وهو مسلح بأسلحة اللغة والعلم والثقافة .
لقد صاغ القرآن اللغة في بنية هندسية مدهشة سنتعرف على ملامحها معاً مع مراعاة الآتي :
• يجب على المفسر أن يكون على دراية بالمعنى القاموسي للكلمة ومستويات دلالتها المتعددة
• لابد من معرفة البعد الزماني و المكاني للكلمة (اسم-فعل)
• لابد من معرفة طاقة الدلالة لكل كلمة (اسم فاعل-اسم مفعول صيغة مبالغة
• لابد من معرفة علاقة الكلمة بغيرها من المفردات في السياق
• لابد من معرفة طاقة شكل الحركة (الكسرة أقوى الحركات ثم الضمة ثم الفتحة ثم السكون
• لابد من معرفة الإيقاع النظمي والتقديم والتأخير
• لابد من معرفة علاقة الكلمة بالمشهد أو السياق أو الخلفية في منظومة الآيات.
وأخيرا .. لابد من معرفة علاقة السياقات في القرآن كوحدة متكاملة ولقد التفت علماء السلف إلى هذا المنهج وأسموه تفسير القرآن بالقرآن.

أمثلة
في أحد مواقع اللادينين العرب على الإنترنت يتهم علماء الإعجاز العلمي بالدجل و التدليس - سيتضح بعد قليل أنهم هم الدجالون المدلسون - وأوردوا بعض الأمثلة على هذا الدجل المزعوم قائلين:
إن كلمة أدنى في قوله تعالى : ((غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) )) [ سورة الروم]
لا يمكن تفسيرها بأنها بمعنى أخفض أو أسفل لأنها لا تكون إلا بمعنى أقرب وذلك لكى يسلبوا من الآية إعجازها العلمي بأن منطقة البحر الميت أخفض منطقة على سطح الأرض واستدلوا ببعض قواميس اللغة على أن أدنى بمعنى أقرب وهذا اجتراء غير علمي وهو ما يسمى بالمنهج الانتقائي وهذا عين التدليس لأن أدنى في نفس القواميس تأتي بمعنى أخفض و أسفل .
لكن القرآن صاغ شيئا مدهشاً و هو البناء الهندسي المتكامل للمفردات فلا حاجة مع هؤلاء للقواميس ولنحتكم إلى القرآن نفسه لنجد أن أدنى جاءت في موضع آخر بمعنى أسفل أخفض و أقل قال تعالى في سورة البقرة:
(( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))

مثال آخر
هؤلاء المعترضون على قوله تعالى يا أخت هارون.. في الآية:
(( يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً )) [مريم : 28]
وقالوا إن مريم ليست أخت هارون مع أنه من الممكن أن يكون لها أخ اسمه هارون وقالوا إن القرآن لم يفرق بين مريم أخت موسى و مريم أم المسيح .
نقول لهؤلاء ومن قال إنها أخت بمعناها الحقيقي !
المشكلة أنكم تحاكمون القرآن من منطلق خاطيء وهو افتراض أن فهمكم صحيح تعالوا نحتكم إلى البناء الهندسي للقرآن لنرى أن كلمة أخت و كلمة أخ تأتيان أيضا بالمعنى المجازى .. قال تعالى (( وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) [الزخرف : 48]
فهل الآيات أخوات حقيقة أم مجازا؟
وقال تعالى في سورة الأحقاف: (( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم ٍ )) [الأحقاف : 21]
و المقصود ب ( أخا عاد ) هو هود مع أن هودًا لم يكن أخ لعاد ، بل حفيده و بينهما مئات السنين فهل هي أخوة حقيقة أم مجازاً ؟؟
ثم إن سياق الآية في سورة مريم - وهذا هو الأهم - ليس في معرض ذكر نسب مريم لم يقل القرآن إن مريم أخت هارون ، إن سياق الآيات هو التوبيخ لمريم لا ذكر النسب لأنها في اعتقاد اليهود حملت سفاحاً فما علاقة النسب الحقيقي بالسفاح ؟ إنه النسب المجازي للتقوى و الورع الذي عبر عنه بأخوة هارون .

مثال ثالث:
قال تعالى :
(( فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ))[التوبة : 55]
وقال تعالى في في آية أخرى في نفس السورة :
(( وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )) [التوبة : 85]
فلماذا هذه الفروق اللفظية في الآيتين؟
مقياس الفمتو هو الإجابة لا مقياس الفدان !!
خلفية السياق أو المشهد في في الآية الأولى :
إن الآية الأولى في سياق الآيات التي قبلها والتي بعدها تتحدث عن غطرسة المنافقين وجبروتهم ومراوغاتهم.. فقال تعالى :
(( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ )) [التوبة : 52]
ثم قال تعالى :
(( قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ )) [التوبة : 53]
ثم:
(( وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ )) [التوبة : 54]
و جاءت الآية 55 في السياق :
(( فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )) [التوبة : 55]
وتلتها الآية 56 :
(( وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ )) [التوبة : 56]

خلفية المشهد في الآية الثانية :
تمثل الموت والسكون والذل ..
فقال تعالى :
(( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ )) [التوبة : 84]
و تلتها في السياق الآية رقم 85 :
(( وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )) [التوبة : 85]
لذلك استخدمت الآية في المشهد الأول في سياق غطرستهم وسائل تأكيد أقوى حتى لا ننخدع بهذه الغطرسة فاستخدم الفاء في كلمة : فلا
ثم زيادة التأكيد بلا: و لا أموالهم
ثم لام التعليل بحركة الكسرة في قوله : ليعذبهم .. و هي الأقوى من (أن) في الآية الثانية في قوله تعالى: أن يعذبهم بحركة الفتحة ثم السكون ، ليس هذا فقط بل إن كلمة( ليعذبهم) اجتمع فيها كسرة اللام ثم ضمة الميم ثم فتحة العين أي ثلاث حركات متعاقبة أما (أن يعذبهم) فإن سكون النون هدأ من قوة الحركات فهدأ من إيقاع المشهد الذي يتوقف قليلاً أمام ذل الموت.
ليس هذا فقط ، بل استخدم كلمة الحياة التي تدل على البهرجة لأنها في مقام الغطرسة وحذفها في مشهد الموت.
فكيف يحق لناهد متولى أو لأب زكريا أن يتكلموا في القرآن! من الذي منحهم الحق ؟ إنه الشيطان !!

مثال أخير:
قال تعالى في سورة فصلت :
(( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ )) [فصلت : 38]
وقال سبحانه في سورة الأعراف:
(( إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )) [الأعراف : 206]
لماذا وضع له بعد يسبحون في الأولى ولم يضعها في الثانية ؟
الحل في الفمتو.. و السياق
الآية الأولى تتحدث في سياق التسبيح التعبدي أي السجود
قال تعالى في الآية التى قبلها:
(( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )) [فصلت : 37]

والآية الثانية في سياق ذكر اللسان ..
قال تعالى في الآية التى قبلها:
(( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ )) [الأعراف : 205]
و لذلك استخدم هنا أوقات النهي عن الصلاة الغدو بعد الفجر والآصال قبل المغرب.

وأما بخصوص قوله تعالى .. ((لا ينال عهدي الظالمين))
فإني أسألكم أولاً.. هل نقول أدركتُ رحمةَ الله أم أدركتني رحمةٌ الله ؟
إن الله هو الذي يختار أولياءه قال تعالى قبلها مباشرة : ((إني جاعلك للناس إماما))..
فكانت الآية :
(( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ))[البقرة : 124]
فالله هو الذي يختار، لكنكم تصرون على قلب الحقائق و تريدون الظالمين فاعلا كيف؟ هل ينصب الإنسان نفسه نبيا أو أماما أم الله؟ عهد الله هو الذي يختار

أرأيتم روعة واتساق كلام الله..
الحمد لله على نعمة القرآن.
فلتخرس ألسنة الذين لا يستطيعون أن ينطقوا جملة سليمة، ونكرر نحن على استعداد للحوار الثنائي أمام الملأ في أي مكان ، حواراً لا من طرف واحد فقط ، بل حواراً يفضح جهلهم فلا تستطيع المساحيق التي يدهنون بها الباطل أن تخفي وجوههم القبيحة.

------------------
(1) الفمتو هي وحدة قياس صغيرة جداً..
فمثلاً..
" الفمتو ثانية " تعادل واحد على مليون بليون من الثانية أي 10 قوة – 15 من الثانية ، وهو الزمن الذي يجب أن تصل إليه تقنيات التصوير بالليزر حتى يمكن رؤية الحالات الانتقالية للتفاعل الكيميائي بين الذرات .

أرحنا بها يا بلال



اذا ضاقت نفسك يوماً بالحياة فما عدت تطيق آلامها وقسوتها؟؟؟؟
اذا تملكك الضجر واليأس واحسست بالحاجة الى الشكوى فلم تجد من تشكو له؟؟؟؟
واذا احسست ان الالم يكاد ينفجر فى صدرك وتجمدت العبرات فى عينيك؟؟؟؟
فتذكر ان ربك رباً رحيماً يسمع شكواك ويجيب دعواك!!!!
لقد فتح لك بابه ودعاك الى لقائه رحمة منه وفضلاً!!!!
وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال
اذا ألممت بذنب فى غفلة من امرك فأفقت على لدغات ضميرك تؤرقك؟؟؟؟
اذا نكست رأسك خجلاً من نفسك واحسست بالندم يمزق فؤادك ؟؟؟؟
اذا انقلبت خطيئتك سجناً يحيط بك من كل جانب؟؟؟؟
وحيثما توجهت سد عليك الافق وحجبه بالظلمات
فتذكر ان لك ربا غفوراً يقبل التوبة ويعفو عن الزلة !!!!قد فتح لك بابه ودعاك الى لقائه رحمة منه وفضلاً!!!!
وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال
اذا وقعت تحت وطأة الظلم و القهر فأردت ان تصرخ فكتم الخوف صرختك فى الاعماق؟؟؟؟
اذا احسست بمرارة الذل وقسوة العجز تطأ هامتك وتحطم كيانك؟؟؟؟
اذا تمكن الخوف من قلبك فزلزل وجدانك وقهر كل معانى المقاومة فى صدرك؟؟؟؟
فتذكر ان لك رباً عزيزاً قادراً ينصر المظلوم ويقهر الظالم!!!!قد فتح بابه ودعاك الى لقائه رحمة منه وفضلاً!!!!
وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال
اجل يا اخوتى .. انه االصلاة .. وهذه بعض معانيها إننا يا اخى تعلمنا من الصلاة حركاتها وسكناتها لكننا لم نفهم روحها ومعانيها ان الصلاة هى باب الرحمة وطلب الهداية هى اطمئنان لقلوب المذنبين والبؤساء هى معقل المسلم ومفزعه هى ميراث النبوة بروحها واحكامها متوارثة فى الأمة بظاهرها وباطنهافهى تشتمل على اسمى معانى العبودية والالتجاء الى الله تعالى والاستعانة به والتفويض اليه
لها من الفضل والتأثيرفى ربط الصلة بالله تعالى والتقرب اليه ما ليس لشىءآخربها وصل المخلصون المجاهدون فى هذه الامة الى مراتب عالية من الايمان واليقين من الربانية والروحانية هى قرة عين النبى صلى الله عليه وسلم، فكان يقول { وجعلت قرة عينى فى الصلاة }
اخوتى ....ليست الصلاة ان يقف الانسان بجسده فى المحراب وقلبه هائم فى اودية الدنيا اننا بذلك قد افقدنا الصلاة معناها او قل فقدنا معنى الصلاة
اخوتى : فلنبدأ من جديد فنتعلم الوقوف بين يدى الله تعالى .. فلنتعلم الصلاة قال الحسن البصرى رحمه الله عليه: اذا قمت للصلاة فقم قانتاً كما أمرك الله . واياك والسهو والالتفات واياك ان ينظر الله اليك وتنظر الى غيره…

وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه لا تدرى ما تقول بلسانك وسئل حاتم الأصم كيف تصلى ...؟ فقال اقوم بالأمر ... وأمشى بالخشية .. وأدخل بالنية .... وأكبر بالعظمة...وأقرأ بالترتيل والتفكير ... وأركع بالخشوع واسجد بالتواضع واجلس للتشهد بالتمام وأسلم بالنية
واختمها بالإخلاص لله عز وجل وأرجع على نفسى بالخوف أخاف ان لا يقبل منى واحفظ بالجهد الى الموت هذه اخوتى هى الصلاة التى كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول فيها أرحنا بها يا بلال
من اجل ذلك اخوتى كانت الصلاة عماد الدين وركناً من اهم اركانه تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم ما من إمرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما سبق من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم من تطهر فى بيته ثم مضى الى بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والاخرى ترفع درجة تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال
اخوتى ان الصلاة بين يدى الله تعالى ليست حملاً تستثقله القلوب.....إنها هدية ورحمة من الله تبارك وتعالى لعباده .. فتصورا اخوتى ملكاً من ملوك الارض اهدى عبداً فقيراً هدية، ودعاه الى لقائه تكرماً وتفضلاً فما كان من هذا العبد إلا ان القى بهديته وأعرض عن لقائه .....فكيف تكون غضبة الملك….وكيف يكون عقابه .. وانتقامه؟؟؟!!!!إنها لغضبة عظيمة وانتقام شديد….

ماذا تفعل اذا كانت لغتك الصمت ؟


يقال أن الصمت أبلغ لغات الكلام...

ويقال ان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب...

قيل الكثير عن الصمت......والكثير منا يعانون من الصمت...

ولكن ماذا تفعل إذا كان الصمت طبعك عند الحزن والغضب .. ؟؟

عندما يسيء اليك عزيز لديك بكلمة أو تصرف ...

فيلفك الصمت وتتجمد الحروف على شفتيك .. وتتحجر الدموع في عينيك . ماذا تفعل ؟؟

إذا تجاهل هذا الشخص ألمك .. وتناسى إساءته ..

وتابع حياته معك وكأن شيئا لم يكن .. والصمت طبعك .. والألم بداخلك يقتلك .. ماذا تفعل ؟؟

إذا تجاهلك عزيز لديك والتفت الى أولويات واهتمامات أخرى

وابتعد عنك .. وأنت تركض خلفه تريد احتضانه .... ويستمر باهتماماته الاخرى .. فتتركه وتبقى مع ذكرياتك ....
يعود اليك لائما معاتبا متهما اياك بالبرود والابتعاد عنه ....

وانت بصمتك لاتستطيع ان تقول له انه المخطىء وترد على اتهاماته ...

وتبقى مع ألمك الداخلي لاتستطيع حتى أن ترتشف قطرة الماء تشعر أن كل شيء فيك قد تجمد .. ماذا تفعل ؟؟

إذا تعلقت بإنسان وشعرت انك بوجوده معك قد ملكت العالم بيديك ..

واختفى من حياتك , وهو يعرف انه بتصرفه سيقتلك قلقا وخوفا عليه .... ويتركك تنهار وتنهار وتتحطم ......
ويعود إليك

معاتبا متسائلا لماذا تغيرت ؟؟ وأنت تقف حائرا وتشعر أن جميع حروف الهجاء قد اختفت من ذاكرتك ....

. فالصمت طبعك .. ماذا تفعل ؟؟؟؟

عندما ينظر إليك الناس على انك متكبرمتعالي عليهم ..

ولكن حقيقتك ونقطة ضعفك أنك تخاف الاختلاط بهم خوفا من اية

اساءة مقصودة أو غير مقصودة تقف امامها عاجزا عن الرد .... ماذا تفعل ؟؟

عندما تهرب بصمتك ممن اساء اليك لتبكي بمفردك وتبكي ...

وعليك أن تظهر أمام الناس بانك سعيد وقوي.. مرح متفائل ...

ماذا تفعل ؟؟؟

عندما تشعر بأن قلبك اصبح اضعف من أن يحتمل المزيد من الالم ..

ممن حولك .. وأنت لاتعرف أن تتكلم عند الحزن والغضب .. ولا تعرف أن تلوم أو تعاتب ... ماذا تفعل ؟؟

عندما يحضنك ارق انسان واحن قلب عليك _ أمك _ وتبحث في عينيك

عن اسباب حزنك .. فأنت عاجز عن النطق وخائفا من أن تكتشف

بحدسها اسباب حزنك .... وانت حريصا على ان لاتسيء امام الناس لمن كان سبب آلامك ... ماذا تفعل ؟؟

هل جربتم يوما شيئا كهذا ؟؟

هل احسستم بالم الصمت ؟؟

عند صمتكم بهذه الحالات لن تستطيعون الكلام ولا الشراب أو الاكل

.. قد تستمرون لساعات أو ايام حسب الإساءة .. يتبعها ألم قاتل

بالمعدة وتشنج ومضاعافات ذلك قد يستمر لاشهر .

ماذا تفعلون إذا كنتم لاتستطيعون التغلب على نقطة ضعفكم التي

هي صمتكم عندما يساء اليكم ؟؟

بصراحة انا طبعي الصمت ...وحاولت كتيرر إني لاقي جواب لهذا السؤال لكن مالقيت

الحكمه من المرض


الحكمه من المرض

فإن الذي دعاني إلى كتابة هذه الرسالة هو النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين ، وما رأيت من جهل الناس بفوائد المرض إلى درجة أني سمعت أناساً يقولون : ألا ترحمه يارب ، ومنهم من يقول : إما ارحمه أو ريحه ، مع أن الله يقول في بعض الآثار : (( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ ))، وكذلك ما سمعت ورأيت من بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان أو غيره من الأمراض التي لا يوجد لها علاج ، فبلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يؤيسه من روح الله ويوقعه في القنوط ، يقول الله: (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا ))[المجادلة: 10] ، مع أن المريض لا خوف عليه مادام موحداً ومحافظاً على الصلاة ، حتى ولو لم يصل إلا لما مرض ، فإن من تاب توبة صادقة قبل الغرغرة تاب الله عليه ، ولو وقع في كبائر الذنوب ، فإنه يرجى لكل من مات من الموحدين ولم يمت على الكفر ، ففي الحديث (( من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة )) ، فقال أبو ذر : وإن زنى وإن سرق ، قال : (( وإن زنى وإن سرق )) ، ويقول صلى الله عليه وسلم : (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل )) [ رواه مسلم ] ، ويقول الله (( أنا عند ظن عبدي ، فليظن بي ما يشاء )) 0
فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً ، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، يقول أنس : إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت ، فقال : (( كيف تجدك ؟ )) قال : أرجو رحمة الله يا رسول الله ، وأخاف ذنوبي ، فقال : (( لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف )) ، فلا تسيء العمل وأنت صحيح بحجة هذا الحديث ، فلعل الموت يأتيك بغتة . وعلى كل فالمؤمن يصبر ويرضى بقضاء الله ، فإن عاش لم يحرم الأجر ، وإن مات فإلى رحمة الله ، يقول صلى الله عليه وسلم : (( تحفة المؤمن الموت ))[رواه الطبراني بسند جيد ] 0
فإذا تقرر هذا كله فأليكم فوائد المرض العظيمة وما يترتب عليه من مصالح ومنافع قلبية وبدنية ، وقبل الشروع لابد من مقدمة قبل الدخول في المقصود 0
إن الله لم يخلق شيئاً إلا وفيه نعمة أيضاً ، إما على المبتلى أو على غير المبتلى ، حتى إن ألم الكفار في نار جهنم نعمة ، ولكنها في حق غيرهم من العباد ، فمصائب قوم عند قوم فوائد ، ولولا أن الله خلق العذاب والألم لما عرف المتنعمون قدر نعمته عليهم ولجهلت كثير من النعم ، ومن هنا خلق سبحانه الأضداد لحكم كثيرة منها معرفة النعم ، فلولا الليل لما عرف قدر النهار ، ولولا المرض لما عرف قدر الصحة ، وكذا الفقر والسماء والجنة ، ففرح أهل الجنة إنما يتضاعف إذا تفكروا في آلام أهل النار ، بل إن من نعيم أهل الجنة رؤية أهل النار وما هم فيه من العذاب ، مع العلم أن كل بلاء يقدر العبد على دفعه ، لا يؤمر بالصبر عليه ، بل يؤمر بإزالته ففي الحديث : (( ليس للمؤمن أن يذل نفسه ، أن يحمل نفسه مالا يطيق )) . وإنما المحمود الصبر على ألم ليس له حيلة في إزالته ، كما أن من النعم نعمة تكون بلاءً على صاحبها ، فإنه يبتلى بالنعماء والبأساء ، وكم من بلاء يكون نعمة على صاحبه ، فرب عبد تكون الخيرة له في الفقر والمرض ، ولو صح بدنه وكثر ماله لبطر وبغى (( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض )) [ الشورى : 27] 0
فكل نعمة سوى الإيمان وحسن الخلق قد تكون بلاء في حق بعض الناس ، وتكون أضدادها نعماً في حقهم ، فكما أن المعرفة كمال ونعمة ، إلا أنها قد تكون في بعض الأحيان بلاء وفقدها نعمة مثل أجل العبد أو جهله بما يضمر له الناس ، إذ لو رفع له الستر لطال غمه وحسده . وكم من نعمة يحرص عليها العبد فيها هلاكه ، ولما كانت الآلام والأمراض أدوية للأرواح والأبدان وكانت كمالاً للإنسان ، فإن فاطره وبارئه ما أمرضه إلا ليشفيه ، وما ابتلاه إلا ليعافيه ، وما أماته إلا ليحييه ، وقد حجب سبحانه أعظم اللذات بأنواع المكاره وجعلها جسراً موصلاً إليها ، ولهذا قال العقلاء قاطبة : إن النعيم لا يدرك بالنعيم ، وإن الراحة لا تنال بالراحة ، فهذه الآلام والمشاق من أعظم النعم، إذ هي أسباب النعم ، فمثلاً نزول الأمطار والثلوج وهبوب الرياح وما يصاحبها من الآلام فإنها مغمورة جداً بالنسبة إلى المنافع والمصالح التي تصحبها ، فمثلاً لو أن المرأة نظرت إلى آلام الحمل والولادة لما تزوجت ، لكن لذة الأمومة والأولاد أضعاف أضعاف تلك الآلام ، بل إنها إذا حرمت الأولاد لم تترك طبيباً إلا وذهبت إليه من أجل الحصول على الأبناء ، إنه لا يوجد شر محض ، وما نهى سبحانه عن الأعمال القبيحة إلا لأن مفسدتها راجحة على خيرها ، وهكذا .. وقد قال الله عن الخمر : إثمها أكبر من نفعها ، فلو نظر العبد كم يحصل له من المضار والمفاسد منها لما أقدم عليها 0

فإذا تقرر هذا كله ، فأليكم فوائد ومصالح ومنافع الأمراض والتي تزيد عن المائة فائدة نقتصر على بعض منها :
1ـ من فوائد المرض ، أنه تهذيب للنفس ، وتصفية لها من الشر الذي فيها (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) [ الشورى : 30] ، فإذا أصيب العبد فلا يقل : من أين هذا ، ول من أين أتيت ؟ فما أصيب إلا بذنب ، وفي هذا تبشير وتحذير إذا علمنا أن مصائب الدنيا عقوبات لذنوبنا ، أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )) ، فإذا كان للعبد ذنوب ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن أو المرض ، وفي هذا بشارة فإن مرارة ساعة وهي الدنيا أفضل من احتمال مرارة الأبد ، يقول بعض السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس 0
2ـ ومن فوائد المرض : أن ما يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض ، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) وقال أيضاً : (( تحفة المؤمن الموت )) [ رواه ابن أبي الدنيا بسند حسن ] ، وإذا نزل بالعبد مرض أو مصيبة فحمد الله بني له بيت الحمد في جنة الخلد ، فوق ما ينتظره من الثواب ، أخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً : (( يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء )) 0

3ـ ومن فوائد المرض : قرب الله من المريض ، وهذا قرب خاص ، يقول الله : (( ابن آدم ، عبدي فلان مرض فلم تعده ، أما لو عدته لوجدتني عنده)) [ رواه مسلم عن أبي هريرة ] ، واثر : (( أنا عند المنكسرة قلوبهم )) 0
4ـ ومن فوائد المرض : أنه يعرف به صبر العبد ، فكما قيل : لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر ، فإذا وجد الصبر وجد معه كل خير ، وإذا فات فقد معه كل خير ، فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به ، فإما أن يخرج ذهباً أو خبثاً ، كما قيل : سبكناه ونحسبه لجيناً فأبدى الكير عن خبث الحديد ( ومعنى اللجين الفضة ) ، والمقصود: أن حظه من المرض ما يحدث من الخير والشر ، فعن أنس مرفوعاً : (( إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط)) ، وفي رواية : (( ومن جزع فله الجزع ))[ رواه الترمذي ]، فإذا أحب الله عبداً أكثر غمه ، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه وخصوصاً إذا ضيع دينه ، فإذا صبر العبد إيماناً وثباتاً كتب في ديوان الصابرين ، وإن أحدث له الرضا كتب في ديوان الراضين ، وإن أحدث له الحمد والشكر كان جميع ما يقضي الله له من القضاء خيراً له، أخرج مسلم من حديث صهيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر ، وإن أصابته ضاء فصبر فله أجر ، فكل قضاء الله للمسلم خير )) وفي رواية لأحمد (( فالمؤمن يؤجر في كل أمره )) فالمؤمن لابد وأن يرضى بقضاء الله وقدره في المصائب ، اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر ، وإذا أذنب استغفر ، وإذا ابتلي صبر ، ومن لم ينعم الله عليه بالصبر والشكر فهو بشر حال ، وكل واحدة من السراء والضراء في حقه تفضي إلى قبيح المآل ؛ إن أعطاه طغى وإن ابتلاه جزع وسخط 0
5ـ ومن فوائد المرض وتمام نعمة الله على عبده ، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد ، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين ، فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء ، ومستخرج الشكر بالعطاء ، يقول وهب بن منبه : ينزل البلاء ليستخرج به الدعاء (( وإذا أنعمنا على الإنسان ونئا بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض )) [ فصلت : 51] ، فيحدث العبد من التضرع والتوكل وإخلاص الدعاء ما يزيد إيمانه ويقينه ، ويحصل له من الإنابة وحلاوة الإيمان وذوق طعمه ما هو أعظم من زوال المرض ، وما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين الذين يصبرون على ما أصابهم فلا يذهبون إلى كاهن ولا ساحر ولا يدعون قبراً ، أو صالحاً فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال ، ولكل مؤمن نصيب ، فإذا نزل بهم مرض أو فقر أنزلوه بالله وحده ، فإذا سألوا سألوا الله وحده ، وإذا استعانوا استعانوا بالله وحده ، كما هو الحاصل مع نبي الله أيوب (( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الرحمين )) [ الأنبياء : 83] 0
وتأمل عظيم بلاء أيوب فقد فقد ماله كله وأهله ومرض جسده كله حتى ما بقي إلا لسانه وقلبه ، ومع عظيم هذا البلاء إلا أنه كان يمسي ويصبح وهو يحمد الله ، ويمسي ويصبح وهو راض عن الله ، لأنه يعلم أن الأمور كلها بيد الله ، فلم يشتك ألمه وسقمه لأحد ، ثم نادى ربه بكلمات صادقة (( إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين )) فكشف الله ضره وأثنى عليه ، فقال : (( إنا وجدناه صابراً نعم العبد أنه أواب )) [ ص:44]، وقد ورد في بعض الآثار : (( يا ابن آدم ، البلاء يجمع بيني وبينك ، والعافية تجمع بينك وبين نفسك )) 0
6ـ ومن فوائد المرض : ظهور أنواع التعبد ، فإن لله على القلوب أنواعاً من العبودية ، كالخشية وتوابعها ، وهذه العبوديات لها أسباب تهيجها ، فكم من بلية كانت سبباً لاستقامة العبد وفراره إلى الله وبعده عن الغي ، وكم من عبد لم يتوجه إلى الله إلا لما فقد صحته ، فبدأ بعد ذلك يسأل عن دينه وبدأ يصلي ، فكان هذا المرض في حقه نعمة ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة )) [ الحج : 11] ، وذلك أن على العبد عبودية في الضراء كما أن عليه عبودية في السراء ، وله عبودية فيما يكره ، كما أن له عليه عبودية فيما يحب ، وأكثر الناس من يعطي العبودية فيما يحب ، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، وفيها تتفاوت مراتب العباد ، وبحسبها تكون منازلهم عند الله ، ومن كان من أهل الجنة فلا تزال هداياه من المكاره تأتيه حتى يخرج من الدنيا نقياً . يروى أنه لما أصيب عروة بن الزبير بالأكلة في رجله قال : (( اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة ، وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة، ولئن ابتليت لقد عافيت ، ولئن أخذت لقد أبقيت )) ، ثم نظر إلى رجله في الطست بعدما قطعت فقال : (( إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم )) 0
7ـ ومن فوائد المرض : أن الله يخرج به من العبد الكبر والعجب والفخر ، فلو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز وطغى ونسي المبدأ والمنتهى ، ولكن الله سلط عليه الأمراض والأسقام والآفات وخروج الأذى منه والريح والبلغم ، فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً ، ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، أحياناً يريد أن يعرف الشيء فيجهله ، ويريد أن يتذكر الشيء فينساه ، وأحياناً يريد الشيء وفيه هلاكه ، ويكره الشيء وفيه حياته ، بل لا يأمن في أي لحظة من ليل أو نهار أن يسلبه الله ما أعطاه من سمعه وبصره ، أو يختلس عقله ، أو يسلب منه جميع ما يهواه من دنياه فلا يقدر على شيء من نفسه ، ولا شيء من غيره ،فأي شيء أذل منه لو عرف نفسه ؟ فكيف يليق به الكبر على الله وعلى خلقه وما أتى إلا من جهله؟
ومن هذه أحواله فمن أين له الكبر والبطر ؟ ولكن كما قيل : من أكفر الناس بنعم الله افقير الذي أغناه الله ، وهذه عادة الأخساء إذا رفع شمخ بأنفه ، ومن هنا سلط الله على العبد الأمراض والآفات ، فالمريض يكون مكسور القلب كائناً من كان ، فلا بد أن يكسره المرض ، فإذا كان مؤمناً وانكسر قلبه فالمريض حصل على هذه الفائدة وهي الانكسار والاتضاع في النفس وقرب الله منه ، وهذه هي أعظم فائدة 0
يقول الله : (( أنا عند المنكسرة قلوبهم )) وهذا هو السر في استجابة دعوة الثلاثة : المظلوم ، والمسافر ، والصائم ، وذلك للكسرة التي في قلب كل واحد منهم ، فإن غربة المسافر وكسرته مما يجده العبد في نفسه ، وكذلك الصوم فإنه يكسر سورة النفس ويذلها ، وكذا الأمر في المريض والمظلوم ، فإذا أراد الله بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء يستفرغ به من الأمراض المهلكة للعبد حتى إذا هذبه رد عليه عافيته ، فهذه الأمراض حمية له ، فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه 0
8ـ ومن فوائد المرض : انتظار المريض لفرج ، وأفضل العبادات انتظار الفرج ، الأمر الذي يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا ملموس وملاحظ على أهل المرض أو المصائب ، وخصوصاً إذا يئس المريض من الشفاء من جهة المخلوقين وحصل له الإياس منهم وتعلق قلبه بالله وحده ، وقال : يا رب ، ما بقي لهذا المرض إلا أنت ، فإنه يحصل له الشفاء بإذن الله ، وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج ، وقد ذكر أن رجلاً أخبره الأطباء بأن علاجه أصبح مستحيلاً ، وأنه لا يوجد له علاج، وكان مريضاً بالسرطان ، فألهمه الله الدعاء في الأسحار ، فشفاه الله بعد حين ، وهذا من لطائف أسرار اقتران الفرج بالشدة إذا تناهت وحصل الإياس من الخلق ، عند ذلك يأتي الفرج ، فإن العبد إذا يئس من الخلق وتعلق بالله جاءه الفرج ، وهذه عبودية لا يمكن أن تحصل إلا بمثل هذه الشدة ((حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا )) [ يوسف : 110] 0
9ـ ومن فوائد المرض: أنه علامة على إرادة الله بصاحبه الخير ، فعن أبي هريرة مرفوعاً : (( من يرد الله به خيراً يصب منه )) [ رواه البخاري] ، ومفهوم الحديث أن من لم يرد الله به خيراً لا يصيب منه ، حتى يوافي ربه يوم القيامة ، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة قال : (( مر برسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي أعجبه صحته وجلده ، قال : فدعاه فقال له : متى أحسست بأم ملدم ؟ قال : وما أم ملدم ؟ قال : الحمى ، قال : وأي شيء الحمى ؟ قال : سخنة تكون بين الجلد والعظام ، قال : ما بذلك لي عهد ، وفي رواية : ما وجدت هذا قط ، قال : فمتى أحسست بالصداع؟ قال : وأي شيء الصداع ؟ قال : ضربات تكون في الصدغين والرأس ، قال : مالي بذلك عهد ، وفي رواية : ما وجدت هذا قط ، قال : فلما قفا ـ أو ولى ـ الأعرابي قال : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل المار فلينظر إليه )) [ وإسناده حسن ] فالكافر صحيح البدن مريض القلب ، والمؤمن بالعكس 0
10ـ ومن فوائد المرض : أن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة والتعرف على الله في الرخاء ، فإنه يحفظ له عمله الصالح إذا حبسه المرض ، وهذا كرم من الله وتفضل ، هذا فوق تكفير السيئات ، حتى ولو كان مغمى عليه ، أو فاقداً لعقله ، فإنه مادام في وثاق الله يكتب له عمله الصالح ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وبالتالي تقل معاصيه ، وإن كان فاقداً للعقل لم تكتب عليه معصية ويكتب له عمله الصالح الذي كان يعمله في حال صحته ، ففي مسند أحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما من أحد من الناس يصاب بالبلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه ، فقال : اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي )) 0
11ـ ومن فوائد المرض : أنه إذا كان للعبد منزلة في الجنة ولم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده ، أخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل ، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها )) يقول سلام بن مطيع : اللهم إن كنت بلغت أحداً من عبادك الصالحين درجة ببلاء فبلغنيها بالعافية 0
12ـ ومن فوائد المرض : أن يعرف العبد مقدار نعمة معافاته وصحته ، فإنه إذا تربى في العافية لا يعلم ما يقاسيه المبتلى فلا يعرف مقدار النعمة ، فإذا ابتلي العبد كان أكثر همه وأمانيه وآماله العودة إلى حالته الأولى ، وأن يمتعه الله بعافيته ، فلولا المرض لما عرف قدر الصحة ، ولولا الليل لما عرف قدر النهار ، ولولا هذه الأضداد لما عرفت كثير من النعم ، فكل مريض يجد من هو أشد مرضاً فيحمد الله ،وكل غني يجد من هو أغنى منه ، وكل فقير يجد من هو أفقر منه ، ثم كم نسبة صحة العبد إلى مرضه فوق ما فيه من الفوائد والمنافع التي يجهلها العبد (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )) [ البقرة :216] ، ولهذا روي أن آدم لما نشر الله له ذريته رأى الغني والفقير وحسن الصورة ، ورأى الصحيح على هئيته والمبتلى على هيئته ، ورأى الأنبياء على هيئتهم مثل السرج ، قال : يارب ألا سويت بين عبادك ؟ قال : إني أحب أن أشكر ، فإن العبد إذا رأى صاحب البلاء قال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك ، فيعافيه الله من ذلك البلاء بشرط الحمد ، والمبتلى إذا صبر حصل على أجر عظيم 0
والغريب أن العبد إذا نظر في دنياه نظر إلى من هو فوقه ، لكنه إذا نظر في دينه نظر إلى من هو أسفل منه ، فتجده يقول : نحن أفضل من غيرنا ، لكنه لا يقول ذلك في دنياه ، ومن ذاق ألم الأمراض عرف بعد ذلك قيمة الصحة ، وكم نسبة مرضه إلى نسبة صحته ، روي أن الفضيل كانت له بنت صغيرة فمرض كفها فسألها يوماً : يا بنية ، كيف حال كفك ؟ فقالت : يا أبت بخير ، والله لئن كان الله تعالى ابتلى مني قليلاً فلقد عافى الله مني كثيراً ، ابتلى كفي وعافى سائر بدني ، فله الحمد على ذلك 0
13ـ ومن فوائد المرض : أنه إحسان ورحمة من الرب للعبد ، فما خلقه ربه إلا ليرحمه لا ليعذبه (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم )) [ النساء: 147] ، وكما قيل :
وربما كان مكروه النفس إلى....... محبوبها سبب ما مثله سبب
ولكن أكثر النفوس جاهلة بالله وحكمته ، ومع هذا فربها يرحمها لجهلها وعجزها ونقصها ، وهذا ورد في بعض الآثار أن العبد إذا أصابته البلوى فيدعو ربه ويستبطئ الإجابة ، ويقول الناس : ألا ترحمه يارب ؟ فيقول الله : (( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ )) . فمثلاً الوالد عندما يجبر ابنه على شرب الدواء المر وهو يبكي وأمه تقول: ألا ترحمه ؟ مع أن فعل الوالد هو رحمة به ، ولله المثل الأعلى ، فلا يتهم العبد ربه بابتلائه وليعلم أنه إحسان إليه 0
لعــــــل عتبك محمود عواقبه ...........وربما صحت الأجساد بالعلل
14ـ ومن فوائد المرض : أنه يكون سبباً لصحة كثير من الأمراض ، فلولا تلك الآلام لما حصلت هذه العافية ، وهذا شأن أكبر الأمراض ، ألا وهو الحمى وهي المعروفة الآن بالملاريا ، ففيها منافع للأبدان لا يعلمها إلا الله ، حيث أنها تذيب الفضلات وتتسبب في إنضاج بعض المواد الفاسدة وإخراجها من البدن ، ولا يمكن أن يصل إليه دواء غيرها، يقول بعض الفضلاء من الأطباء: إن كثيراً من الأمراض التي نستبشر فيها الحمى ، كما يستبشر المريض بالعافية ، فتكون الحمى فيه أنفع من شرب الدواء الكثير ، فمـــن الأمراض التي تتسبب الحمى في علاجها مرض الــــرمد والفالج واللقوة ـ وهو داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق ـ وزيادة على الصحة فهي من أفضل الأمراض في تكفير الذنوب ، ففي مسلم عن جبران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب ، فقال : (( مالك ؟)) فقالت : الحمى ، لا بارك فيها ، فقال : (( لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد )) وعند أحمد بسند صحيح (( حمى يوم كفارة سنة )) [ عن ابن عمرو ] وفي الأدب للبخاري عن أبي هريرة : (( ما من مرض يصيبني أحب إلى من الحمى )) لأنها تدخل في كل الأعضاء والمفاصل وعددها 360 مفصلاً ، وقيل إنها تؤثر في البدن تأثيراً لا يزول بالكلية إلا بعد سنة 0
15ـ ومن فوائد الأمراض : تخويف العبد ((ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون )) [ المؤمنون : 76 ] ، ((وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون )) [الزخرف: 48 ] ، فما ابتلاه الله إلا ليخوفه لعله أن يرجع إلى ربه ، أخرج الإمام أبو داود عن عامر مرفوعاً : (( إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم أعفاه منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل ، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه )) 0
16ـ ومن فوائد المرض : أن الله يستخرج به الشكر ، فإن العبد إذا ابتلي بعد الصحة بالمرض وبعد القرب بالبعد اشتاقت نفسه إلى العافية ، وبالتالي تتعرض إلى نفحات الله بالدعاء فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء بل ينبغي له أن يتوسل إلى الله ولا يتجلد تجلد الجاهل فيقول : يكفي من سؤالي علمه بحالي !! فإن الله أمر العبد أن يسأله تكرماً وهو يغضب إذا لم تسأله ، فإذا منح الله العبد العافية وردها عليه عرف قدر تلك النعمة ؛ فلهج بشكره شكر من عرف المرض وباشر وذاق آلامه لا شكر من عرف وصفه ولم يقاس ألمه ، فكما يقال : أعرف الناس بالآفات أكثرهم آفات ، فإذا نقله ربه من ضيق المرض والفقر والخوف إلى سعة الأمن والعافية والغنى فإنه يزداد سروره وشكره ومحبته لربه بحسب معرفته وبما كان فيه ، وليس كحال من ولد في العافية والغنى فلا يشعر بغيره 0
17ـ ومن فوائد المرض : معرفة العبد ذله وحاجته وفقره إلى الله ، فأهل السموات والأرض محتاجون إليه سبحانه ، فهم فقراء إليه وهو غني عنهم ولولا أن سلط على العبد هذه الأمراض لنسي نفسه ، فجعله ربه يمرض ويحتاج ليكون تكرار أسباب الحاجة فيه سبب لخمود آثار الدعوى وهو ادعاء الربوبية ، فلو تركه بلا فاقة لتجرأ وادعى ، فإن النفس فيها مضاهاة للربوبية ، ولهذا سلط الله عليه ذل العبودية وهي أربع : ذل الحاجة ، وذل الطاعة ، وذل المحبة ـ فالمحب ذليل لمن أحبه ـ وذل المعصية ، وعلى كل فإذا مرض العبد أحس بفقره وفاقته إلى الله كائناً من كان 0
لعلك تقول : هذه الأخبار ددل على أن البلاء خير في الدنيا من النعيم ، فهل نسأل الله البلاء ؟ فٌول لك : لا وجه لذلك ، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال دعائه لما أخرجه أهل الطائف : (( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي )) ، وروى أن العباس لما طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء فقال له : (( سل الله العفو والعافية ، فإنه ما أعطى أحد أفضل من العافية بعد اليقين )) ، وقال الحسن : الخير الذي لا شر فيه العافية مع الشكر ، فكم من منعم عليه غير شاكر ، وهذا أظهر من أن يحتاج إلى دليل ، فينبغي أن نسأل الله تمام النعمة في الدنيا ودفع البلاء عنا ، لكن إذا ابتلي العبد ببلاء فينبغي له الصبر والرضا بقضاء الله عليه 0
* أخيراً أختم هذه الرسالة بأن المرض نعمة وليس بنقمة ، وأن في المرض لذائذ:
1ـ منها : لذة العطف الذي يحاط به المريض والحب الذي يغمره من أقاربه ومعارفه 0
2ـ ومنها : اللذة الكبرى التي يجدها المريض ساعة اللجوء إلى الله ، هندما يدعوه مخلصاً مضطراً 0
3ـ ومنها : لذة الرضا عن الله عندما تمر لحظات الضيق على المريض وهو مقيد على السرير ، ويبلغ به المرض أقصاه فيفيء لحطتها إلى الله كما حصل في نداء أيوب ، فلا يحكم على المريض أو البائس بمظهره ، فلعل وراء الجدار الخرب قصراً عامراً ، ولعل وراء الباب الضخم كوخاً خرباً 0
4ـ ومنها : لذة المساواة التامة ، فهي سنة الحياة ، فلا يفرق المرض بين غني أو فقير ، فلو كان المرض سببه الفقر أو نقص الغذاء لكان المرض وقفاً على الفقراء ، ولكان الأغنياء في منجى منه ، لكنه لا يعرف حقيراً أو جليلاً ، الناس سوا
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...